«زي الشمس»... قصة مثيرة أفسدها السيناريو

«الفلاش باك» وتكرار صيغ الحوار أضعفا المسلسل

مشهد من مسلسل «زي الشمس»
مشهد من مسلسل «زي الشمس»
TT

«زي الشمس»... قصة مثيرة أفسدها السيناريو

مشهد من مسلسل «زي الشمس»
مشهد من مسلسل «زي الشمس»

أثار مسلسل «زي الشمس» اهتماماً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الجدل الذي سبق عرضه وتخلّي المخرجة كاملة أبو ذكري عن استكمال العمل بعد رسم ملامحه الأساسية والإعداد لكل تفاصيله واختيار أماكن التصوير وغيرها من التفاصيل، سواء المتعلّقة بالإخراج أو بتعليقات حول اقتباسه من المسلسل الإيطالي «Sorelle»، ومحاولة التنبؤ بكشف لغز جريمة القتل التي يدور حولها المسلسل؛ لكنّه بشكل عام يحظى بمتابعة كبيرة تتّضح من تداول ملايين المشاهدين مقاطع ومشاهد منه على السوشيال ميديا.
تدور أحداث المسلسل حول مقتل فريدة (تجسد الدّور ريهام عبد الغفور)، شقيقة نور التي تلعب دورها دينا الشربيني والتي تعود من لندن بعد وصول خبر اختفاء شقيقتها لتعرف بعد ذلك أنّها قتلت. وخلال الحلقات نتعرّف على خيانة فريدة لنور التي كانت تربطها علاقة حب مع عمر (أحمد السعدني)، وكيف انسحبت من حياتهما ليتزوّجا بعدها وينجبا 3 أطفال.
شخصية نور شخصية مربكة للمشاهد، فهي سلبية تتقبل زواج أمها المتكرّر رغم رفضها، وتتقبل خيانة شقيقتها وتنزوي رغم كونها محامية ومن المفترض ألا تترك حقها، بعكس شخصية أختها المستهترة والمنفتحة المحبة للحياة ولكنّها تفرط في ممارسة حريتها وتتمرّد على القيود المجتمعية والأعراف والقيم الأخلاقية، بينما تظل باقي الشخصيات في العمل مبهمة للمشاهد، فهو لا يعرف أي خلفيات عنها، نظراً لأن سياق الدراما يسير من الحاضر إلى الماضي في لقطات «فلاش باك» وفقاً لتوالي الأحداث، لكنّه أفقد المشاهد ترابط العمل.
يسير الإيقاع على نمط تقطيع المشاهد واللعب بـ«الفلاش باك»، وهو ربما أضرّ بالمسلسل أكثر مما أفاده، الإفراط في استخدامه طوال حلقات المسلسل مع كل الشّخصيات أرهق المشاهدين، وبالتأكيد أرهق صُنّاع العمل. فبناء عمل درامي بهذا التسلسل لرواية قصة بسيطة أمر ممكن، لكنّه تحديداً في هذا المسلسل أشعر المشاهد بنوع من الفوضى الدّرامية، خصوصاً مع زرع أشخاص وأحداث فرعية كثيرة غطت على الحدث الرئيسي، وجعلت منه حدثاً باهتاً في خلفية الدراما.
على مدار الحلقات نتابع كيف تحاول نور بوتيرة ثابتة، دون إبداء مشاعر سلبية مما يحدث حولها، تتبع خيوط القضية لكشف لغز مقتل شقيقتها، التي تؤكد كل الشواهد أنّها نموذج سيئ للأم. وهنا يسلط المسلسل الضوء على عدة مشكلات اجتماعية؛ منها التفكك الأسري ومشاكل الطّلاق والنّزاع على حضانة الأطفال واختلاط الأنساب.
الحوار ينطوي على متناقضات؛ فنجد نور الشقيقة المجني عليها تقول في مشهد مع طبيب تنويم مغناطيسي إنّها تشعر بالذنب تجاه أختها وتأنيب الضمير، ومن المفترض أن أختها هي التي خانتها. من ثمّ نجد زوج الأخت التي توفيت مرتبط بفتاة تدعى سلمى، يطارد نور مرة أخرى ويصارحها بحبه وغيرته عليها. هنا تأتي الأحداث بعواطف ومشاعر غير مألوفة للمشاهد العربي مع عدم وجود المبررات المنطقية لها، سواء في سمات الشّخصيات أو في الوقائع، وهو الأمر الذي أدى لوقوع العمل في إشكالية عدم الترابط في تعاطف الشخصيات.
بعض مقاطع الحوار أيضاً تنطوي على تكرار واختزال زائد على الحد، مما يثير تململ المشاهد، وهو الأمر الذي من المفترض أن يحدث عكسه، خصوصاً مع تصنيف المسلسل دراما بوليسية مثيرة. لكن لا يزال المسلسل يتلاعب بحاجة المشاهد لقابلية الاحتمالات بين المتهمين في جريمة القتل؛ تارة يوحي التتابع باتهام الزوج أو اتهام أحد أصدقاء القتيلة، لكن مع غياب المعلومات والصيغ المستهلكة في التلاعب بالحلول ومحاولات مصطنعة نوعياً لخلق التوتر في الأحداث بسبب «الفلاش باك» حدث بطء في تصاعد العمل مع الاكتفاء بتسليط الضوء وتكثيف الأحداث التي تدور حول شخصية نور من دون شخوص العمل التي من المفترض أن حولها كثيراً من خيوط اللغز. كما أنّ كثيراً من المشاهد لا تضيف لسياق العمل بل تنطوي على مماطلة وتشويش. جاء مشهد اكتشاف نور أن ابن أختها هو ابن رجل آخر ليعطي دفعة للأحداث قليلاً.
ويبدو أنّ صناع المسلسل يحاولون التحايل على هذه الأخطاء وتلافي حرق أحداث المسلسل التي كشفتها السوشيال ميديا بكشف نهاية المسلسل الإيطالي المقتبس منه العمل الذي انتهى باكتشاف أن الزوج هو القاتل، حيث انتشرت أخبار عن إعادة تصوير مشاهد نهاية المسلسل وتغييرها. ولكن سيبقى الحكم النهائي بعد تحديد النهاية التي ربما تبرر كثيراً من الفوضى الدرامية.
فيما يخص الراكورات؛ جاءت متناغمة مع أسلوب حياة الشخصيات العصري، زوايا التصوير خدمت العمل فيما يتعلق بربط المشاهد بانفعالات الممثلين. كما جاءت الموسيقى التصويرية متناغمة مع الأحداث؛ هادئة تارة ومرات متواترة بإيقاع محفز، وهي التي تعكف عليها شركة «ناي» المنتجة لأعمال الفنان عمرو دياب. العمل شارك فيه فريق من الممثلين المتمرسين منهم أحمد داود في دور مصطفى الذي لمع نجمه مع المخرجة كاملة أبو ذكري في مسلسل «سجن النسا»، والفنان أحمد مالك الذي يقوم بدور سيف الشّاب المضطرب نفسياً، فيما شارك الفنان السوري الكبير جمال سليمان ضيف شرف ولعب دور محامي فريدة ضد زوجها. المسلسل أشرفت على كتابته مريم نعوم مع ورشة كتابة سيناريو تضمّ مجموعة من الكتاب الشباب، وإخراج سامح عبد العزيز.


مقالات ذات صلة

الفنانة السورية يارا صبري: «العميل» أعاد اكتشافي درامياً

يوميات الشرق يارا صبري في مسلسل «العميل» (إنستغرام)

الفنانة السورية يارا صبري: «العميل» أعاد اكتشافي درامياً

عادت الفنانة السورية يارا صبري إلى الدراما العربية من جديد بعد فترة غياب لنحو 4 سنوات، بتجسيد شخصية الأم «ميادة» في مسلسل «العميل».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق جود السفياني (الشرق الأوسط)

جود السفياني... نجمة سعودية صاعدة تثبّت خطواتها في «خريف القلب»

على الرغم من أن الممثلة جود السفياني ما زالت في بداية العقد الثاني من عمرها، فإنها استطاعت أن تلفت الأنظار إليها من خلال مسلسلات محليّة حققت نسب مشاهدة عالية.

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الفنان تامر حسني (حسابه بموقع فيسبوك)

تامر حسني يرحب بتقديم «السيرة الذاتية» للفنان حسن يوسف

بعد أيام قليلة من رحيل الفنان المصري حسن يوسف، الملقب بـ«الولد الشقي»، أبدى الفنان المصري تامر حسني ترحيبه بتقديم السيرة الذاتية للفنان الراحل.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان محمد القس لعب أدواراً درامية متنوعة (صفحته على «فيسبوك»)

محمد القس لـ«الشرق الأوسط»: أمي تكره اختياراتي الفنية

قال الفنان السعودي محمد القس إنه لم يتوقع النجاح الكبير الذي تحقق له في مسلسل «برغم القانون»، لأنه يشعر دائماً في كل عمل أنه لن ينجح.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة المصرية وفاء عامر (حساب وفاء عامر على «فيسبوك»)

وفاء عامر لتدشين مشروع «أكل بيتي» لدعم الأرامل والمطلقات

أثارت تصريحات الفنانة المصرية وفاء عامر الاهتمام بعد حديثها عن تدشين مشروع «أكل بيتي»، لدعم «الأرامل والمطلقات» بهدف مساعدتهن.

داليا ماهر (القاهرة )

عيد الفطر في لبنان... سينما وتلفزيون ولمّة بيتوتية

راغب علامة (الشرق الأوسط)    -    فارس كرم (الشرق الأوسط)
راغب علامة (الشرق الأوسط) - فارس كرم (الشرق الأوسط)
TT

عيد الفطر في لبنان... سينما وتلفزيون ولمّة بيتوتية

راغب علامة (الشرق الأوسط)    -    فارس كرم (الشرق الأوسط)
راغب علامة (الشرق الأوسط) - فارس كرم (الشرق الأوسط)

يحلّ عيد الفطر في لبنان مع خيارات منوّعة للمحتفين به، بين الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية والحفلات الغنائية، إلى لمّات بيتوتية يفضّلها كثيرون في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.
وسط أجواء العيد، استعدت شاشات التلفزيون لتقديم مقابلات مع نجوم أو حفلات غنائية خلال أيامه. فهناك فئة واسعة من اللبنانيين تفضّل إمضاء سهرات الأعياد في جلسات بيتوتية. وهي بذلك توفر عناء مصاريف لم تعد الجيوب الفارغة تتحمّلها. من هنا، تكثف معظم المحطات المحلية الترويج لبرامجها أيام الفطر السعيد.

- «إل بي سي آي»: «العلا تحت النجوم»
تحتفل شاشة «إل بي سي آي» بالعيد ضمن برنامج متنوع يجمع الموسيقى والجوائز وحوارات مع النجوم.
وبما أنّ عرض الحلقات النهائية لمسلسلات رمضان سيستمر حتى مساء اليوم الجمعة، فقد أدرجت برامج العيد لِما بعد هذا الموعد.
أول الغيث، حلقات خاصة من برنامج الربح والجوائز «ما تفكر مرتين»، من تقديم الممثل وسام حنا ليلتي السبت والأحد؛ هو الذي حقق خلال رمضان نجاحاً كبيراً، فتصدّر وسائل التواصل الاجتماعي وشكّل «ترند» الأكثر تداولاً. وفي هاتين الليلتين، سيحظى مشاهدو المحطة عبر اتصالات مباشرة، بفرص لربح جوائز نقدية، بالإضافة إلى جوائز أخرى بين منتجات غذائية وبطاقات للتسوّق وتعبئة الوقود.
والليلة، العاشرة والنصف بتوقيت بيروت والسعودية، تعرض المحطة حفل الأوركسترا الوطنية العربية الذي أقيم في مركز كينيدي بواشنطن؛ على أن يطلّ يوم غد السبت الفنان معين شريف في حلقة خاصة مع الإعلامي رودولف هلال، فيستمتع متابعوها بأخباره، وبمواويل وأغانٍ يقدّمها مباشرة.
أما الثلاثاء، فمشاهد «إل بي سي آي» على موعد مع حفل فني استثنائي بعنوان «العلا تحت النجوم»، الذي أقيم في قاعة «مرايا» للحفلات؛ تحييه نخبة من نجوم الأغنية الفرنسية، منهم كارلا بروني وغيمس وشيمان بادي وإيلين سيغارا وأنريكو مآسياس وجيلبير مونتانييه... ومن السعودية، ستقدّم داليا مبارك وزينة عماد وسلطان المرشد، ضمن فعالياته، ثنائيات غنائية، إضافة إلى مجموعة من أغنياتهم المعروفة.
يرافق هذا الحفل موسيقيون من الأوركسترا الوطنية السعودية والأوركسترا الفرنسية. إشارة إلى أنّ تنظيمه تولّته «الوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا»، بدعم من «الهيئة الملكية» للمحافظة. وهو كان أقيم لمناسبة «اليوم الدولي للفرنكوفونية»، في إطار الصداقة بين فرنسا والسعودية. وتشارك في تقديمه الممثلة والكاتبة السعودية فاطمة البنوي والمقدّمة التلفزيونية الفرنسية لوري ثيلمان، على أن يجمع بين الفن الكلاسيكي والمعاصر.

- «الجديد»: سهرة مع راغب علامة
بدورها، تستضيف محطة «الجديد»، من باب إحياء العيد في حلقة فنية بامتياز، الفنان راغب علامة الذي تحاوره الإعلامية رابعة الزيات في سهرة عنوانها «اشتقنالك»؛ تُعرض ليل غد السبت، التاسعة والنصف بتوقيت بيروت والسعودية، إحياء لثاني أيام العيد.
تتضمن المقابلة حواراً جريئاً يتحدّث فيه علامة عن علاقته الزوجية وأولاده، إلى تقييمه للساحة الفنية اليوم. ويؤدي خلال الحلقة الخاصة مجموعة من أغنياته المعروفة والجديدة.
تغيب حلة العيد عن محطة «إم تي في» اللبنانية لتكتفي بتقديم برامجها العادية.

- هيفاء وهبي... «رمسيس باريس»
في سياق متصل، تستعد صالات السينما اللبنانية للاحتفاء بالعيد ضمن سلسلة عروض منتظرة يتقدّمها «رمسيس باريس» من بطولة الفنانة هيفاء وهبي.
يروي الفيلم قصة حب بين «إيزابيل» ابنة محتل فرنسي والشاب المصري «سليم»؛ فتهرب ليلة زفافها، ليمسكها والدها ويرسلها إلى فرنسا. هناك تلجأ إلى ساحر مغربي ليُحضر لها الحبيب بأي وسيلة، فيعطيها حفنة مخدرات ويطلب إرسالها إليه لضمان حضوره. يُقبَض على الحبيب وتبقى الحفنة محفوظة، ليعثر عليها مع مرور الزمن شخص من العصر الحديث.
يشارك في الفيلم محمد سلام وحمدي الميرغني ومحمد ثروت وغيرهم... وتدور أحداثه في إطار كوميدي حيث ينتقل مواطنون مصريون من منطقة رمسيس إلى باريس.
وكان تردد منع عرضه في مصر، إلا أنّ منتجه ريمون فرنسيس نفى صحة الخبر، ليُعرض في موعده بعيد الفطر.
كما تشهد صالات السينما عرض مجموعة من الأفلام اللبنانية لمناسبة العيد، بينها «هردبشت» و«ويك أند» و«عَ مفرق طريق».

- حفلات العيد يتصدّرها فارس كرم
عيد الفطر في لبنان خجول هذا العام بحفلاته الفنية، فمعظم نجومه في الخارج لإحيائه بين بلدان عربية وأجنبية، أمثال نانسي عجرم وعاصي الحلاني وهيفاء وهبي.
ويتصدّر هذه الحفلات الفنان فارس كرم، إذ يحيي غداً حفل العيد في «أو بيروت»، ليستضيف المكان عينه، في اليوم التالي، المسرحية الساخرة «كوميدي نايت» لماريو باسيل.
أما الفنان الوليد الحلاني، فيحيي حفلاً اليوم في «أنتيكا بار» البيروتي. فيما يطل الفنان هاني العمري في حفل يحييه غداً في «بيت جود» بمنطقة جسر الأولي في مدينة صيدا الساحلية.