موسكو تعطل بياناً أممياً حول التصعيد في إدلب

موسكو تعطل بياناً أممياً حول التصعيد في إدلب
TT

موسكو تعطل بياناً أممياً حول التصعيد في إدلب

موسكو تعطل بياناً أممياً حول التصعيد في إدلب

عطلت روسيا أول من أمس الاثنين مشروع بيان قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا في مجلس الأمن يعبر عن «القلق البالغ» من الحملة العسكرية التي تشنها القوات النظامية السورية، بدعم إيراني وروسي، في محافظة إدلب بشمال غربي البلاد، مما قد يؤدي إلى وقوع كارثة إنسانية.
وبخلاف القرارات التي تحتاج فقط إلى 9 أصوات في المجلس مع عدم استخدام «حق النقض (الفيتو)»، تتطلب بيانات مجلس الأمن دعماً بالإجماع من جميع الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن.
وقدمت الكويت وألمانيا وبلجيكا مشروع البيان بعد اجتماعين طارئين عقدهما مجلس الأمن حول العنف المتفاقم في المنطقة التي تسيطر عليها أطراف معارضة، فضلاً عن عناصر من «هيئة تحرير الشام»؛ («جبهة النصرة» سابقاً)، الموضوعة على لائحة الجماعات الإرهابية في الأمم المتحدة.
وينص مشروع البيان المقترح على أن أعضاء مجلس الأمن يعبرون عن «قلقهم البالغ من تصاعد القتال في شمال غربي سوريا، بما في ذلك الهجمات على المدنيين والمنشآت المدنية، مثل المنشآت الطبية والمدارس، ومن الهجمات التي تشنها الجماعات الإرهابية التي حددها مجلس الأمن». ونددوا في البيان المقترح بـ«فقدان أرواح مدنيين أبرياء»، معبرين عن «قلقهم حيال نزوح أكثر من 270 ألف شخص نتيجة التصعيد الأخير، وكذلك استهداف المناطق المكتظة بالسكان والبنية التحتية المدنية». وأعربوا عن «قلقهم العميق من كارثة إنسانية محتملة في حال حدوث عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غربي سوريا»، مؤكدين أن هناك «ضرورة لالتزام جميع الأطراف بالتزاماتها تحت القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ما يتعلق بحماية المدنيين والمنشآت المدنية». ودعوا الأطراف إلى «الالتزام الكامل بترتيبات وقف النار الواردة في المذكرة الروسية - التركية الموقعة في 17 سبتمبر (أيلول) 2018»، مطالبين جميع الأطراف بـ«السماح للأمم المتحدة وشركائها بالوصول الآمن وغير المعاق والمستدام إلى جميع أنحاء سوريا، وفقاً لقرار مجلس الأمن 2449». وشددوا على أن «أي عودة للاجئين يجب أن تكون آمنة وطوعية وكريمة وينبغي أن يتم الرصد المستمر للعائدين لضمان حمايتهم»، مؤكدين أنه «يجب مساءلة من ارتكبوا انتهاكات للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان».
وأفاد دبلوماسيون بأن روسيا قدمت مذكرة تفيد فيها بأن مشروع البيان «غير متوازن» وأنه «كان ينبغي لمجلس الأمن أن يعبر عن موقفه مما يحصل في بلدتي حجين أو الباغوز، حيث عانى المدنيون خلال العمليات القتالية التي نفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم (داعش)».
وعطلت روسيا الشهر الماضي مشروع بيان منفصل يحذر أيضاً من وقوع كارثة إنسانية بسبب الهجوم الشامل المتوقع على محافظة إدلب، حيث يقيم 3 ملايين شخص.
وأفاد نائب المندوب الروسي ديمتري بوليانسكي بأن موسكو تعارض «كل شيء» في البيان المقترح وتتهم واضعي مشروع القرار بمحاولة القيام بحملة علاقات عامة. وقال بوليانسكي إن «المواقف معروفة»، مضيفاً أن «اقتراح مثل هذه الوثيقة يلعب في مجال العلاقات العامة، وليس في مجال تقديم الحل». وأكد أن بلاده تتمسك بوقف إطلاق النار وأن «الإرهابيين» هم فقط المستهدفون في العمليات العسكرية.
وتسيطر «هيئة تحرير الشام»؛ (الفرع السوري لتنظيم «القاعدة»)، التي تعدّها الأمم المتحدة منظمة إرهابية، على غالبية مناطق محافظة إدلب.
وتخشى الدول الغربية أن يؤدي إطلاق هجوم واسع النطاق على إدلب إلى معركة ستكون الأكثر دموية في النزاع الذي تشهده سوريا منذ 8 أعوام.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.