حمّى التسوق تجتاح أسواق الهند استعداداً للعيد

أسواق الهند تعجّ بالمشترين استعداداً لعيد الفطر
أسواق الهند تعجّ بالمشترين استعداداً لعيد الفطر
TT

حمّى التسوق تجتاح أسواق الهند استعداداً للعيد

أسواق الهند تعجّ بالمشترين استعداداً لعيد الفطر
أسواق الهند تعجّ بالمشترين استعداداً لعيد الفطر

مع اقتراب شهر رمضان المبارك من نهايته، تتدفّق على الأسواق أعداد غفيرة من الهنود المسلمين للتّسوق استعداداً لعيد الفطر، متحدّين شمس الصّيف الحارقة ودرجات الحرارة التي تتراوح ما بين 43 - 44 درجة نهاراً.
الآن، تفتح غالبية الأسواق والمتاجر أبوابها لما بعد منتصف الليل بفترة طويلة، ذلك لأنّ المتسوقين يتجنّبون الخروج إلى التسوق تحت شمس النهار القاسية، وبالتالي يؤجّلون رحلات التسوق لشراء احتياجات العيد لما بعد الإفطار. وفي أجزاء جنوبية من الهند، سجلت درجات الحرارة أعلى مستويات لها منذ عقود، وتراوحت بين 45 - 46 درجة. وعليه، تبدو الطرق نهاراً شبه مهجورة بسبب درجات الحرارة شديدة الارتفاع، بينما تنحسر درجات الحرارة مساءً ما بين 28 و32 درجة.
من ناحية أخرى، فإنّ تكدس المرور من المشاهد المألوفة داخل دلهي القديمة خلال ساعات الذروة من النهار. اللافت في المدينة القديمة صاحبة التاريخ والتراث الإسلامي الثري أنّها لا تنام أبداً في رمضان، وتشهد موجات من الازدحام على مدار ساعات الليل.
وعادة ما يتفاقم الاختناق المروري بعد منتصف الليل حول المسجد الجامع، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الـ17، وعدد من المراكز التجارية مثل «سادار بازرا» و«كيناري بازار» و«تشاندي تشوك».
وبلغت نشاطات التسوق من أجل العيد ذروتها في الأيام الأخيرة من رمضان، حيث تعج الأسواق بالحركة، وتتلألأ بأضواء المتاجر، بينما تنطلق منها روائح أطباق الكباب والبرياني، وتتصاعد أصوات الباعة من مختلف الجنبات وهم ينادون على بضاعتهم التي تضمّ كل شيء تقريباً من الدبابيس حتى العطور.
وقالت سيدة كانت في زيارة للبازار برفقة أطفالها: «نأتي هنا للتسوق من أجل العيد، وللاستمتاع بالطّقس اللطيف ليلاً».
ويتدفق على الأسواق كثيرون من مختلف الفئات العمرية حتى منتصف الليل، لإنجاز مهام التسوّق وشراء احتياجات العيد. إلا أنّ الساعين لتجنب مشقّة النّزول إلى الأسواق في قلب الزّحام أصبح بإمكانهم هذا العام للمرة الأولى الانطلاق في جولاتهم التسوقية عبر شبكة الإنترنت بمعاونة أدوات التجارة الإلكترونية.
- الكحل والسواك والعطور
في المقابل، يتمسّك آخرون بالتسوق التقليدي بهدف الاستمتاع بالأجواء المألوفة لرمضان. أمّا صّيحة العام الحالي الكبرى في أوساط الشباب، فهي الكحل الذي كان يحظى بشعبية كبيرة في أزمان ماضية داخل الدول العربية. واليوم، يحرص كثير من الرجال والنساء على التزين بالكحل خلال حفلات الإفطار في رمضان. ويتوافر الكُحل في ظلال جذّابة تتنوع بين الأزرق الباهت والأسود الدّاكن، بينما تتنوع تصميمات حاويات الكحل ما بين أشكال الطّاووس والسّمك وثمار المانغو.
في هذا الصدد، قال الشيخ عبد الكريم، الذي يعمل في تجارة الكحل ويصدّره إلى باكستان ومصر، إنّ «وضع الكُحل يحمل دلالات دينية، بجانب أنّه يوفر الحماية للعينين، وينقّيهما من الشوائب والأتربة. إضافة إلى ذلك، يحول الكحل دون تكوّن ماء العين ويوفر الحماية ضد الحرارة الشّديدة».
في الوقت ذاته، يحظى السواك بشعبية متزايدة في أوساط كثير من المسلمين الذين بدأوا بالتحول نحو سُبل تقليدية للحفاظ على النظافة العامة، ومن بين ذلك استخدام السواك طمعاً في الحصول على مزيد من الثواب.
يجري اقتطاع السواك من غصون شجرة الأراك، ويجري استخدامه على نطاق واسع بدول عربية وآسيوية، حيث يشتهر بفوائد صحية كبيرة.
من ناحيته، قال غولزار موهد، الذي يحرص على استخدام السواك خلال شهر رمضان على وجه التحديد، «أستخدم المسواك لضمان نظافة فمي ورائحته الطّيبة. كما أفعل هذا اقتداءً بالنبي محمد. ومن الجيد أن يحتفظ المرء بسواك داخل المنزل، كما أشعر بسعادة كبيرة لدى توزيعه على معارفي».
ومن بين السّلع الأخرى المرتبطة خصيصاً برمضان، العطور التقليدية التي تُحقق عائدات كبيرة بالنظر إلى حقيقة أنّ معظم المسلمين المتدينين يتجنبون استخدام عطور بها عنصر الكحول، ويفضّلون عنها العطور التقليدية.
في هذا الصدد، قال إدريس خان: «تحافظ العطور التقليدية على هدوء الأعصاب وراحتها من خلال تقليص مستوى التوتر. ويمكنك تقديمها إلى الضيوف في وعاء فضي».
ويكثر في رمضان كذلك الإقبال على تناول اللوز المغطّى بالعسل، وهو طعام مستوحى من الشرق الأوسط، ويشتريه الناس هدية يتبادلونها بمناسبة قدوم العيد، بجانب تناوله كطعام خفيف بعد الصلوات والإفطار.
ومن بين الصّيحات التي اكتسبت شعبية واسعة هذه الأيام، رشاشات ماء الورد التي يستعدّ الهنود المسلمون لاستقبال ضيوفهم في العيد بها، ومنهم من لجأ لخزانته لاستخراج رشاشات عتيقة أنيقة الشّكل كانت ملكاً لأسرته، بينما توجّه آخرون لمحلات الفضيات لشراء رشاشات ماء ورد جديدة بتصميمات ساحرة.
- زخارف الحنّة العربية
تتمثّل صيحة أخرى جديدة استوحاها الهنود من العالم العربي، في الحنة، التي يبدي الهنود المسلمون شغفاً إزاء استخدامها في رسم أشكال وزخارف جذّابة على أيديهم وأجسادهم تدور في معظمها حول أشكال فروع وأغصان وأوراق شجر وأزهار وطيور. وفي الوقت الذي تتمثل الطريقة الهندية في استخدام الحناء بوضعها على اليد بأكملها، وصولاً إلى الرّسغ، فإنّ الطريقة العربية عادة ما تركّز على راحة اليد. أيضاً، تميل النّساء اليوم إلى ألوان مختلفة من الحناء وعناصر إضافية معها مثل الاستعانة بملصقات لامعة وقطع ألماس وبعض التصميمات العربية.
ريهانا، مهندسة برمجيات من بين اللائي اخترن إضافة عناصر لامعة وقطع حلي صغيرة وتصميمات عربية إلى الحناء، سعياً وراء مزيد من التميز والأناقة. وعن ذلك، قالت ابنة خالتها، أم كلثوم، «على ما يبدو فإنّ هذا الأسلوب مثالي بالنسبة لي، لكنّني لا أرغب في حناء تدوم لفترة طويلة للغاية».
وتحاول مراكز التجميل في مختلف أرجاء البلاد استغلال هذا الشّغف بالحناء في تقديم عروض حصرية، خلال فترة العيد، تمزج بين الزّخارف العربية والأنماط الهندية التقليدية، علاوة على خدمات أخرى.
سادية زهيب، صاحبة مركز تجميل، تقول: «للحصول على عناية بالوجه والبشرة، ترغب النّساء في استخدام عناصر مصنوعة من خضراوات وفواكه وأعشاب، وكذلك خدمة التدليك للحصول على مظهر صحّي وجذاب». وأضافت أنّ كثيراً من النساء يحرصن كذلك على طلاء أظافر اليدين والقدمين، وصبغ شعورهن بألوان جديدة جذّابة تتنوّع بين البنّي الذّهبي والنّحاسي والأشقر.
من ناحية أخرى، فإنّ سوق الحلي والإكسسوارات داخل «كيناري بازار» في دلهي القديمة، دائماً ما تجتذب أعداداً كبيرة من الزائرين، لكنّها تزداد جاذبية للعملاء في رمضان على وجه الخصوص، مع إقبال النساء عليها لشراء أحذية وإكسسوارات بألوانها البرّاقة وتصميماتها الثرية المتنوعة.
من جهته، قال روتفار علي، مالك أحد المتاجر التي تبيع الأساور في السوق: «لدينا مجموعة متنوّعة من الأساور بخلاف تلك البسيطة التقليدية. فهناك المعدنية ضخمة الحجم، وأخرى مزدوجة، وأساور مصنوعة من الزجاج، وما إلى غير ذلك. وهناك أساور مثقوبة ومزخرفة ملصق بها قطع صغيرة للغاية من الزجاج الملون».
في الهند، لا يكتمل العيد إلّا بارتداء أساور براقة وجذابة للعين. على سبيل المثال، قالت إمراما: «أشتري أساور كي أرتديها طوال أيام العيد الثلاثة»، مشيرة إلى عزمها على شراء أساور وحنّاء من أجل صديقاتها وقريباتها أيضاً.
وعلّق أحد التجار، ويدعى سليمان: «يبدو هناك إقبال كبير من العملاء على شراء احتياجات العيد في هذه الفترة، لذا نتوقّع نشاطاً تجارياً رائجاً».



علي الحجار يستعيد ألحان شقيقه في «100 سنة غنا»

أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)
أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)
TT

علي الحجار يستعيد ألحان شقيقه في «100 سنة غنا»

أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)
أنوشكا عبرت عن سعادتها بالمشاركة بالحفل (دار الأوبرا المصرية)

استعاد المطرب المصري علي الحجار ألحان شقيقه الملحن الراحل أحمد الحجار في احتفالية، الأحد، ضمن مشروع «100 سنة غنا»، الذي يقدمه بدار الأوبرا المصرية، مستعرضاً 100 سنة من تاريخ الغناء في مصر.

وشارك معه بالغناء المطربة أنوشكا، ونجله المطرب الشاب أحمد علي الحجار، فيما اعتذر المطرب هشام عباس عن عدم المشاركة بالحفل لمرضه، وذكر في تصريحات صحافية، حيث نصحه الطبيب بالراحة التامة 20 يوماً، مبدياً اعتذاراً رقيقاً للفنان علي الحجار.

وشهد الحفل، الذي يعدّ بمنزلة «لمسة وفاء» للفنان الراحل، حضوراً جماهيرياً لافتاً من محبي «آل الحجار»، استمعوا إلى الألحان والأغاني التي قدمها الفنان الراحل أحمد الحجار لشقيقه علي وللمطربة أنوشكا.

علي الحجار مندمجاً في الغناء مع ألحان شقيقه الراحل أحمد الحجار (دار الأوبرا المصرية)

وغنى علي الحجار عدة أغنيات استعاد بها الحضور الوهج الفني لعقدي الثمانينات والتسعينات وما بعدهما، ومن بينها: «اعذريني»، و«لما الشتا يدق البيبان»، و«كنت فاكر»، و«لملمت خيوط الشمس»، و«يعني إيه كلمة وطن»، و«لو يرجع الزمان»، و«عود»، و«لا تسأليني»، و«أنا بيكي يا سمرا».

فيما انطلقت أنوشكا بأداء عذب لأغنيتي «كنت بحلم» و«ما ليش غير قلب»، وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنها سعدت كثيراً حينما عرض عليها الفنان علي الحجار المشاركة بالحفل، كما سعدت أيضاً برد فعل الجمهور، لافتة إلى أن الحفل كشف عن التنوع الكبير في الألحان التي قدمها أحمد الحجار لمختلف المطربين والمطربات، مؤكدة أن «ما يميزه بصفته ملحناً أنه كان يقدم لكل صوت ما يليق بشخصيته، وقد قدم لي لحناً حزيناً وآخر مبهجاً من كلمات الشاعر بهاء الدين محمد».

وقدم المطرب الواعد أحمد علي الحجار عدة أغنيات من ألحان عمه، من بينها «كل فنجان قهوة»، كما شارك والده المطرب علي الحجار في أغنية «اكرمنا يا رب»، وسط تفاعل لافت من جمهور الحفل.

الفنان أحمد علي الحجار يستعيد أغاني عمه الراحل (دار الأوبرا المصرية)

وفي ختام الحفل قام الدكتور مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين، بتقديم درع تكريم لاسم الموسيقار الراحل؛ تقديراً لما قدمه في مجالي الموسيقى والغناء، وتسلمه شقيقه المطرب الكبير علي الحجار.

ورحل أحمد الحجار في 4 يناير (كانون الثاني) 2022 عن 66 عاماً، وكان قد التحق بمعهد الموسيقى العربية وظهرت موهبته وهو لا يزال طالباً، حينما قام بتلحين أغنية «اعذريني»، التي غناها علي الحجار وحققت نجاحاً لافتاً.

وجمع أحمد الحجار بين التلحين والغناء، حيث قام بتلحين أغنيات لعدد كبير من المطربين من بينهم: محمد فؤاد، وهشام عباس، وعلاء عبد الخالق، وأنغام، وأنوشكا، كما وضع ألحاناً لعروض مسرحية ومسلسلات تلفزيونية، وأصدر 4 ألبومات غنائية له، وكانت أغنية «عود» بداية شهرته بصفته مطرباً.

ووصف المؤلف والشاعر، الدكتور مدحت العدل، الفنان أحمد الحجار بأنه «كان موسيقياً عظيماً ومتصوفاً في ألحانه»، وكشف لـ«الشرق الأوسط» عن مشروع جمعهما معاً، لكن لم يظهر للنور قائلاً إن «آخر 6 أغان لحنها أحمد الحجار وسجلها بصوته على العود كانت من كلماتي، فقد اختارها من ديواني (شبرا مصر)، الذي تضمن شخصيات من الشعب المصري قابلتها في حي شبرا الذي نشأت به».

مدحت العدل قدم لعلي الحجار درع تكريم شقيقه (دار الأوبرا المصرية)

مضيفاً: «قررنا تنفيذ فكرة غير مسبوقة بتقديم هذه الشخصيات في أغنيات، ولحن الموسيقي الراحل من بينها 6 أغنيات تمثل 6 شخصيات، من بينها الفنانة فاتن حمامة، و(عم توما) و(تانت أولجا)، وكان مقرراً أن يغنيها الفنان علي الحجار بمشاركة مطربين آخرين، لكن جاءت وفاة أحمد الحجار لتوقف هذا المشروع الذي ننوي استعادته وإطلاقه في وقت قريب».

وكشف العدل عن توجه جمعية المؤلفين والملحنين المصريين التي يرأسها لتكريم موسيقيين وشعراء من جيل الوسط بإقامة حفلات غنائية لأعمالهم، بدأت بحفل تكريم الملحن الراحل محمد رحيم، ثم تكريم أحمد الحجار، مشيراً إلى أن «هذا التكريم لن يقتصر على الراحلين فقط بل سيمتد لمن أثروا وجداننا بأعمال مهمة من جيلنا، وفي مقدمتهم الموسيقار حميد الشاعري الذي غَير مسار الموسيقى خلال العقود الماضية».