ابتزاز حوثي للسجناء المعسرين ومتاجرة بقضاياهم لجمع تبرعات

«الشرق الأوسط» ترصد استغلال الجماعة الانقلابية ظروف المحبوسين في شهر رمضان

يمنيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية من مؤسسة خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية من مؤسسة خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

ابتزاز حوثي للسجناء المعسرين ومتاجرة بقضاياهم لجمع تبرعات

يمنيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية من مؤسسة خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)
يمنيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية من مؤسسة خيرية في صنعاء (إ.ب.أ)

لم تتورع الميليشيات الحوثية في تحويل آلاف السجناء اليمنيين المحتجزين على ذمة قضايا مختلفة، إلى باب آخر للابتزاز والمتاجرة بقضاياهم والسعي إلى تجنيدهم في صفوف الجماعة، مقابل إعفائهم من الحق العام والخاص.
وفي الوقت الذي يكون السجين فيه عرضة طوال سنوات سجنه للأمراض والأوبئة والتعذيب، يأتي شهر رمضان لتجعل منه الجماعة الانقلابية موسماً للمتاجرة بالسجناء المعسرين، سواء المحبوسين على ذمة قضايا مالية أو ديات أو على ذمة الحق العام.
وبحسب ما قاله عدد من أقارب المفرج عنهم من السجون لـ«الشرق الأوسط»، فإنه لم يكن أمامهم سوى أحد الخيارين؛ إما المكوث في السجن أو الموافقة على الذهاب إلى جبهات القتال الحوثية. ويقول المحامي أسعد الخولاني لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعة الحوثي تستغل رمضان لجمع أموال طائلة تصل إلى مئات الملايين بحجة مساعدة السجناء المعسرين في كل منطقة تقع تحت سيطرتها من تجار وفاعلي خير، غير أنها تتلاعب بهذا الملف لتسخيره في مصلحتها».
ويضيف الخولاني أن «جماعة الحوثي لا تعطي أصحاب الحقوق أموالهم، بل تفرج عن الأشخاص التابعين لها الذين لهم سوابق نهب مالي. وبالمقابل، تأخذ الأموال التي تبرع بها فاعلو الخير وتصادرها للمجهود الحربي».
وبحسب تأكيده، فإن أغلب السجناء الموقوفين في سجون الميليشيات يكونون مع حلول رمضان باباً جديداً للحصول على الأموال، باستثناء السجناء السياسيين والحقوقيين والإعلاميين وكل من كان محبوساً بأوامر من قيادات الجماعة، فإنه يحظر الحديث عن الإفراج عنهم أو حتى محاولة ذلك.
ويبين الناشط الحقوقي علي الشرجبي أن الميليشيات الحوثية تتعامل بانتقائية مع المسجونين الذين هم بحاجة إلى معونات لإطلاقهم، ودفع ما عليهم من أموال للغير، خصوصاً أولئك الذين استنفدوا فترة سجنهم القانوني. ويضيف: «الأولوية لدى الجماعة هي إطلاق أتباعها والموالين لها، ويتصدرهم أي شخص ينتمي إلى سلالة زعيم الجماعة، أما البقية من عامة الناس المعسرين، فلا يتم الالتفات إليهم»، بحسب ما قاله المحامي.
ويؤكد الشرجبي أن «الميليشيات الحوثية لا تفرج عن المعسرين كما تدّعي في وسائل إعلامها، ولكنها تفرج عن القتلة وأصحاب السوابق الجنائية للدفع بهم إلى الجبهات». وتشير مصادر محلية في مديرية الطويلة في محافظة المحويت اليمنية الخاضعة للحوثيين (شمال غربي صنعاء)، إلى ممارسة عناصر الجماعة في المديرية كل أنواع الضغط النفسي والتهديد على أولياء الدم أو ذوي الحق من أجل العفو والتنازل عن حقهم المدني في الاقتصاص من السجين، خصوصاً إذا كان من أتباع الجماعة.
وتنشر الميليشيات في العادة خطباء طائفيين في مختلف السجون العامة في صنعاء والمدن المختلفة، للترويج لفكرها الطائفي بين السجناء وتلقينهم الملازم الخمينية التي جاء بها مؤسس الجماعة حسين الحوثي، فضلاً عن خطب زعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.
ويتّهم ناشطون يمنيون الجماعة الحوثية بأنها تستولي على مبالغ الديات في حالة العفو عن القاتل، وتحرم أسرة القتيل من حقها في كثير من الأحوال، كما يتهمون الجماعة بأنها تمارس سياسة الانتقاء في فرز السجناء وإطلاق سراحهم بناء على معايير مناطقية وطائفية.
ويؤكد عضو في النيابة العامة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن «آلية الإفراج عن السجناء تأتي وفق ولاء المساجين وارتباطهم بالجماعة ومدى استفادة الجماعة من قضيته، سواء كان مردوداً مالياً أو إرساله إلى الجبهات بعد إطلاق سراحه».
ويشير عضو النيابة، الذي طلب عدم ذكر اسمه خوفاً على حياته، إلى وجود كثير من السجناء المعسرين الذين أمضوا 3 أرباع المدة في السجن، ومع ذلك لم ينظر في قضاياهم أو يفرج عنهم رغم أن المبالغ التي عليهم بسيطة، بينما نجد حالات يتم إدراج أسمائهم ضمن حالات المعسرين في الوقت الذي لم يمضِ عليهم بضعة أشهر وقضاياهم أحياناً جنائية.
وتروي أم دحان وهي في العقد الخامس من العمر، أنها تحاول إدراج اسم ابنها ضمن كشف المعسرين للإفراج عنه في كل رمضان دون طائل، وتقول: «لقد بعنا كل ما نملك ولم نعد نملك شيئاً. وكل رمضان يعدونني بالإفراج عنه، ولا يتم ذلك».
ويقدر موظفون في داخلية الجماعة وجهازهم القضائي في صنعاء أن «التبرعات التي تجمعها الميليشيات سنوياً لإطلاق السجناء تتجاوز 10 مليارات ريال في كل من رداع وإب وصنعاء وذمار والمحويت وعمران وحجة (الدولار يعادل نحو 550 ريالاً)».
ويقول الموظفون لـ«الشرق الأوسط» إن «الميليشيات تقوم بجباية هذه المبالغ عن طريق التسلم المباشر نقداً من كبار التجار وفاعلي الخير دون سندات تسلم، أو عبر تلقي التبرعات من خلال حسابات شخصية في المصارف الخاضعة لتصرف قيادات الجماعة».
وتبدأ الجماعة بالحملات الإعلانية من قبل حلول رمضان، وتكثّفها مع دخول الشهر الفضيل. وتستهدف الحملات التجار والأعيان وأولياء الدم والدائنين، كما يتم الضغط على الذين لا يتبرعون بسخاء وتصل أحياناً إلى المضايقات والإقفال، كما يجري مع بعض المؤسسات التجارية والأسواق الكبيرة.
ويحكي أحد التجار بصنعاء قصته لـ«الشرق الأوسط» مع الميليشيات الحوثية، قائلاً: «قاضيت مجموعة من التجار يدينون لي بـ200 مليون ريال يمني قبل سنة ولامتناعهم عن التسديد، وحكم عليهم بالسجن. وفوجئت بأن الحوثيين يريدونني أن أتنازل عنها أو أتبرع بها للمجهود الحربي».
ويضيف: «فضلت أن أعفو عن السجناء غرمائي على أن أدفع أي جزء منها للمجهود الحربي الخاص بالجماعة، ومع ذلك أجبرتهم الميليشيات على دفع نحو 10 في المائة من المبلغ المستحق رغم العفو عنهم لمصلحة عناصرها».
ويؤكد ذوو السجناء أن جماعة الحوثي تأخذ من كل سجين مبالغ مالية عند الإفراج في كل سجونها. ويقول أبو قيس، أحد المفرج عنهم، إنه «تم الإفراج عني قبل اكتمال مدة سجني بشهر ونصف الشهر، على أساس أنه تم دفع المديونية التي تم سجني بسبب تعسري في دفعها لصاحبها. وعندما رأيته أخبرني بأن جماعة الحوثيين لم يعطوه أي مبلغ على الإطلاق».
ويؤكد أحد الضباط في سجن ذمار المركزي مفضلاً عدم ذكر اسمه، أن جماعة الحوثي ليس لديها أي معايير قانونية ولا إنسانية في عملية الإفراج عن السجناء المعسرين، كما أنها لا تتقيد بأي قوانين أو لوائح في تعاملها مع السجناء. فقد تفرج عن سجناء عليهم قضايا حرابة، ولا تفرج عن آخرين عليهم قضاياهم حقوقية.
وتجمع الميليشيات الحوثية التبرعات، بحسب قول الضابط، وتتكتم على حجمها ومصادرها، وتشيع بأنها من فاعلي خير أو من هيئة الزكاة التي أنشأتها الجماعة لجباية أموال الخمس. ويتابع: «في بعض الأحيان، عندما يكون صاحب الحق له نفوذ، يتم الضغط عليه وإعطاؤه مبلغاً بسيطاً من دينه والبقية تذهب للمجهود الحربي».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.