مهرجان «سلطان الشهور» في بلجيكا يجمع المسلمين وغيرهم

اختتمت أمس (الأحد) في مدينة أنتويرب شمال بلجيكا، فعاليات مهرجان «سلطان الشهور»، وهو مهرجان ثقافي اجتماعي ديني، قدم وجبة إفطار مجانية على مدى 5 أيام لما يقرب من 10 آلاف من الزوار بواقع ألفي شخص يومياً من المسلمين وغير المسلمين.
وبعد رفع أذان المغرب، يتناول الجميع الإفطار في مشهد يظهر صور التعايش والتضامن بين مكونات المجتمع البلجيكي، وهو أحد الأهداف الرئيسية من وراء تنظيم هذا المهرجان، بحسب ما صرح به لـ«الشرق الأوسط» سلاميت بلكيران مسؤول من اتحاد الجمعيات التركية المشرفة على تنظيم المهرجان. وأضاف: «شهر رمضان له أهمية خاصة لدينا كجالية مسلمة، ولهذا أطلقنا على المهرجان اسم (سلطان الشهور)، وأردنا من خلال المهرجان تعريف البلجيكيين بالنماذج المختلفة للثقافة الإسلامية وتلقينا دعماً من السلطات الحكومية المحلية، ونعمل بالتعاون مع جمعيات بلجيكية وإسلامية، منها العربية والبوسنية وغيرها».
وحرص كثير من الفاعليات الدينية والسياسية على المشاركة في الإفطار الجماعي وباقي فعاليات المهرجان في دورته الثالثة. وفي تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» قال توم مايوس مسؤول الشؤون الاجتماعية والتعايش في مقاطعة أنتويرب شمال بلجيكا، إنه من المهم جداً أن نتشارك في الأنشطة كما نتشارك العيش في هذا المجتمع، «ويجب على البلجيكيين والأوروبيين بشكل عام التركيز على قيم التعايش المشترك، وهذا المهرجان فرصة لإظهار هذا الأمر، ونتقاسم الأكل والأنشطة».
ومن جهته، قال الشيخ نور الدين الطويل إمام وخطيب مسجد في أنتويرب: «هذا المهرجان هو الأول من نوعه في بلجيكا، ويعتبر أكبر مهرجان رمضاني، ونرى المشاركة الكبيرة في المهرجان من جانب فاعليات إسلامية وغير إسلامية، وبعض منها يشارك بتقديم منتجات متنوعة للتعريف بالثقافة الإسلامية، هذا التنوع يعطي النموذج الحقيقي للإسلام الذي يستوعب الجميع ولا يفرق بين أحد». أما عن زوار المعرض، فيقول رجل عربي في العقد الرابع من عمره: «من المهم جداً أن نتشارك هذه القيم والمبادئ مثل التعايش والتسامح فوق التراب البلجيكي الذي يسمح للجمعيات الثقافية بأن تنضوي تحت غطاء واحد ويخلق أجواء حميمية بين الأسر المختلفة».
من جانبها، قالت سيدة بلجيكية: «أسكن قريباً من هنا وحضرت للتعرف على ما يقدم في المهرجان من معروضات مختلفة، خصوصاً من الأكلات والملابس وأيضاً الاستمتاع بالعروض الموسيقية والغنائية وغيرها».
إلى جانب الإفطار، كانت هناك عروض موسيقية وغنائية على هامش المهرجان، إلى جانب أنشطة ثقافية أخرى تظهر أشكالاً مختلفة من الحياة الثقافية والاجتماعية للمجتمع المسلم والتعريف بالأكلات والمطابخ الإسلامية والملابس والكتب والنقش بالحنة وأنشطة أخرى للشباب والأطفال. وقالت فتاة من البوسنة من داخل الخيمة التي تعرض فيها بعض المنتجات من الأكلات والحلويات: «أتمنى من خلال معرضنا أن نسهم في تعريف الآخرين بأكلات وعادات وتقاليد مسلمي البوسنة، كما نجمع تبرعات لمسجد الجالية البوسنية».
وفي الختام يمكن القول إن الحاجة إلى ترسيخ قيم التعايش السلمي والتضامن بين مكونات المجتمع البلجيكي ظهرت بشكل كبير في أعقاب تفجيرات بروكسل، ومثل هذه المهرجانات التي تجمع بين المسلمين وغير المسلمين تبرهن على هذا الأمر.