هاني سلامة: عمل أبناء مدرسة يوسف شاهين في «قمر هادي» صدفة

قال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يفضل تقديم جزء ثانٍ من «السلم والثعبان»

الفنان المصري هاني سلامة
الفنان المصري هاني سلامة
TT

هاني سلامة: عمل أبناء مدرسة يوسف شاهين في «قمر هادي» صدفة

الفنان المصري هاني سلامة
الفنان المصري هاني سلامة

ينافس الفنان المصري هاني سلامة في السباق الدرامي الرمضاني الجاري بمسلسل «قمر هادي» الذي يجسد فيه شخصية «هادي أبو المكارم» الذي يعاني من بعض الأمراض النفسية. هاني سلامة قال في حواره لـ«الشرق الأوسط» إنه سعيد بالنجاح الذي حققه المسلسل على مدار أيام الشهر الكريم، وأوضح أنه اختار هذا العمل لكونه صعباً ومختلفاً عن باقي المسلسلات الأخرى بالماراثون. ونفى سلامة أن يكون له دور في اختيار أبطال المسلسل جميعاً، لكونهم من خريجي مدرسة المخرج الراحل يوسف شاهين، وأشار إلى أنه سيعود للسينما العام الجاري بفيلم جديد... وإلى نص الحوار:
> لماذا تحمست لتجسيد شخصية «هادي أبو المكارم» في مسلسل «قمر هادي»؟
- «قمر هادي» من أفضل السيناريوهات التي قدمت لي خلال السنوات الأخيرة، بل ربما يكون أصعبها، وربما أكون أنا والمخرج رؤوف عبد العزيز من هواة تقديم الأعمال الصعبة والمعقدة، أي أننا لا نحب الاستسهال. فمن قرأ السيناريو سيجد أن هناك جوانب تمثيلية لم أقدمها من قبل في أي عمل درامي سوى في «الداعية» أو «طاقة نور»، كما أنني أحببت تقديم فكرة التشويق من جديد في الدراما المصرية والعربية، وهنا لا بد أن أشكر المؤلف إسلام حافظ، كاتب العمل، على ما قدمه، بجانب المخرج الكبير رؤوف عبد العزيز الذي يعد واحداً من أهم المخرجين في الوقت الحالي، كما أن الأسماء المشاركة في العمل جعلتني أوافق على العمل من دون تردد، فأنا أشارك داليا مصطفى ويسرا اللوزي، وهما فنانتان رائعتان، بالإضافة إلى الفنان الكبير الذي أعشقه منذ صغري، وهو محسن محي الدين، الذي شرفت بكتابة اسمي بجواره.
> ألم تقلق من تقديم مسلسل قائم على «السايكو دراما»؟
- عندما استلمت معالجة المسلسل قبل قراءة السيناريو، وجدت نفسي أمام مسلسل رائع جداً، نادراً ما أجد مثله، ولكني تخوفت من أن تكون المعالجة مكتوبة بشكل جيد والسيناريو لا يترجم ذلك، فطلبت قراءة السيناريو. وبعد قراءة أول حلقتين، وجدت نفسي أنجذب لقراءة بقية الحلقات، بعدما تخوفت من وجود نقاط ضعف في منتصف حلقات المسلسل، ولكنني رأيت إثارة وتشويق في الحلقات كافة، وأجمل ما في المسلسل هو الحيرة التي يقع فيها المشاهد، حيث إنه يتوقع سيناريو معين لنهاية الحلقة، لكن قبل النهاية بدقائق نأخذه إلى مسار مختلف، فيتوقع أن هذه النهاية، ولكن مع النهاية يجد نفسه في مسار ثالث.
> في العام الماضي صورت مسلسلاً بالكامل في أوروبا... لماذا اكتفيت بتصوير «قمر هادي» بمصر؟
- مسلسل «فوق السحاب» الذي قدمته الموسم الماضي كان يحتاج إلى التصوير في أوروبا، وبالتحديد في دولتي السويد والمجر، أما «قمر هادي» فلم يكن هناك حالة تستدعي تصويره خارج مصر، فالتصوير كان في منطقة العين السخنة (شرق القاهرة) لأن قصته لا تحتاج إلى التصوير خارج مصر.
> ألم تتخوف من التعاون مع مؤلف شاب في بداية طريقه نحو عالم التأليف الدرامي؟
- لا أنظر إلى هذه الأمور بتلك الطريقة؛ العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه على الجميع، فأنا طيلة مسيرتي الفنية كنت أعمل مع مخرجين ومساعدي مخرجين ومؤلفين في سنة أولى عمل فني، ولكن في النهاية كنا نسعى لتقديم أعمال جيدة. وعندما عرضت عليّ قصة «قمر هادي»، لم أكن أهتم بفكرة من هو المؤلف، بقدر البحث عن جودة المسلسل الذي سأقدمه.
> ما الصعوبات التي واجهتها في تقديم شخصية «هادي أبو المكارم»؟
- تجسيد شخصية هادي، المريض النفسي، احتاج وقتاً طويلاً للمذاكرة والتحضير، ربما أكون قد قدمت شخصية المريض النفسي من قبل، ولكن هادي أبو المكارم مختلف تماماً عن أي شخصية نفسية قُدمت في الدراما المصرية.
> معنى ذلك أنك استعنت بطبيب نفسي لتجسيد الشخصية؟
- لم أستعن بأي طبيب واعتمدت على قراءاتي ومتابعتي.
> هل تعمدت أن يكون أبطال «قمر هادي» جميعاً من خريجي مدرسة يوسف شاهين؟
- الصدفة هي التي أدت إلى اجتماع الكثيرين من أبناء يوسف شاهين في العمل، فوقت التحضير واختيار أبطال العمل كان قصيراً جداً، وبالتالي لم يكن لدينا فرصة للتخطيط لذلك. ولكن بعد اختيار الأسماء، اكتشفت أنني ويسرا اللوزي ومحسن محي الدين، وأيضا المخرج رؤوف عبد العزيز، من مدرسة الراحل يوسف شاهين، وهي صدفة رائعة لأننا تعلمنا منه الكثير، ولولاه ما كان أحد منا الآن نجماً. وللعلم، اختيارات المسلسل جاءت من المخرج رؤوف عبد العزيز.
> هل أنت مع العرض الحصري للأعمال الدرامية أم العرض العام؟
- لا أشغل تفكيري كثيراً بالعرض الحصري أو العام، لكن أي فنان يحب أن يشاهد الجميع أعماله على القنوات والمحطات الفضائية كافة، ببلاده والبلاد العربية، ولكن في النهاية هناك شركة منتجة هي القادرة على تحديد ذلك.
> لماذا لا يوجد تصنيف عمري على المسلسل؟
- لأن العمل لا يوجد به أي مشاهد تستدعى وجود تصنيف عمري معين.
> ومتى ستعود للسينما؟
- قريباً جداً، ربما العام الجاري، ولكن فيلم «شر الحليم» لا أعلم عنه شيئاً، ربما سأعود بفيلم آخر.
> هل توجد لديك نية لتقديم جزء ثان من فيلم «السلم والثعبان»، كما تداول البعض أم لا؟
- بالفعل، سمعت بوجود نية لتقديم جزء ثانٍ من العمل، ولكني أرى أنه من الصعب جداً تقديم جزء ثانٍ بعد مرور نحو 18 سنة على الجزء الأول.
> ما رأيك في عودة الفنانة حلا شيحة إلى التمثيل مرة أخرى؟
- حلا شيحة فنانة متألقة ناجحة، ولديها مقومات فنية رائعة، وكل ما أستطيع أن أقوله لها هو أنني أتمنى النجاح والتوفيق لها، خصوصاً بعد مشاركتها هذا العام في مسلسل «زلزال».


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».