غرفة عمليات عراقية للحد من استهداف محصولي القمح والشعير

136 حادث حرق... ومقتل 13 مزارعاً

غرفة عمليات عراقية للحد من استهداف محصولي القمح والشعير
TT

غرفة عمليات عراقية للحد من استهداف محصولي القمح والشعير

غرفة عمليات عراقية للحد من استهداف محصولي القمح والشعير

فيما أعلنت وزارة الزراعة العراقية عن استحداث غرفة عمليات للحد من استهداف محصولي القمح والشعير، كشفت مديرية الدفاع المدني العراقية، أمس، عن إجمالي حوادث الحرق التي طالت حقول المحصولين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقالت المديرية في بيان: إن «حصيلة المحاصيل الزراعية التي أحرقت خلال 18 يوماً الأخيرة بلغت 136 حادثاً، وأن مجموع المساحة المحترقة بلغت 6103 دونمات (الدونم يعادل نحو 2350 متراً)، ومجموع المساحة المنقذة 118406 دونمات».
وفيما كان الحديث يدور عن حوادث حرق للمحاصيل في نحو خمس محافظات (صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك والأنبار)، التي خضعت أجزاء واسعة منها سابقاً إلى سيطرة «داعش»، جاءت إحصائية الدفاع المدني، لتبين أن الحوادث وقعت في أغلب المحافظات العراقية، باستثناء إقليم كردستان.
ويرى الخبير في الشأن الزراعي، حسين هادي، أن «إحصاءات الدفاع المدني الجديدة لم تبدد الشكوك حول طبيعة ما حدث والأسباب التي وقفت وراء حوادث الحرق للمحاصيل الزراعية». ويقول هادي لـ«الشرق الأوسط» إن «بيان الدفاع المدني لم يتطرق لأسباب الحرائق وما إذا كانت متعمدة كما يقول كثيرون، أو أنها كانت نتيجة الإهمال وضعف وسائل مكافحة الحرائق».
كما أن بيان الدفاع المدني، والكلام لهادي «يتناقض مع ما أعلنته وزارة الزراعة ومحافظات أخرى حول مساحات الأراضي التي طالتها الحرائق، فمجلس محافظة صلاح الدين تحدث عن حرق أكثر من 8 آلاف دونم، فيما تحدث الدفاع المدني عن نحو 3 آلاف ونصف الدونم».
ويرى أن «بيان الدفاع المدني أهمل توضيح قضية ما إذا كانت الحرائق نشبت بعد اكتمال عمليات الحصاد أم قبلها».
وتتفاعل منذ أيام، قضية الحرائق التي طالت وتطال آلاف الهكتارات من حقول القمح والشعير تتفاعل بين أوساط الفلاحين العراقيين والمؤسسات الرسمية المعنية بالشأن الزراعي بشكل عام ومنها وزارة الزراعة.
ونظراً لما أعلن عنه تنظيم «داعش» من وقوفه وراء حرق 13 حقلاً، وما تردد عن مقتل نحو 15 فلاحاً نتيجة الحرائق، إلى جانب الشكاوى المتكررة، والمطالبات المستمرة من قبل الفلاحين ونواب في البرلمان وجمعيات فلاحية بوضع حد لتك الحرائق المستمرة وتعويض الفلاحين، أصدرت وزارة الزراعة أول من أمس، بياناً مطولاً تحدثت فيه عن حوادث حرق الحقول.
وفيما لم تذكر وزارة الزراعة أرقاماً عن المساحات المحترقة ولا عن أعداد الضحايا من الفلاحين، إلا أنها اعترفت بخطورة «الأوضاع الهشة» التي ما زالت قائمة في محافظات ديالى، وصلاح الدين ونينوى وكركوك وتسببها بتلك الحوادث.
وكشفت وزارة الزراعة في البيان عن أنها شكلت غرفة عمليات مشتركة مع الجهات الأمنية والدفاع المدني بهدف متابعة تلك الحرائق. وذكرت أن «الوضع الأمني والسلم المجتمعي في تلك المحافظات ما زال هشاً وغير ناضج حتى الساعة مما يوفر بيئة مناسبة لحدوث هذه الجرائم المنظمة»، معتبرة أن «الأسباب التي تقف وراء هذه الحرائق، ومهما كانت طبيعتها، سواء شخصية أو ثأرية أو نتيجة عمليات إهمال أو تعمد، فإنها تدخل ضمن خانة الإرهاب والجريمة المنظمة»، علماً بأن تنظيم «داعش» أعلن في وقت سابق عن إحراقه 13 حقلاً في العراق، تقدر مساحتها بنحو 350 دونماً.
وكان نواب عن محافظات صلاح الدين طالبوا، الأسبوع الماضي، بإعلان المحافظة منكوبة نتيجة عمليات حرق المحاصيل الزراعية، وتعويض المتضررين، فيما أعلن الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية، أول من أمس، عن مقتل 15 فلاحاً في الحرائق التي اندلعت مؤخراً بمحاصيلهم، وهو أمر لم يؤكده بيان الدفاع المدني أو وزارة الزراعة. وقال رئيس الاتحاد حسن نصيف التميمي في بيان: إن «هناك مجازر تحصل في حقول الحنطة والشعير بمحافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين»، معتبراً أن «الحرائق جاءت لخلق أزمة اقتصادية وزعزعة الأمن الغذائي العراقي». ودعا التميمي رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى «التدخل شخصياً لإيقاف هذه الكوارث والتحقيق لمعرفة الجناة وتعويض الفلاحين».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.