موجات الراديو غير الحرارية تمنع تفشي سرطان الكبد

دراسة بكلية «ويك فورست» الأميركية توصلت للنتيجة

الجانب الأيمن يظهر فاعلية العلاج في القضاء على الأورام الظاهرة بالجانب الأيسر (كلية «ويك فورست» للطب)
الجانب الأيمن يظهر فاعلية العلاج في القضاء على الأورام الظاهرة بالجانب الأيسر (كلية «ويك فورست» للطب)
TT

موجات الراديو غير الحرارية تمنع تفشي سرطان الكبد

الجانب الأيمن يظهر فاعلية العلاج في القضاء على الأورام الظاهرة بالجانب الأيسر (كلية «ويك فورست» للطب)
الجانب الأيمن يظهر فاعلية العلاج في القضاء على الأورام الظاهرة بالجانب الأيسر (كلية «ويك فورست» للطب)

أظهرت دراسة أجراها علماء من كلية «ويك فورست» للطب في أميركا، فاعلية موجات الراديو غير الحرارية، في منع نمو خلايا سرطان الكبد في أي مكان في الجسم دون الإضرار بالخلايا الصحية.
وخلال الدراسة التي نشرت في عدد أول من أمس من مجلة «إي بايو ميدسين» (E Bio Medicine)، تمكن الفريق البحثي من علاج فئران المختبر بالترددات الراديوية، وذلك بعد حقنها بخلايا السرطان البشرية لإحداث إصابتها بمرض سرطان خلايا الكبد (HCC)، وهو النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الكبد، الذي يصيب الأشخاص الذين يعانون أمراضاً كبدية مزمنة، مثل التليف الكبدي الناتج عن الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي بي أو سي.
كان د. بوريس باش، مدير مركز السرطان الشامل في كلية «ويك فورست»، وضع بمساعدة ألكسندر باربو من شركة «TheraBionic GmbH» بألمانيا، ترددات الراديو لـ15 نوعاً من السرطان، وتم نشرها في عام 2009 في مجلة «أبحاث السرطان التجريبية والسريرية»، وتعد الدراسة الجديدة تطبيقاً لأحد هذه الترددات والخاصة بسرطان خلايا الكبد.
وتقوم آلية العلاج بموجات الراديو على استخدام جهاز تم تصميمه بواسطة باش وباربو، حيث يطلق مجالات كهرومغناطيسية راديوية بتردد «AM RF EMF»، موجهة خصيصاً لعلاج سرطان خلايا الكبد.
ويقول د. باش، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لكلية «ويك فورست» للطب، بالتزامن مع نشر الدراسة، «هذا التردد يقوم بتنشيط قنوات الكالسيوم على سطح الخلايا السرطانية، حيث وجدنا أن قناة معينة من قنوات الكالسيوم، وهي (Cav3.2)، كانت تتصرف كهوائي لإشارات الراديو التي أرسلناها، بما يسمح للكالسيوم باختراق غشاء خلايا سرطان الكبد، ويؤدي ذلك لتوقف نموه».
ويؤدي دخول الكالسيوم إلى أي خلية إلى فقدان نشاطها، ومن ثم موتها، وتوجد أدوية مخصصة لمنع حدوث هذه العملية تسمى بـ«مُحصِرات قنوات الكالسيوم».
ويضيف: «أظهرت دراستنا أن الترددات الراديوية المستخدمة كانت في مستويات منخفضة وآمنة، حيث كانت في الواقع أقل من تلك الناتجة عن حمل الهاتف الجوال بالقرب من الأذن».
والجهاز المستخدم في تلك الآلية يشبه جهاز الكاسيت الصغير، ويصدر الترددات الراديوية عبر أداة على شكل ملعقة يتم وضعها على لسان المريض، ويتم علاج المريض في المنزل ثلاث مرات في اليوم لمدة ساعة واحدة.
وترددات الراديو التي استخدمت في الدراسة هي نفسها التي تم استخدامها مع مرضى لسرطان الكبد في أوروبا، حيث تمت الموافقة على الجهاز للاستخدام مع الأشخاص من قبل إحدى هيئات الاتحاد الأوروبي المناظرة لهيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، وهو حالياً قيد المراجعة من قبل الهيئة الأميركية، وتعد الدراسة الجديدة أحد الأدوات المساعدة للحصول على الموافقة.


مقالات ذات صلة

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق يلجأ عدد من الأشخاص لنظام «الكيتو دايت» منخفض الكربوهيدرات (جامعة ناغويا)

مكمل غذائي بسيط يُعزز قدرتنا على قتل السرطان

كشفت دراسة أن مكملاً غذائياً بسيطاً قد يوفر نهجاً جديداً لتعزيز قدرتنا المناعية على قتل الخلايا السرطانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

فيتامين شائع يضاعف بقاء مرضى سرطان البنكرياس على قيد الحياة

قالت دراسة جديدة إن تناول جرعات عالية من فيتامين «سي» قد يكون بمثابة اختراق في علاج سرطان البنكرياس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق كثير من الأمور البدنية الصعبة يمكن تخطّيها (مواقع التواصل)

طبيب قهر السرطان يخوض 7 سباقات ماراثون في 7 قارات بـ7 أيام

في حين قد يبدو مستحيلاً جسدياً أن يخوض الإنسان 7 سباقات ماراثون في 7 أيام متتالية، جذب تحدّي الماراثون العالمي العدَّائين في جميع أنحاء العالم طوال عقد تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.