إنفانتينو بين «السرعة والتسرع»... والإحباطات

وعد بمستقبل أكثر إشراقاً لـ«فيفا» بعد إعادة انتخابه

إنفانتينو مبتسماً للحضور بعد إعادة انتخابه (أ.ف.ب)
إنفانتينو مبتسماً للحضور بعد إعادة انتخابه (أ.ف.ب)
TT

إنفانتينو بين «السرعة والتسرع»... والإحباطات

إنفانتينو مبتسماً للحضور بعد إعادة انتخابه (أ.ف.ب)
إنفانتينو مبتسماً للحضور بعد إعادة انتخابه (أ.ف.ب)

يخلط جاني إنفانتينو الذي أعيد انتخابه بالتزكية، أمس (الأربعاء)، رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم بين السرعة والتسرع، ورغم إنجازاته في السنوات الثلاث الماضية فقد عانى بعض الإحباطات بينها خطته لتوسيع كأس العالم (2022) من 32 إلى 48 منتخباً.
كان مونديال روسيا 2018 من دون أخطاء و«الأكثر ربحية حتى الآن» بحسب «فيفا»، مع استخدام غير مسبوق لتقنية الفيديو لمساعدة التحكيم. مونديال 2026 سيقام بمشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى بتنظيم ثلاثي من الولايات المتحدة - كندا - المكسيك، وستتغير صيغة كأس العالم للأندية بمشاركة 24 فريقاً بدءاً من 2021.
وقدم إنفانتينو محصلة إيجابية لولايته الأولى، الثقيلة بعد حلوله بدلاً من مواطنه جوزيف بلاتر المجبَر على الاستقالة في ظل فضيحة فساد مدوية، بحسب الأمين العام المساعد زفونيمير بوبان.
وقال لاعب الوسط الكرواتي الدولي السابق في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»: «في السابق، كان نشاط (فيفا) موجهاً سياسياً، وكانت علامة (فيفا) التجارية الأكثر سمية في العالم. مع جاني، عادت كرة القدم إلى (فيفا)، وهذا ما جذبني إلى هنا».
تواجه إنفانتينو مع نفسه في انتخابات الرئاسة أمام 211 اتحاداً منضوياً تحت عباءة «فيفا» في العاصمة الفرنسية، باريس، فحصل على تزكية خلافاً لفوزه الأخير عندما تهافت كثيرون لخلافة «الإمبراطور» بلاتر.
وعمد «فيفا» إلى تعديل نظام التصويت على الانتخابات ليكون بالتزكية، بتوصية قرأها النائب الأول للرئيس ورئيس الاتحاد الآسيوي سلمان آل خليفة، ربما تخوفاً من تصويت يعبّر عن بعض الاستنكارات لمواقفه.
طُرحت أسئلة كثيرة حول أسلوب حكم بارد للذراع اليمنى السابق للفرنسي ميشال بلاتيني في الاتحاد الأوروبي، ميله لتطويق نفسه بحراس لا يعارضونه أبداً، واستعداده للتغيير بأي ثمن دون القلق بشأن التحذيرات، على غرار مشروعه بتوسيع مونديال 2022 إلى 48 منتخباً.
وقال بلاتيني، الاثنين الماضي، في مقابلة صحافية: «هو محامٍ جيد للغاية، أمين عام جيد للغاية، لكن ليس لديه أي شرعية، لا يتمتع بمصداقية ليكون رئيساً لـ(فيفا)».
وتابع أفضل لاعب في أوروبا ثلاث مرات سابقاً، الموقوف راهنا بقضايا فساد، قبل أيام من انطلاق كأس العالم للسيدات في فرنسا: «كيف يمكنه الترويج لكرة القدم النسائية فيما سخر منها دوماً؟ لم يؤمن بها قط».
وإنفانتينو المتهم بعلاقات مميزة مع المدعي العام السويسري مايكل لاوبر الذي أجرى تحقيقات في «فيفا»، تعرض لعدة ضربات في ملفات كان يتمنى أن تبصر النور.
وقبل أسبوعين رضخ لعدم توسيع مونديال 2022 إلى 48 منتخباً، وما كانت ستعنيه من تحديات لوجيستية وتنظيمية إضافية، وأيضاً للعائدات الإضافية التي قد توفرها هذه الزيادة، التي قدرتها دراسة للـ«فيفا» بما بين 300 و400 مليون دولار.
وقال مطلع العام الحالي: «إذا كان في مقدورنا زيادة عدد المنتخبات إلى 48 وجعل العالم سعيداً، فعلينا أن نحاول ذلك».
وأصدر فيفا في مارس (آذار) الماضي توصية بزيادة العدد، بعد دراسة جدوى أظهرت أن هذه الزيادة ستتطلب استضافة دول مجاورة لبعض مباريات البطولة التي ستقام للمرة الأولى في المنطقة.
واعتبر مصدر مطلع على شؤون «الفيفا» فضل عدم كشف اسمه، أن «إنفانتينو نجح في توجيه صفعة لنفسه بنفسه».
وقال بلاتر الموقوف ستة أعوام عن مزاولة أي نشاط مرتبط باللعبة في مقابلة مع «الصحافة الفرنسية»: «حاول (فيفا) لعب دور ليس له. في عالم الجغرافيا السياسية يمكن لـ(فيفا) أن يلعب أدواراً من وقت لآخر، لكن أن تصبح مديراً للعرض فهذا ما حاول القيام به مع 48 منتخباً في المونديال (في قطر) وتوسيع كأس العالم للأندية. لا علاقة لذلك بالمبادئ الأساسية لـ(فيفا)».
وفيما يخص تعديل صيغة كأس العالم للأندية مع 24 فريقاً بدءاً من 2021، فقد تم قبوله بالطبع من قبل مجلس «فيفا» في مارس الماضي في ميامي، لكن دون أصوات الاتحاد الأوروبي المعترضة على غياب الشفافية لدى إنفانتينو، وترى منافسة في محاولتها إصلاح دوري أبطال أوروبا.
وسيعرف في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل خلال اجتماع مجلس «فيفا» في شنغهاي من سينظم النسخة «التجريبية» في يونيو (حزيران) 2021. ربما في المملكة العربية السعودية بحسب بعض المصادر.
من جهته أشار إنفانتينو إلى أن مستقبلاً أكثر إشراقاً بانتظار «فيفا»، بعد فترة عانى فيها الاتحاد بشكل كبير من فضائح فساد كانت قد هددت بقاءه.
وقال إنفانتينو: «خلال ما يزيد قليلاً على ثلاثة أعوام، تحولت هذه المنظمة من كيان مسمم وشبه إجرامي إلى ما يجب أن تكون عليه: مؤسسة تطور كرة القدم».
وأضاف «(فيفا) بوضعه الجديد لديه مهمة وخطة لتنفيذها، وهو ما يدعو للعمل خلال الأعوام الأربعة المقبلة، وفي الحقيقة قد بدأ ذلك بالفعل: لقد وضعنا أسس بناء صلبة للمستقبل».
وقبل إعلان استمراره في رئاسة «فيفا»، قال إنفانتينو في كلمة أمام ممثلي الاتحادات الوطنية الـ211 الأعضاء في «فيفا»، إن الاتحاد قد قطع شوطاً طويلاً بعد أن ضربته سلسلة من فضائح الفساد التي أطاحت بمواطنه بلاتر من المنصب في 2015.
وأضاف إنفانتينو: «فترة الأعوام الثلاثة والأشهر الأربعة الماضية لم تكن مثالية بالطبع، بالتأكيد ارتكبت أخطاء». وتابع «لقد حاولت تطوير نفسي واليوم لم يعد أحد يتحدث عن أزمات. ولا أحد يتحدث عن فضائح أو مزيد من الفساد».
وقال إنفانتينو إنه بعد أن مر «فيفا» بـ«أسوأ أزمة» له، بات الآن «في وضع مالي قوي بشكل غير مسبوق».
ووعد إنفانتينو الاتحادات الوطنية الأعضاء بـ«فيفا» بأنهم سوف يواصلون الاستفادة بعد أن تلقوا 1.1 مليار دولار في الدورة ما بين عامي 2015 و2018، علماً بأنهم تلقَّوا 326 مليون دولار فقط خلال الدورة السابقة.
وذكر إنفانتينو إنه جرى تخصيص 1.75 مليار دولار للاتحادات الوطنية خلال الفترة حتى عام 2022، مؤكداً أن الاتحاد الدولي سيراقب عن كثب كيفية إنفاق الأموال.
ويعقد كونغرس «فيفا» المقبل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في مايو (أيار) 2020.


مقالات ذات صلة

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال حضوره اجتماع كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (أ.ف.ب)

السعودية تستعرض رؤيتها الطموحة لاستضافة كأس العالم 2034 في كونغرس الفيفا

في كلمة ألقاها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، خلال عرض الملف الرسمي لاستضافة المملكة لكأس العالم 2034 في كونغرس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

هيثم الزاحم (الرياض)
رياضة سعودية الفيصل والمسحل خلال «كونغرس فيفا» (أ.ف.ب)

ياسر المسحل: ولي العهد أشرف على ملف السعودية لمونديال 2034 بنفسه

قال ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أشرف على ملف المملكة العربية السعودية لاستضافة مونديال 2034 بنفسه.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة عالمية سونز قال إن كرة القدم لا تنتمي فقط إلى الغرب (رويترز)

خبير ألماني: السعودية دولة مهمة في كرة القدم

دافع سيباستيان سونز، الخبير الألماني المتخصص في شؤون الإسلام والسياسة، عن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، الأربعاء بمنح السعودية حق استضافة مونديال 2034.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة سعودية الأمير عبد العزيز بن تركي يحتفل لحظة الإعلان رسمياً عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 (وزارة الرياضة)

وزير الرياضة السعودي: نسخة «كأس العالم 2034» ستكون استثنائية

أكد الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة، الأربعاء، أن نسخة «كأس العالم 2034» التي ستستضيفها السعودية ستكون استثنائية.

سلطان الصبحي (الرياض)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.