اتهام حكومي لانقلابيي اليمن بالمضاربة بالعملة والتسبب في انهيار الاقتصاد

حملات ابتزاز يقودها الحوثيون ضد المتاجر

يمنيون في أحد المتاجر في سوق بصنعاء القديمة (أ.ف.ب)
يمنيون في أحد المتاجر في سوق بصنعاء القديمة (أ.ف.ب)
TT

اتهام حكومي لانقلابيي اليمن بالمضاربة بالعملة والتسبب في انهيار الاقتصاد

يمنيون في أحد المتاجر في سوق بصنعاء القديمة (أ.ف.ب)
يمنيون في أحد المتاجر في سوق بصنعاء القديمة (أ.ف.ب)

اتهمت الحكومة اليمنية الجماعة الحوثية بالمضاربة بالعملة الوطنية (الريال) في مسعى منها لإعادة انهيارها بعد استقرارها النسبي في الفترة الماضية جراء التدابير التي اتخذتها اللجنة الاقتصادية والبنك المركزي اليمني في عدن، كما اتهمتها بالسعي لجرجرة الاقتصاد الكلي للتهاوي الكلي.
جاء ذلك في وقت كثفت الميليشيات الحوثية في صنعاء وعموم مناطق سيطرتها من حملاتها القمعية لاستهداف المواطنين وابتزاز المحلات التجارية على الرغم من الأوضاع المعيشية التي يعيشها اليمنيون بفعل الانقلاب على الشرعية وتوقف رواتب الموظفين الحكوميين منذ نحو 32 شهرا.
وأكد سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية نشرت فرقا للجباية من المواطنين لإرغامهم على دفع زكاة الفطر وزكاة الأموال لمصلحة الهيئة العامة للزكاة التي أنشأتها الجماعة بموجب أوامر من زعيمها الحوثي.
وذكر السكان أن عناصر الجماعة ألزموا عقال الحارات ومسؤولي الأحياء بعدم صرف أنابيب غاز الطهي إلا بعد إبراز سند القبض الذي يفيد دفعهم للزكاة، كما ألزمت ملاك محطات بيع الوقود بعدم تعبئة البنزين إلا بعد إبراز السند.
في السياق نفسه، أفادت المصادر في صنعاء وبقية المدن اليمنية الخاضعة للجماعة الحوثية بأن الجماعة الحوثية استبقت أيام عيد الفطر المبارك بإحداث أزمة في وقود السيارات في مسعى منها لرفع أسعار الوقود على الرغم من استمرار تدفق الكميات الواصلة عبر ميناء الحديدة.
وفي مسعى قمعي آخر، كثف عناصر الجماعة من حملاتهم لجباية الأموال من التجار وملاك المحلات في العاصمة اليمنية وذكرت المصادر أن الجماعة أغلقت أكبر سوق تجارية في العاصمة صنعاء تحت ذريعة أنه يقبل بتداول الفئات النقدية من العملة اليمنية المطبوعة من قبل البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن.
وكانت الجماعة عممت على المصارف المحلية في صنعاء والشركات التجارية وتجار الجملة وملاك محطات بيع الوقود لمنع تداول الفئات النقدية المطبوعة في البنك المركزي في عدن.
وتؤكد مصادر مصرفية مطلعة في صنعاء أن الجماعة الحوثية تقوم بمصادرة الأموال من ملاك المحلات وكبار التجار وتقوم بتوزيعها على عناصرها مجددا، أو تهريبها إلى مناطق سيطرة الحكومة الشرعية والمضاربة بها في سوق العملة وشراء العملات الأجنبية.
وذكر تجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن بضاعتهم أصابها الكساد بسبب ارتفاع أسعارها وعدم قدرة المواطنين على شرائها بعد أن ضاعفت الجماعة الإتاوات المفروضة عليها تحت اسم «الجمارك والضرائب والمجهود الحربي والنظافة وتحسين المدينة»، إلى جانب المبالغ التي تفرض في أوقات متفرقة من السنة للمشاركة في إحياء مهرجانات الجماعة الطائفية.
وتتجاهل الجماعة الموالية لإيران الظروف المعيشية الصعبة للسكان، كما تتجاهل النداءات المتكررة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بخصوص اتساع رقعة الفقر والعوز وحاجة نحو 20 مليون يمني إلى المساعدات.
وتسخر الميليشيات الحوثية موارد المؤسسات وأموال الجباية لإثراء قادتها الطائفيين ودفع رواتب المقاتلين في صفوفها إلى جانب شراء الأسلحة المهربة عبر البحر الأحمر، وترفض دفع رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرتها.
وعلى الرغم من حجم التدخل الإنساني للمنظمات الدولية في مناطق سيطرة الجماعة إلا أن أغلب المساعدات بشهادة المنظمات نفسها تظل طريقها إلى المحتاجين وتذهب إلى عناصر الجماعة وأتباعها.
وأفاد عاملون في العمل الإنساني في صنعاء بأن الجماعة أقدمت أخيرا على إغلاق عدد من الأفران الخيرية التي تساهم في إطعام مئات الأسر في العاصمة، تحت ذريعة امتناع المخابز عن دفع الزكاة وقف ما أفاد به العاملون.
وفي الوقت التي يضيق السكان ذرعا بتصاعد الأعمال القمعية للجماعة لم يتوقف عناصرها عن اعتقال الناشطين والصحافيين ومداهمة ونهب منازل القيادات المؤيدة للحكومة الشرعية.
وأكد وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب في وقت سابق أن مسلحي الجماعة أقدموا على اقتحام ونهب منزله الواقع في جنوب العاصمة صنعاء، بعد أن كانت الجماعة وضعته تحت سلطة الحارس القضائي التابع لها تمهيدا لمصادرته مع مئات المنازل الخاصة بالمسؤولين والمؤيدين للحكومة الشرعية.
وقالت اللجنة الاقتصادية في بيان رسمي إن الميليشيات الانقلابية الحوثية تصر على استغلال الوضع الاقتصادي والمالي لاحتياجات الناس في المناطق الخاضعة لها، والدخول في المضاربة على العملة في السوق والتسبب في إعادة حالة انهيار قيمة العملة المحلية.
واتهمت اللجنة الميليشيات بأنها تصر على جر الاقتصاد الوطني إلى مرحلة الانهيار الكلي، والضغط على جميع المؤسسات المالية والجمعيات المهنية المختصة بقوة السلاح وتحت التهديد الأمني لتبرير أعمالها وخدمة مصالحها، وتوظيف انهيار قيمة العملة لتنفيذ مخططها الأساسي المتمثل في المتاجرة والمزايدة السياسية بمعاناة المواطنين أمام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، وتحميل الحكومة والتحالف العربي مسؤولية تداعي الوضع الإنساني المترتب عن ذلك.
وجددت اللجنة الاقتصادية، التأكيد على استمرار البنك المركزي في أداء واجباته لتوفير العملة الأجنبية وبما يلبي الاحتياج لاستيراد السلع الغذائية والوقود لجميع التجار وفقاً للآليات والضوابط والشروط المعلنة مسبقاً، وترك الميليشيات الحوثية الانقلابية تتحمل مسؤولية انهيار قيمة العملة الوطنية التي سيترتب عنها معاناة للموطنين في مناطق الخضوع لها أمام المجتمع المحلي والدولي.
أهابت اللجنة، بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة وجميع وكالاتها لتحمّل مسؤوليتها في إلزام الميليشيات الحوثية بإيقاف الاستغلال السياسي للمعاناة الإنسانية التي تتسبب فيها عن طريق إحداث حالات انهيار بقيمة العملة الوطنية وتحميلها مسؤولية ذلك.
وأشارت إلى ما تسببت به الميليشيات الحوثية من انهيار بالعملة الوطنية وتدهور بالوضع الإنساني والمتاجرة السياسية بمعاناة المواطنين، وبالمقابل الجهود التي بذلتها الحكومة اليمنية الشرعية من خلال مؤسساتها المختصة وعلى رأسها اللجنة الاقتصادية والبنك المركزي اليمني، وذلك بناءً على توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وبدعم مباشر للاقتصاد الوطني من المملكة العربية السعودية، لتحقيق الأهداف المنشودة.
وقالت اللجنة الاقتصادية اليمنية في بيانها، إن الأهداف المنشودة تشمل الحفاظ على استقرار العملة الوطنية وتعزيز قيمتها عن طريق إعادة الدورة النقدية من السوق السوداء إلى القطاع المصرفي الرسمي واستعادة الثقة فيه، وتفعيل الضوابط الدولية لمكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب، وإيقاف التجارة غير القانونية للمشتقات النفطية في اليمن، وتوفير العملة الأجنبية الكافية والمدعومة لتغطية احتياجات استيراد السلع الغذائية والوقود وفقاً للآلية التي أوصت بها اللجنة الاقتصادية وأقرتها الحكومة ونفذها البنك المركزي اليمني، وذلك كخطوة أساسية للتخفيف من معاناة المواطنين وتحسين الوضع الإنساني وتوفير الغذاء والوقود بأسعار مناسبة في جميع مناطق اليمن.
وأضافت: «تأكد للجميع أن حالات استعادة العملة لجزء من قيمتها المنهارة في جميع المناطق كان نتيجة لتدخلات البنك المركزي اليمني من عدن بوسائله النقدية والفنية المختلفة، وأن حالات ارتفاع سعر العملة الأجنبية خاصة في المناطق الخاضعة للميليشيات الحوثية بشكل أكبر عن أسعارها في المناطق المحررة خلال الأسابيع الماضية خير دليل على تلك الجهود الحكومية المبذولة».
ولفتت إلى أن تلك الجهود وسياسات العمل الاقتصادي المهني والمحايد التي اتبعها البنك المركزي اليمني من عدن جاءت لتترجم الإدراك الكامل لحقيقة أن انهيار العملة الوطنية سيؤدي حتماً إلى جعل جميع جهود الإغاثة الإنسانية والتنمية الاقتصادية العاجلة غير ذي جدوى، كما أن ذلك سيرفع من تكاليف العمل الإنساني وجهود التنمية وإعادة الإعمار التي يحتاجها اليمن، وأن ذلك الانهيار سيتسبب في المزيد من المعاناة للمواطنين كافة في مختلف المناطق.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.