بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

- دليل للحد من مخاطر الخرف
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى وجود نحو 50 مليونا من المصابين بالخرف Dementia في جميع أنحاء العالم، ويشهد كل عام حدوث 10 ملايين حالة جديدة من هذا المرض. ويُعد مرض ألزهايمر Alzheimer أشيع أسباب الخرف ومن المحتمل أنّه يسهم في حدوث 60 في المائة إلى 70 في المائة من الحالات. وتشير التقديرات إلى أنّ نسبة المصابين بالخرف بين عموم من يبلغون من العمر 60 عاماً فما فوق، في وقت معيّن، تتراوح بين 5 إلى 8 من بين كل 100 شخص. ومن المتوقّع أن يرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالخرف ليبلغ 75.6 مليون نسمة في عام 2030 ونحو ثلاثة أضعاف في عام 2050.
الخرف متلازمة تتسم بحدوث تدهور في الذاكرة والتفكير والسلوك والقدرة على الاضطلاع بالأنشطة اليومية. ورغم أنّ الخرف يصيب المسنين بالدرجة الأولى، فإنّه لا يُعتبر جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. وهو من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم في كل أنحاء العالم، حيث يخلّف الخرف آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على من يقومون برعاية المرضى وعلى أسر المرضى والمجتمع.
وهناك من يوصي بإعطاء كبار السن جرعات من فيتامينات بي B وإي E ومن الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة وكذلك المكملات المتعددة المعقدة بهدف الحد من مخاطر التدهور المعرفي، بينما ينفي فائدة ذلك الدليل الإرشادي الجديد لمنظمة الصحة العالمية والذي نشر الأسبوع الماضي وفقا للموقع الطبي يونيفاديس في 16 مايو (أيار) 2019.
ويوفر الدليل الإرشادي الجديد قاعدة معلومات وتعريفات لمقدمي الرعاية الصحية لإسداء النصح للمرضى حول ما يمكنهم فعله للمساعدة في منع التدهور المعرفي (أي القدرة على التفكير) والخرف، ومن ذلك:
> تقديم المشورة لهؤلاء المرضى في مجالات صحية متعددة مثل إدارة الوزن والتدخلات التغذوية وإدارة الأمراض المشتركة الشائعة.
> تقديم التدخلات الخاصة بالإقلاع عن التدخين للبالغين الذين يستخدمون التبغ لأنه قد يقلل من خطر التدهور المعرفي والخرف بالإضافة إلى الفوائد الصحية الأخرى.
> التوصية لتقديم التدريب المعرفي للبالغين الأكبر سناً ممن لديهم إدراك عادي أو مع ضعف إدراكي خفيف لتقليل خطر التدهور المعرفي و- أو الخرف.
> التأكيد على أنه لا توجد أدلة كافية للتوصية باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب لتقليل خطر التدهور المعرفي و/ أو الخرف لدى المرضى الذين يعانون من الإدراك الطبيعي أو الضعف الإدراكي المعتدل واضطراب الاكتئاب. وأيضاً أنه لا توجد أدلة كافية للتوصية باستخدام أجهزة السمع لتقليل خطر التدهور المعرفي.

- «درون» لنقل الأعضاء
يوم 26 أبريل (نيسان) 2019 هو يوم تاريخي في عصر الإنجازات الطبية وهندسة الطيران معا، ففيما يوصف بأنه تقدم كبير في طب زراعة الأعضاء في العالم، قامت طائرة بدون طيار Drone تم تصميمها خصيصاً لهذا الغرض بتسليم كلية بشرية مأخوذة من متبرع إلى الجراحين لإجراء عملية زرع ناجحة في مريض يعاني من الفشل الكلوي.
وقد تعاون مجموعة من الأطباء والباحثين المتخصصين في زراعة الأعضاء في كل من كلية الطب بجامعة ماريلاند والمركز الطبي لجامعة ماريلاند في بالتيمور بالولايات المتحدة – بالعمل مع خبراء في الطيران والهندسة في موقع اختبار أنظمة الطائرات بدون طيار في جامعة ميريلاند لإنجاز مشروع تصميم طائرة بدون طيار للخدمة في المجال الطبي.
وقبل الرحلة التاريخية، عمل الشركاء معاً على تطوير واختبار نظام الطائرة بدون طيار من خلال النقل الناجح لأول مرة في تاريخ الطب لكلية بشرية سليمة محفوظة في محلول ملحي مع أنابيب الدم.
وفي المرحلة الأخيرة بعد الانتهاء من تلك التجهيزات، تم وضع العضو السليم القابل للحياة (الكلية) في تلك الطائرة مع توفير المعايير المطلوبة لسلامة النقل مثل درجة الحرارة والضغط الجوي والارتفاع والاهتزاز والموقع. وتم قياس ومعايرة كل تلك المؤشرات عبر تقنية مصممة خصيصاً لهذا المشروع أطلق عليها جهاز مراقبة الأعضاء البشرية وضمان الجودة للسفر لمسافات طويلة (HOMAL).
إن هذه التقنية الجديدة في وسيلة ونظام نقل الأعضاء البشرية سوف تساعد في تسريع وقت تسليم الأعضاء وتعمل على توسيع فرص الحصول على المزيد من الأعضاء المتبرع بها وتعزيز سلامتها وتحسين نتائج مرضى الزراعة في نهاية المطاف. والجدير بالذكر أن المريض المتلقي للكلية المزروعة هي امرأة تبلغ من العمر 44 عاماً وقد عادت إلى منزلها بصحة جيدة.

- استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]


مقالات ذات صلة

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الرمان يزود الجسم بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام (غيتي)

تحسين الكولسترول والوقاية من السرطان... فوائد هائلة لتناول الرمان يومياً

بتناول حبات الرمان يومياً تضمن أن تزود جسمك بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

ربما تكون مثل كثير من الناس الذين من أوائل الأشياء التي يقومون بها كل صباح هو النظر من النافذة لمعرفة حالة الطقس

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
TT

التعرُّف على اضطرابات الدماغ من شبكية العين

العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)
العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً (ماكس بلانك)

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد ماكس بلانك للطب النفسي بألمانيا، أنّ الشبكية بمنزلة امتداد خارجي للدماغ وتشترك في الجينات عينها، ما يجعلها طريقة سهلة للعلماء للوصول إلى دراسة اضطرابات الدماغ بمستويات أعلى من الدقة.

وأفادت النتائج بأنّ العمليات الحيوية في شبكية العين والدماغ متشابهة جداً، وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية وبطريقة فائقة السهولة؛ «لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ»، وفق الباحثين. وهم أكدوا على أن فهم الآليات البيولوجية حول هذا الأمر من شأنه مساعدتهم على تطوير خيارات علاجية أكثر فاعلية وأكثر شخصية.

وحلَّل باحثو الدراسة المنشورة في دورية «جاما سيكاتري»، الارتباط الجيني بين خلايا الشبكية وعدد من الاضطرابات العصبية النفسية. ومن خلال الجمع بين البيانات المختلفة، وجدوا أنّ جينات خطر الفصام كانت مرتبطة بخلايا عصبية محدّدة في شبكية العين.

وتشير جينات الخطر المعنيّة هذه إلى ضعف بيولوجيا المشابك العصبية، وبالتالي ضعف قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض. ويرجح الباحثون أن يكون هذا الضعف موجوداً أيضاً في أدمغة مرضى الفصام.

وبناءً على تلك الفرضية، أظهر الباحثون أنّ الاتصال العصبي يبدو معوقاً في شبكية العين لدى مرضى الفصام بالفعل.

وأوضحوا، في بيان، الجمعة أنّ «العثور على هذا الخلل في العين يشير إلى أنّ العمليات في الشبكية والدماغ متشابهة جداً؛ وهذا من شأنه جعل الشبكية بديلاً رائعاً لدراسة الاضطرابات العصبية، لأننا نستطيع فحص شبكية العين لدى المرضى بدقة أعلى بكثير من الدماغ».

في دراستهم السابقة، وجد باحثو معهد ماكس بلانك للطب النفسي، برئاسة فلوريان رابي، تغيّرات في شبكية العين لدى مرضى الفصام أصبحت أكثر حدّة مع زيادة المخاطر الجينية. وبناءً على ذلك، اشتبهوا في أنّ التغيرات الشبكية ليست نتيجة لأمراض مصاحبة شائعة مثل السمنة أو مرض السكري فحسب، وإنما قد تكون ناجمة عن آليات أمراض مدفوعة بالفصام بشكل مباشر.

إذا كانت هذه هي الحال، فإنّ معرفة مزيد عن هذه التغيّرات قد تساعد الباحثين على فهم الآليات البيولوجية وراء الاضطراب. وبالإضافة إلى الفصام، لوحظت تغيرات في الشبكية لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والتصلّب المتعدّد ومرض ألزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية.

باستخدام بيانات من دراسات كبيرة سابقة، دمج رابي والمؤلّف الأول إيمانويل بودريوت من معهد ماكس بلانك للطب النفسي وجامعة لودفيغ ماكسيميليان ميونيخ في ألمانيا، بيانات المخاطر الجينية من الاضطرابات العصبية النفسية مع بيانات تسلسل الحمض النووي الريبي للشبكية.

أظهرت النتائج أنّ جينات المخاطر كانت مرتبطة بخلايا شبكية مختلفة في الاضطرابات المذكورة أعلاه.

كما ارتبط الخطر الجيني للإصابة بالتصلّب المتعدّد بخلايا المناعة في الشبكية، بما يتماشى مع الطبيعة المناعية الذاتية للاضطراب. وكذلك ارتبطت جينات الخطر للإصابة بالفصام بفئة محددة من الخلايا العصبية الشبكية تشارك في الوظيفة المشبكية، وتحدّد قدرة الخلايا العصبية على التواصل مع بعضها البعض.