ابن كيران: الاستقواء بالخارج مرفوض ويضعف الدولة

قال إن حزبه سيظل مصلحاً ولن يشارك في الفساد

TT

ابن كيران: الاستقواء بالخارج مرفوض ويضعف الدولة

جدد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، التأكيد على رفض حزبه الاستقواء بالخارج. وقال إن «ربط علاقات مع دول أو هيئات خارجية يضعف الدولة ورئاستها، وهذا ليس في مصلحتنا ولا مصلحة ديننا ولا وطننا».
وأوضح ابن كيران، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس، في لقاء مع شباب حزبه عقد في بيته وبث على شريط فيديو في «فيسبوك» أن «العدالة والتنمية» حزب «مخلص، وليست عندنا صلة مع أي جهة خارجية، ولا نتلقى دعماً من الخارج... لأنه إذا ضعفت بلدك لمصلحة قوى أخرى، سيصبح من السهل التدخل في شؤونها». وتابع قائلا إن «بلدنا ينبغي أن يكون ممثلا في ملك يشعر بأن شعبه معه، ونحن جزء من هذا الشعب، والخارج ينبغي أن يعرف أنه إذا أراد التفاهم مع الدولة ينبغي أن يمر ذلك عبر الملك»، مشيرا إلى أنه لم يسبق أن أدلى برأيه في القضايا الخارجية، «لأن هذا الأمر من اختصاص الملك».
وذكّر ابن كيران بموقف حزبه، ذي المرجعية الإسلامية، الذي رفض المشاركة في الاحتجاجات التي قادتها حركة 20 فبراير (شباط) في 2011 إبان موجة ما يسمّى بـ«الربيع العربي». وقال إن حزبه وقف موقفا ثابتا «لم تعبّر عنهُ جهات أخرى قامت بتأسيس حزب الدولة أو كما سمته حزب «الملك»، (يقصد حزب الأصالة والمعاصرة). وقد استمع إلينا الشّعبُ والملك، وتمّ تنظيم الانتخابات وفزنا فيها (...) وسيّرنا الحكومة بكفاءة واستحقاق، وأنقذنا البلد من عدة مصائب».
وأضاف رئيس الحكومة المغربية السابق أنّ «الشعب معنا وقد أهدانا الانتخابات في مناسبتين؛ ونحن نتمتّع بثقة الشعب، ويجب أن نتهيأ للمستقبل»، مشددا على أن حزبه لن يشاركَ في الفساد و«سنظلُّ مصلحين، وإذا ثبت أن واحدا فاسدا سيكون مصيره الطّرد من الحزب».
ونوه ابن كيران بمكانة حزبه في الساحة السياسية المغربية والذي يقود الحكومة للولاية الثانية. وقال إنه لا يوجد حزب حالياً أقوى منه في المغرب، و«الأحزاب الموجودة في الساحة والتي تريد أن تأخذ مكانكم بعيدة عن مستوى حزبنا، وهي تتهافتُ على المناصب. وحتى عزيز أخنوش (رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة وغريمه السياسي) لما اختار شعار «أغراس أغراس» لحزبه، فقد استلهمه من حزبنا الذي يرفع شعار المعقول».
ونصحَ ابن كيران أعضاء حزبه بالصبر على تحمل المسؤولية وعدم الهروب منها «حتى لا يعم الفساد والظلم»، بيد أنه لفت إلى أنه «لا يمكننا أن نكون في الحكومة بأي ثمن، وإذا كانت هناك أمور لا يمكن القيام بها سنترك الحكومة، لكننا سنظل عنصر إصلاح في المجتمع، ولا يمكن ترك البلاد تمضي في اتجاه الفساد وعدم الإصلاح لأن ذلكَ سيؤدي إلى أمور ليست جيدة».
وتعليقا على السنوات الخمس التي قضاها رئيسا للحكومة وإعفائه من الولاية الثانية قال ابن كيران: «لقد خدمتُ بلدي بجهدٍ كبيرٍ لأنّ المسؤولية هي ثقل أمام الله، وإذا ذهبت فلا أسف عليها». وزاد موضحا «لما أصبحت رئيساً للحكومة كنتُ في عمرٍ يتجاوزُ 60 سنة، فكيف عشت طوالَ السنوات الماضية؟ وأنا الآن غادرت الحكومة، فهل توقف رزقي؟ طبعاً لا، وإذا أراد الله أن يرزقني سيرزقني حتى نهاية عمري».



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».