المحكمة الإسرائيلية العليا ترفض السماح لعائلات أسرى «حماس» الغزيين بزيارتهم

وقفة فلسطينية تضامنية مع الاسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي اول من امس (وكالة وفا)
وقفة فلسطينية تضامنية مع الاسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي اول من امس (وكالة وفا)
TT

المحكمة الإسرائيلية العليا ترفض السماح لعائلات أسرى «حماس» الغزيين بزيارتهم

وقفة فلسطينية تضامنية مع الاسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي اول من امس (وكالة وفا)
وقفة فلسطينية تضامنية مع الاسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي اول من امس (وكالة وفا)

رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية، التماساً قدمته عائلات أسرى فلسطينيين ضد منعهم من زيارة أبنائهم في السجون الإسرائيلية.
وقالت المحكمة إن الهدف من منع الزيارات هو الضغط على حركة «حماس» من أجل إعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى في غزة. واعتبرت المحكمة أن ممارسة الضغط على «حماس» ليس عقاباً جماعياً، بل هو حق مشروع ضمن سياسة رفض الامتيازات لأسباب أمنية.
كانت عائلات من أسرى «حماس»، الذين يقضون أحكاماً عالية في سجون الاحتلال، قدموا التماساً لتجديد برنامج زيارة أبنائهم، بعدما منعتهم إدارة السجون بأوامر من وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان.
وقررت إدارة السجون منع أهالي أسرى «حماس»، خصوصاً قيادات يقضون سنوات طويلة، من قطاع غزة، في محاولة للضغط على الحركة من أجل عقد صفقة تبادل.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، أضرب قادة الحركة في السجون الإسرائيلية، وأدرجوا بند السماح بزيارة الأهل ضمن الطلبات، لكن إسرائيل أجرت مباحثات، ووافقت على بنود لم تشمل إعادة زيارة الأهالي، أو إزالة أجهزة التشويش، ووافقت فقط على تركيب أجهزة اتصال عمومية مراقبة في السجون.
كان الكنيست الإسرائيلي صادق، العام الماضي، على مشروع قانون «تعديل أنظمة سلطة السجون»، الذي ينص على حرمان بعض الأسرى من الزيارات، خصوصاً أسرى حركة «حماس»، الذين ينتمون للفصائل التي تحتجز رهائن إسرائيليين. ووفقاً لمشروع القانون الذي قدمه عضو الكنيست عن حزب «الليكود»، أورن حازان، فإن «القانون يهدف لمعالجة عدم التوافق بين الشروط التي تحتجز بها إسرائيل الأسرى الذين يمسون بأمنها، والظروف التي تحتجز فيها المنظمات الإرهابية رهائن إسرائيليين».
ويمنع مشروع القانون الزيارات العائلية للأسرى، فيما تم استثناء زيارات المحامين أو المندوبين عن الصليب الأحمر الدولي، بعد أن كانت هذه الشروط مدرجة في نص مشروع القانون الذي حظي بمصادقة اللجنة الوزارية للتشريعات.
وتحتجز حركة «حماس» جثماني الجنديين الإسرائيليين، هدار غولدين وشاؤل أورون، منذ العدوان على غزة في عام 2014، وكذلك ثلاثة مواطنين إسرائيليين، هم أفراهام مانغيستو، وهشام السيد، وجمعة أبو غنيمة، ويعتقد أن الثلاثة دخلوا القطاع بإرادتهم.
ورحبت عائلة الجندي هدار غولدن، المحتجز جثمانه لدى «حماس»، بقرار المحكمة، واعتبرته وسيلة ضغط جيدة على الحركة لكنها غير كافية، داعية الحكومة الإسرائيلية إلى تشديد الضغط على أسرى «حماس».
وقال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، تعقيباً على قرار المحكمة، أمس، إنه «من غير المنطقي السماح بزيارة العائلات، ما دامت (حماس) تحتجز جثث جنودنا والمواطنين الإسرائيليين». ورحب أردان بالقرار، مضيفاً: «أنا أرحب بقرار المحكمة العليا الذي رفض الالتماس ضد قراري. سأستمر في العمل ضد الأسرى في السجون».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.