سون: مواجهة ليفربول صعبة لكن الفوز بدوري الأبطال ممكن

لاعب توتنهام الكوري عقد العزم على اتباع نهج مواطنه بارك والمشاركة في نهائي البطولة

سون يحتفل بفوز توتنهام على ملعب أياكس والتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا
سون يحتفل بفوز توتنهام على ملعب أياكس والتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا
TT

سون: مواجهة ليفربول صعبة لكن الفوز بدوري الأبطال ممكن

سون يحتفل بفوز توتنهام على ملعب أياكس والتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا
سون يحتفل بفوز توتنهام على ملعب أياكس والتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا

يبدو سون هيونغ مين على موعد لمعايشة حلمه مساء الغد، عندما يشارك في صفوف توتنهام في نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا أمام ليفربول في مدريد. ومع هذا، ما يزال بمقدور اللاعب الكوري الجنوبي تذكر الأيام التي كان يراوده خلالها هذا الحلم. في عيون الملايين من أبناء وطنه، أصبح من الطقوس الاستيقاظ مبكراً، مهما كان المقصود من «مبكراً»، ومشاهدة أهم مباراة في عالم كرة القدم عبر شاشات التلفزيون. وفي سن صغيرة، حرص سون هو الآخر على هذا الطقس، لكن ظلت مباراة نهائي على وجه التحديد عالقة بذهنه حتى اليوم.
عندما رأى سون واحداً من أبطاله، بارك جي سونغ، يصبح أول لاعب آسيوي يشارك في المباراة الكبرى، مانشستر يونايتد في مواجهة برشلونة عام 2009؛ لم يملك وقف تسارع نبضات قلبه، وعقد عزمه على تحقيق إنجاز مماثل. في تلك المباراة، خرج مانشستر يونايتد مهزوماً بنتيجة (2 / 0). وعن المباراة، قال سون: «كان هذا حدثاً بالغ الأهمية في كوريا الجنوبية لأن بارك كان أول لاعب آسيوي يشارك في هذا الحدث. وقد تابعت المباراة باعتباري واحداً من عشاق الكرة، وبالطبع حلمت بأن أصل لإنجاز مشابه. دائماً ما أحلم بأمور رائعة مثل الفوز ببطولة ما أو حصد جائزة أفضل لاعب».
وأضاف: «يحلم جميع اللاعبين بمثل هذه النجاحات، لكن دوري أبطال أوروبا لا يتيح فرصة المشاركة في النهائي لجميع اللاعبين. والآن، نحن على أعتاب المشاركة، هذه حقيقة، واليوم لا أملك سوى التطلع نحوها. من جانبنا، لا نرغب في المشاركة تحت وطأة ضغوط مفرطة، وإنما نرغب في الاستمتاع بهذه المباراة بالغة الأهمية». وأكد سون أن مواجهة ليفربول غداً في نهائي دوري أبطال أوروبا صعبة، وأنه يعول على تصميم زملائه في إمكانية تحقيق الفوز.
جدير بالذكر أن بارك بلغ دور النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا مع مانشستر يونايتد عام 2008، وشارك لمدة 90 دقيقة في مباراتي الذهاب والإياب بدور ربع النهائي أمام روما، وفي مباراة قبل النهائي أمام برشلونة. إلا أن سير أليكس فيرغسون أقصاه عن التشكيل الأساسي في مباراة النهائي أمام تشيلسي التي فاز بها مانشستر يونايتد بركلات الترجيح. ولك أن تتخيل كيف تلقى الناهضون من فراشهم مبكراً خصيصاً لمتابعة هذه المواجهات داخل كوريا الجنوبية عام 2017. اعترف فيرغسون بأنه ما يزال يساوره الندم على ذلك القرار «حتى اليوم».
من ناحيته، كان سون على بعد أيام قلائل من عيد ميلاده الـ17 عندما وقع الاختيار على بارك لمواجهة برشلونة عام 2009. وعاد إلى كوريا الجنوبية من موسمه الأول كمتدرب في صفوف هامبورغ. وتابع سون عبر شاشات التلفزيون بارك وهو يشارك في التشكيل الأساسي لمباراة نهائي ثانية لدوري أبطال أوروبا في صفوف مانشستر يونايتد عام 2011، وكانت أمام برشلونة أيضاً، وانتهت بالهزيمة بنتيجة (3 / 1). الآن، تتركز أنظار السواد الأعظم من أبناء كوريا الجنوبية على سون، وكذلك عشاق الساحرة المستديرة عبر آسيا. ومن الواضح أن سون لا يتعامل مع هذه المسؤولية الكبرى باستخفاف. جدير بالذكر أن مباراة النهائي أمام ليفربول ستنطلق تمام الرابعة فجراً بتوقيت كوريا الجنوبية.
وقال سون: «هذا وقت متأخر للغاية في كوريا الجنوبية، أو بالأحرى مبكر للغاية. لذا أشعر بالامتنان تجاه كل بادرة دعم، وكل رسالة أتلقاها. ليس من السهل على المرء النهوض مبكراً للغاية من فراشه، ومتابعة المباراة ستتطلب من الجماهير النهوض نحو الرابعة فجراً. وسيتعين على البعض منهم التوجه لعمله بعد ذلك. ولهذا، أشعر بامتنان بالغ تجاه الأشخاص الذين سيحرصون على الاستيقاظ مبكراً. ومن أجل ذلك، أحرص على بذل كل جهد ممكن لدي».
ولدى سؤاله حول ما إذا كان يشعر بأنه سفير لبلاده، أجاب سون: «نعم، بالطبع. يجب أن أكون كذلك. إن فارق التوقيت هائل، ومع هذا يستمر الناس في حرصهم على متابعة المباريات. ويتعين عليّ تقديم مقابل لهذا الاهتمام. أشعر بأني أتحمل مسؤولية كبيرة إزاء هذا الأمر، وهذا أمر أستمتع به».
الواضح أن سون يكن إعجاباً لا حدود له تجاه بارك. وعلى ما يبدو ثمة جدال لا نهاية له داخل كوريا الجنوبية حول أي اللاعبين أفضل، وأيهما يمثل أيقونة للبلاد. من حيث البطولات والجوائز، تبدو الإجابة محسومة، فقد تضمنت مسيرة بارك الثرية الفوز ببطولتي دوري مع إيندهوفن، وأربعة بطولات دوري مع مانشستر يونايتد. كما نال ميدالية من بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2008، وأخرى من بطولة كأس العالم للأندية عن العام ذاته، عندما شارك في التشكيل الأساسي لمانشستر يونايتد خلال مواجهة انتهت بهزيمته أمام ليغا دي كويتو. أما سون البالغ اليوم 26 عاماً فلم يفز بأي بطولات في كرة القدم للمحترفين. ومع هذا، فإنه يشترك مع بارك في أمر آخر.
من جهته، قال سون: «أكن احتراماً كبيراً للاعبين الآسيويين الذين بدأوا اللعب داخل أوروبا لأنهم فتحوا الباب أمام آخرين، ومنحونا فرصة اللعب هناك. وهذا ما كنت أرغب دوماً في عمله (اللعب في أوروبا). واليوم، أرغب في ترك صورة طيبة للاعبين القادمين من كوريا الجنوبية، وفتح الباب أمام أعداد أكبر من اللاعبين عما كان عليه الحال منذ سنوات قليلة ماضية. هذا هو هدفي. وأحاول الاحتذاء ببارك لأنه حقق إنجازاً يتعذر تصديقه لنا ولبلادنا».
من ناحية أخرى، تبدو صلة سون بالجماهير داخل كوريا الجنوبية مختلفة عن تلك التي حظي بها بارك، ذلك أن الكثيرين ينظرون إلى سون باعتباره فرد من الأسرة، ربما بفضل طيبة قلبه وصدق مشاعره، وقد حرص هؤلاء على متابعة مسيرته منذ فترة مشاركته في هامبورغ، ويشعرون أن الإنجازات التي يحققها بمثابة إنجازات لهم أيضاً. وتجلت هذه المشاعر لدى بداية الموسم، عندما عاون سون منتخب كوريا الجنوبية أقل عن 23 عاماً في الفوز بميدالية ذهبية في دورة الألعاب الآسيوية، الأمر الذي عاونه في الفوز بإعفاء من الخدمة العسكرية الإجبارية في بلاده التي تستمر 21 شهراً.
وكان من السهل حينها الشعور بأن الضغط من أجل منح سون العفو اكتسب أهمية أكبر عن الفوز ذاته، الأمر الذي يعكس حجم المشاعر الكبيرة التي يكنها أبناء كوريا الجنوبية تجاه سون. وبالفعل، اجتذبت هذه البطولة اهتماماً أكبر بكثير عن المعتاد. وعندما فاز سون ورفاقه على اليابان في الوقت الإضافي من مباراة النهائي في إندونيسيا، كان الوقت متأخراً للغاية في كوريا الجنوبية. ومع هذا، بدت البلاد كلها مستيقظة. وقيل يومها إن صيحات الفوز ترددت أصداؤها في جميع أرجاء البلاد من منزل لآخر.
من ناحية أخرى، مرت مسيرة سون على الساحة الدولية بمحن كثيرة تدمي القلب، فقد كان سون من أعضاء الفريق الكوري الجنوبي الذي خسر أمام اليابان بركلات الترجيح في دور قبل النهائي ببطولة الكأس الآسيوية عام 2011. كما شعر اللاعب بحزن شديد لدى خروج بلاده من دور المجموعات ببطولة كأس العالم عامي 2014 و2018. وانتشرت صورته وهو يبكي بحرقة داخل غرفة تغيير الملابس في روسيا الصيف الماضي. وعن هذا، قال سون: «عندما تخسر مباراة كبرى، يكون الوضع مؤلماً، لكنني لست من نوعية الأشخاص التي تحصر فكرها في المواقف السلبية. من المهم للغاية أن نحافظ على التفكير الإيجابي والطاقة الإيجابية، ثم ننقلها إلى مباراة النهائي أمام ليفربول».


مقالات ذات صلة

أرتيتا: ساكا يواصل مفاجأتنا

رياضة عالمية ميكيل أرتيتا وبوكايو ساكا (أ.ب)

أرتيتا: ساكا يواصل مفاجأتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي لكرة القدم، إن بوكايو ساكا، لاعب الفريق، سيصبح أفضل مع مرور الوقت بعدما سجل هدفين ليقود فريقه للفوز 3-صفر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية هانز فليك (رويترز)

فليك: الفوز على دورتموند لم يكن سهلاً

أعرب المدير الفني لفريق برشلونة الإسباني هانز فليك عن سعادته بالفوز الذي حققه فريقه على بوروسيا دورتموند الألماني 3 - 2 الأربعاء في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (دورتموند)
رياضة عالمية إلكاي غويندوغان (أ.ف.ب)

غوندوغان: على مانشستر سيتي البحث عن «مفتاح النجاح»

حث إلكاي غوندوغان، لاعب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، زملاءه على إيجاد الإلهام داخل أنفسهم، بعد الخسارة صفر-2 أمام يوفنتوس الإيطالي الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فيران توريس (رويترز)

توريس: برشلونة عرف كيف يتعامل مع «تحديات دورتموند»

قال فيران توريس، لاعب برشلونة، إن الروح الجماعية لفريقه ساعدته على تجاوز تحدٍّ صعب أمام بروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (دورتموند)
رياضة عالمية مبابي (أ.ف.ب)

النيابة السويدية تغلق التحقيق في اتهام مبابي بالاغتصاب لنقص الأدلة

أُغلق التحقيق في قضية «الاغتصاب» التي فُتحت بعد زيارة قائد المنتخب الفرنسي ولاعب ريال مدريد الإسباني مبابي إلى ستوكهولم في أكتوبر الماضي، لعدم كفاية الأدلة.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.