واشنطن تعين مبعوثا إلى العالم الإسلامي على خلفية تهديدات «داعش»

وزير الخارجية الأميركي: تصرفات التنظيم «إساءة قبيحة» للدين الإسلامي الذي يحترم كرامة كل البشر

واشنطن تعين مبعوثا إلى العالم الإسلامي على خلفية تهديدات «داعش»
TT

واشنطن تعين مبعوثا إلى العالم الإسلامي على خلفية تهديدات «داعش»

واشنطن تعين مبعوثا إلى العالم الإسلامي على خلفية تهديدات «داعش»

عينت الولايات المتحدة ممثلا خاصا جديدا لها في المجتمعات الإسلامية، في الوقت الذي تشهد فيه تهديدا يفرضه ما يعرف بتنظيم «داعش»، فضلا عن خلافاتها السياسية مع عدة دول ذات أغلبية مسلمة.
وجرى الإعلان عن تعيين شريك ظفر (الباكستاني الأصل) من جانب وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مراسم مغلقة بقاعة «دين أشيستون» بمقر الوزارة، وقال كيري إن مهمة ظفر تتمثل في المساعدة في جهود التوعية الدينية التي تقوم بها وزارة الخارجية الأميركية والتواصل مع القيادات الدينية ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق التسامح والتفاهم.
وبدأ كيري خطابة بالترحيب بالمسلمين الأميركيين قائلا باللغة العربية: «السلام عليكم»، وقال إنه يرغب في أن يجري تسليط الضوء على أن قتلة الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف لا يمثلون الإسلام «كما أعتقد في ذلك بقوة». وقال كيري إن تصرفات تنظيم «داعش» تمثل «إساءة قبيحة» لدين سلمي يحترم كرامة كل البشر، مشيدا بالجاليات المسلمة في الولايات المتحدة التي تقود جهودا لمكافحة الفقر وتدافع عن حقوق الإنسان وحرية العقيدة والحريات الأساسية، وقال: «المسلمون الأميركيون هم مصدر القوة لنا جميعا.. إنهم جزء أساسي من النسيج الوطني لدينا، ونحن ملتزمون بتعميق شراكاتنا معهم». وأضاف أن «الإرهابيين انتهكوا الإسلام بهمجيتهم»، مؤكدا أن قتل الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف الوحشي لا يمثل الإسلام؛ «بل يمثل همجية القرون الوسطي من قبل جبناء يختبئون وراء قناع الدين».
وقال كيري: «ما شهدناه في عملية قتل سوتلوف ومن قبله فولي، وما نراه من عمليات إعدام جماعية وحشية لا تصدق بسبب انتماءاتهم الطائفية أو الدينية، هي عمليات همجية». وتعهد كيري بملاحقة مسلحي «داعش»، قائلا: «سنكافح هدا النوع من الوحشية والشر، وقد واجهناها من قبل (في إشارة إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001) وسوف نواجهها اليوم، وسنلاحق الإرهابيين الذين قتلوا مواطنينا في أي مكان في العالم وسنقدمهم للمساءلة بغض النظر عن الوقت الذي يستغرقه ذلك»، وكرر كيري: «أولئك الذين قتلوا فولي وسوتلوف عليهم معرفة أن الولايات المتحدة سوف تحاسبهم مهما طال الزمن».
ونشر تنظيم «داعش» مقطع فيديو لقطع رأس سوتلوف يوم الثلاثاء الماضي، وتأكدت الولايات المتحدة من صحته بعد ذلك.
وأكد كيري أن حكومة الولايات المتحدة استخدمت كل الوسائل العسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية و«قوات العمليات الخاصة التي خاطرت بشجاعة في عملية عسكرية لإنقاذ حياة الرهائن الأميركيين (فولي وسوتلوف) ونتواصل مع الجميع دبلوماسيا، وسوف يستمر هذا الجهد من أجل جميع الرهائن الذين ما زالوا عالقين في سوريا».
وقال كيري إن دور ظفر مهم «لأن جميع الأديان تهاجر وتختلط كما لم يحدث من قبل في التاريخ»، مضيفا: «أدياننا ومصائرنا مرتبطة بشكل وثيق».
ويأتي تعيين ظفر فيما تتعامل الولايات المتحدة ليس فقط مع توسع نشاط إرهابيي «داعش» في العراق، ولكن أيضا مع صراع حول الانتخابات الرئاسية في أفغانستان، والتوترات السياسية في مصر، والعنف في قطاع غزة.
يذكر أنه جرى استحداث هذا المنصب الجديد في عام 2013، وقريبا سيكون هناك 25 شخصا في تخصصات تتعلق بالنشاط الديني وتدريب الدبلوماسيين على الانخراط مع الرموز الدينية، حسبما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».
ولد ظفر في مدينة كراتشي الباكستانية، وانتقل إلى ولاية تكساس بالولايات المتحدة مع عائلته في سن مبكرة، وخلال سنواته الجامعية كان نشطا في مجال التوعية بالدين الإسلامي، والمشاركة في الأنشطة الإسلامية والإنسانية المختلفة. وتخرج في جامعة تكساس بمدينة أوستن من مدرسة القانون.
وقضى ظفر نحو 10 أعوام في العمل لدى الوكالات الاتحادية في قضايا تهم المسلمين في الولايات المتحدة مثل انتهاكات الحقوق المدنية، والمراقبة الشرطية، والتفتيش الأمني في المطارات، حيث شغل منصب نائب رئيس مكافحة التطرف في المركز القومي لمكافحة الإرهاب، وتولى التنسيق والتعاون مع الإدارات والوكالات الاتحادية الأميركية وحكومات الدولة المتحالفة معها لتعزيز جهود مكافحة التهديدات الإرهابية.
وقبل ذلك عمل ظفر رئيسا لوحدة المشاركة العالمية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض حيث كان يتولى تنفيذ سياسات دبلوماسية للتنمية الدولية ودمج المشاركة الدينية، كما شغل منصب مستشار بمكتب الحقوق والحريات المدنية في وزارة الأمن الداخلي، كما حصل على عدة جوائز من منظمات مجتمع مدني عديدة.



مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
TT

مناطيد مهرجان «تازونغداينغ» تُنسي البورميين أجواء النزاع

محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)
محتفلون في مهرجان «تازونغداينغ» (أ.ف.ب)

تجمّع آلاف البوذيين، أول من أمس الأحد، في وسط بورما؛ للمشاركة في إحياء طقوس دينية شعبية شكّل الاحتفال بها فاصلاً ملوّناً، وسط النزاع الدامي الذي تشهده الدولة الآسيوية.
وحالت جائحة «كوفيد-19» وانقلاب فبراير (شباط) 2021 لعامين متتاليين دون أن تشهد بيين أو لوين، هذا الاحتفال باكتمال القمر الذي يصادف نهاية موسم الأمطار المعروف بـ«تازونغداينغ» أو مهرجان الأضواء. وارتفعت مناطيد الهواء الساخن في الليل البارد وعليها صور لبوذا وأنماط ملونة تقليدية؛ ومنها الدب الأبيض.
ووفق «وكالة الصحافة الفرنسية»، تتولى لجنة تحكيم اختيارَ الأجمل منها، الذي يصل إلى أكبر علو ويطير أطول وقت بين 76 منطاداً تشارك في الأيام الخمسة للاحتفالات.
ويترافق هذا الحدث مع كرنفال وعرض رقص تقليدي يوفّر جواً من البهجة بعيداً من أخبار النزاع الأهلي، الذي أودى بحياة ما بين 2400 و4000 شخص في نحو عامين.
وإذا كان الاحتفال بـ«تازونغداينغ» راسخاً في التقاليد البوذية، فإن البريطانيين الذين كانوا يستعمرون بورما هم الذين كانوا وراء مسابقة المناطيد في نهاية القرن الـ19.
ودرَجَ عشرات الآلاف من البورميين والأجانب الفضوليين في السنوات الأخيرة، على حضور هذه الاحتفالات المعروفة على السواء بألوانها وبالخطر الذي تنطوي عليه، إذ تُحمَّل المناطيد بالألعاب النارية التي قد تسبب كارثة إذا انفجرت قبل الأوان.
ويعود الحادث الأخطر إلى عام 2014 عندما قُتل 3 متفرجين بفعل سقوط منطاد على الحشد في تونغي، وسط بورما.