ملتقى أفريقي في الأزهر لدعم الحوار والتنمية المستدامة

دعا إلى احتواء النزاعات والقضاء على الإرهاب

ملتقى أفريقي في الأزهر لدعم الحوار والتنمية المستدامة
TT

ملتقى أفريقي في الأزهر لدعم الحوار والتنمية المستدامة

ملتقى أفريقي في الأزهر لدعم الحوار والتنمية المستدامة

احتضنت العاصمة المصرية أمس ملتقى عربيا - أفريقيا لدعم الحوار البنّاء والتعارف، وبناء الجسور بين الأطراف العربية والأفريقية، فضلاً عن بحث أُطر التعاون والشراكة لدعم التنمية المستدامة في ضوء خطة الاتحاد الأفريقي.
وأكد الملتقى الذي جاء تحت رعاية شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وعقد بمقر جامعة الأزهر في مدينة نصر (شرق القاهرة) «ضرورة تبادل الرؤى لدعم أنشطة اتحاد الجامعات الأفريقية».
وقال مصدر في الأزهر أمس إن «الملتقى دعا أيضاً إلى احتواء النزاعات والصراعات داخل القارة السمراء، والتخلص من الحروب الأهلية والنزعات الطائفية، وحل المشكلات من خلال المفاوضات والطرق السلمية، والقضاء على الإرهاب، وتخليص القارة من شروره»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزهر كانت له بادرة في هذا الشأن من خلال دوره التوفيقي في احتواء النزاعات بأفريقيا الوسطى في وقت سابق».
من جهته، أكد الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، أن «الجامعة أقامت الملتقى للتعارف العربي - الأفريقي في إطار تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وسعي الجامعة للمشاركة في النهوض بالتعليم في القارة، لا سيما بعدما صارت عضواً باتحاد الجامعات الأفريقية، ممثلة عن دول شمال أفريقيا، وتدشين المقر الإقليمي للاتحاد بجامعة الأزهر ليكون مقراً لكل دول شمال أفريقيا».
وأوضح المحرصاوي خلال كلمته في الملتقى أن «الجامعة نظمت في مارس (آذار) الماضي الأولمبياد الأول لشباب الجامعات الأفريقية، بمشاركة شبان من 27 دولة أفريقية، كما ستحتضن في يوليو (تموز) المقبل المؤتمر الدولي للتعليم العالي بالقارة الأفريقية، والذي يعقده اتحاد الجامعات الأفريقية كل عامين».
يشار إلى أن الأزهر قرر مطلع العام الحالي تشكيل لجنة مختصة بالشؤون الأفريقية، مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، واستكمالاً لدور مصر والأزهر في دعم شعوب القارة الأفريقية على المستويات كافة، قرر الأزهر في وقت سابق مُضاعفة عدد المنح المقدمة لطلبة أفريقيا، ومُضاعفة عدد الأئمة الذين يستضيفهم الأزهر من أفريقيا، لتدريبهم على الوسطية، ونشر تعاليم الإسلام الصحيحة، فضلاً عن التوسع في إقامة مراكز لتعليم اللغة العربية لأبناء القارة، وزيادة القوافل الطبية والإغاثية، وإرسال المزيد من المبعوثين من الأزهر لأفريقيا.
من جهته، أكد الدكتور إيتيان إهيلي، الأمين العام لاتحاد الجامعات الأفريقية، أن الاتحاد «يؤكد سعي الأزهر للعمل على تطوير التعليم بأفريقيا، والدافع وراء ملتقى الأزهر للتعارف العربي الأفريقي هو السعي الحثيث لتطوير التعليم العالي في القارة»، لافتاً إلى أن «الاتحاد يضم نحو 400 عضو من المؤسسات التعليمية المختلفة بأفريقيا، وهو المظلة العامة والمنصة الرئيسية للتعاون بين الجامعات الأفريقية، وقد تأسس في المغرب عام 1967، ومنذ إنشائه ظل الاتحاد يلعب دوراً محورياً لتطوير التعليم العالي في القارة، وتحسين جودته من أجل دعم القارة في كل مناحي الحياة»، مبرزاً أن اتحاد الجامعات الأفريقية يتعاون مع الحكومات المختلفة والأطراف الفاعلة في مجال التعليم، ودعم الحوار وتبادل الخبرات، وبناء خطط فاعلة لدعم التعليم في القارة الأفريقية قصد مواكبة التطورات الهائلة، التي غيرت من مفهوم التعليم. كما أوجدت مجالات جديدة في العلوم وسوق العمل.
بدوره، قال الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن «الملتقى يأتي في وقت بالغ الأهمية لعقد شراكات وتبادل الخبرات بين الأطراف المعنية بالتعليم، وريادة الأعمال في القارة الأفريقية، بهدف الارتقاء بهذه المجالات، ودعم خطط التنمية المستدامة في ضوء خطة الاتحاد الأفريقي»، مؤكداً أن «حضور الملتقى شركاء في مسيرة التنمية والتطوير بجامعة الأزهر والجامعات الأفريقية... وجامعات أفريقيا أمام تحديات كبيرة تتطلب منها أن تعيد النظر في برامجها التعليمية، والاستماع إلى الشباب، ونظرتهم للتعليم في المستقبل لمواكبة التطورات وسوق العمل».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.