وزير الدفاع: نتصدى لمن يحاول استباحة أرض مصر وسيادتها

حذر من خطورة الحملات النفسية المعادية للشعوب

الفريق أول زكي يلتقي القوات الخاصة  (من صفحة المتحدث العسكري)
الفريق أول زكي يلتقي القوات الخاصة (من صفحة المتحدث العسكري)
TT

وزير الدفاع: نتصدى لمن يحاول استباحة أرض مصر وسيادتها

الفريق أول زكي يلتقي القوات الخاصة  (من صفحة المتحدث العسكري)
الفريق أول زكي يلتقي القوات الخاصة (من صفحة المتحدث العسكري)

أشاد الفريق أول محمد زكي، القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، «بما حققته عناصر القوات الخاصة المشاركة في جهود مكافحة الإرهاب على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية»، مؤكداً أن «لمصر جيشاً قوياً قادراً على حمايتها وصون عزتها وكرامة شعبها».
والتقى الفريق أول زكي عدداً من مقاتلي القوات الخاصة من المظلات والصاعقة وشاركهم تناول الإفطار. وقال العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة، أمس: إن «اللقاء بدأ بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء مصر، الذين قدّموا أرواحهم دفاعاً عن أمنها وسلامتها، ونقل القائد العام للقوات المسلحة خلال اللقاء تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة لرجال القوات الخاصة، باعتبارهم أحد أهم دروع القوات المسلحة التي تحمي الوطن وتصون مقدساته... وطالبهم بالحفاظ على أعلى معدلات الجاهزية والاستعداد القتالي لتنفيذ كافة المهام التي توكل إليهم». وأضاف العقيد الرفاعي، أن «وزير الدفاع أكد أن القدرة العسكرية هي أحد مكونات قوى الدولة الشاملة والركيزة الرئيسية لتأمينها ضد التهديدات والعدائيات والتحديات داخلياً وخارجياً، وأن رجال القوات المسلحة بإرادتهم القوية وعزيمتهم التي لا تلين، ماضون في أداء مهامهم المقدسة المكلفين بها لحماية الوطن، والتصدي لكل من يحاول استباحة أرض مصر وسيادتها ومصالحها».
وتواصل قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء منذ 9 فبراير (شباط) 2018، لتطهيرها من العناصر المتشددة الموالية لتنظيم «داعش» الإرهابي، وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».
وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة: إن «القائد العام للقوات المسلحة استعرض خلال اللقاء التحديات وتطورات الأوضاع في المنطقة وانعكاساتها على أمننا القومي، وجهود القيادة السياسية للارتقاء بالوطن في شتى المجالات... وطالب رجال القوات المسلحة باليقظة والانتباه لخطورة الحملات النفسية المُعادية التي تشوه الحقائق وتستهدف تماسك واستقرار الشعوب... وأكد على ضرورة تحرى الدقة في تداول المعلومات والبيانات التي تتعلق بأمن وسلامة الوطن وقواته المسلحة».
في غضون ذلك، قام القائد العام للقوات المسلحة المصرية بتكريم المتميزين من مقاتلي القوات الخاصة؛ تقديراً لتفانيهم في أداء مهامهم وواجباتهم خلال الفترة الماضية. حضر اللقاء الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من قادة القوات المسلحة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».