علماء مشاركون في {مؤتمر مكة} يشددون على أمن السعودية

انتقدوا معاداة إيران وذراعها الحوثي لمليار مسلم

علماء مشاركون في {مؤتمر مكة} يشددون على أمن السعودية
TT

علماء مشاركون في {مؤتمر مكة} يشددون على أمن السعودية

علماء مشاركون في {مؤتمر مكة} يشددون على أمن السعودية

شدد عدد من العلماء والمفكرين والسياسيين في العالم الإسلامي على أهمية أمن المملكة العربية السعودية التي تضم قبلة الإسلام في مكة المكرمة ومسجد الرسول الكريم في المدينة المنورة، منددين بأي محاولة لإلحاق الضرر بأمن المملكة، مؤكدين خلال حديثهم لـ«الشرق الأوسط» على هامش المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال، الذي تنظمه هذه الأيام في مكة المكرمة رابطة العالم الإسلام، أن أمن المملكة والحرمين الشريفين هو أمن لكافة الدول الإسلامية لوجود الحرمين، وأي اعتداء على المملكة هو خط أحمر، ويعني اعتداءً على بقية الدول الإسلامية. واستنكر المتحدثون الصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون للمرة الثالثة على منطقة مكة المكرمة، وكذلك المحاولات التي سعت لها إيران باستهداف سفن تجارية في مياه الخليج وكذلك بعض مضخات النفط في المملكة، من أجل زعزعة أمن الطاقة التي تعد شرياناً اقتصادياً لعدد من الدول الإسلامية وبالتالي لبقية الاقتصاد العالمي.
وفي البداية، تحدث الشيخ نفيع الله عشيروف المفتي العام في روسيا معلقاً على استهداف الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران لمنطقة مكة المكرمة بإطلاق الصواريخ الباليستية، وقال: «من يمس أرض المملكة العربية السعودية وأرض الحرمين الشريفين بسوء فهو عدو للإسلام والمسلمين، فالسعودية هي مظلة الإسلام في العالم أجمع، ونؤكد أن ملياراً ونصف مليار مسلم يقفون مع السعودية في حربها ضد الإرهاب والإرهابيين بكافة الأشكال، وكافة المسلمين يقفون مع السعودية وقيادتها الرشيدة في أزمتها ضد أعدائها، ويكفي أننا في هذه الأيام نوجد بجوار بيت الله الحرام بدعوة من قادة السعودية لتوحيد صفوف المسلمين وبث روح التسامح والتعايش مع العالم، في وقت يحاول البعض محاولة إلحاق الضرر بالمملكة وقبلة المسلمين مكة المكرمة».
من جهته، قال الدكتور صهيب حسن عبد الغفار الأمين العام لمجلس الشريعة الإسلامية في بريطانيا: «إن محاولات استهداف الميليشيات الحوثية في اليمن لمنطقة مكة المكرمة، وكذلك المحاولات الإيرانية لاستهداف مصادر الطاقة في الخليج والسعودية، هذه المحاولات تنذر بشر كبير، فهل يتوقع أن تستهدف مكة وهي قبلة المسلمين، أو المدينة حيث فيها مسجد الرسول الكريم من أناس يدّعون أنهم مسلمون؟ برأيي أن من يعملون مثل هذا الفعل ليسوا بمسلمين إطلاقاً». وبين الدكتور صهيب أنه ينبذ التصرفات الحوثية المدعومة من إيران، إذ إنه كان ينتظر أن يوجه الحوثيون صواريخهم على الأعداء الحقيقيين وليس إلى مكة المكرمة واستهداف المسلمين الآمنين سواء من أبناء المملكة أو المسلمين الذين يأتون إليها من كافة أصقاع العالم لأداء العمرة وفريضة الحج بشكل سنوي، وما يحدث هو رسالة سلبية خاطئة من قبل الحوثيين وأعوانهم.
وتطرق الأمين العام لمجلس الشريعة الإسلامية في بريطانيا للمحاولات الإيرانية لاستهداف ممرات الطاقة في الخليج واستهداف بعض مضخات النفط في السعودية، مبيناً أن إيران تسعى بذلك للضرر على السعودية بشكل خاص والمسلمين عامة، لأن المملكة تستغل مواردها الاقتصادية في دعم الدول الإسلامية وشعوبها، وكذلك المساعدات الإنسانية في كافة أنحاء العالم، ودورها محوري على المستوى الدولي بشهادة الجميع، وعندما تستهدف إيران مضخات النفط، فهي بالتأكيد تتسبب بالضرر لأطراف. وطالب الشيخ صهيب النظام في طهران بالعودة إلى طريق الصواب وإعادة التفكير فيما يقومون به من أفعال عدائية وإجرامية تجاه السعودية التي تعد قبلة لكل المسلمين بمن فيهم الإيرانيون.
وفي مداخلة بذات الخصوص، قال الشيخ حافظ محمد محمود طاهر الأشرفي رئيس مجلس علماء باكستان، إن من يعتدون على البلاد المقدسة للمسلمين في مكة والمدينة هم أعداء للإسلام، وهذا بالضبط ما يقوم به الحوثيون، ولولا الجهود العظيمة التي يقوم بها الجيش السعودي لربما حدث ما لا يحمد عقباه في الحرمين الشريفين. وأضاف: «أدين بالشكر لأبطال الجيش السعودي الذين يفدون بأرواحهم لحماية مقدسات المسلمين في مكة والمدينة، بتوجيهات حازمة من قبل حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو ما يجعلنا كمسلمين مطمئنين على مقدساتنا الإسلامية في مكة والمدينة». وشدد رئيس مجلس علماء باكستان على أن كل مسلم هو جندي للدفاع عن أمن السعودية والمشاعر المقدسة، ونحن فداء لأرض الحرمين. وتطرق الأشرفي للمحاولات التخريبية الإيرانية في الدول الإسلامية، موضحاً أن النظام الإيراني تعود على التدخل في شؤون الدول الإسلامية من خلال أذرعه فدمرت العراق وسوريا واليمن، كما حاول الاعتداء على مضخات النفط في السعودية، ونحن نقول لهم السعودية تحمي بلاد الحرمين، ونحن لا نريد الحرب كمسلمين ولكننا سنكون أول المدافعين عن أراضيها إذا اخترتم طريق الحرب، وكان من الأولى للنظام الإيراني بدلاً من افتعال الأزمات الاهتمام بالشعب الإيراني وتوفير الغذاء للأطفال والشيوخ وبقية الشعب الإيراني.
وفيما يتعلق بالمؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال الذي تنظمه هذه الأيام في مكة المكرمة رابطة العالم الإسلام، عبر عدد من العلماء والمفكرين والسياسيين في الدول الإسلامية عن امتنانهم بالتجمع الكبير، وقال مفتي طرابلس وشمال لبنان الدكتور مالك الشعار إن المؤتمر يمثل وقفة هادئة واعية وهادفة أمام مستقبل الإسلام والمسلمين في العالم، مبيناً أن كل المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين بهتاناً، يأتي المؤتمر بموقفه الهادف والمعمق والمؤصل يرد على الهجمة الشرسة التي يريدون لصقها بالعالم الإسلامي.
وأفاد شعار بأن الكلمات التي قيلت في المؤتمر تصلح بأن تكون منهجاً دراسياً لمدة عام كامل، يتأمل المفكرون والعلماء والعقلاء مضامينها أن رسالة الإسلام تحمل الحب والخير والتسامح والرحمة واستيعاب الآخرين، مؤكداً أن القرآن الكريم خاطب الآخر، وأقر بوجوده وأسس القاصد المشترك في العيش مع الآخر.
وأوضح أن المؤتمر يريد أن يقول إن الإسلام يسع في مقاصده العالم كله، ولذلك كان خاتمة الرسالات، مؤكداً أن القيادة السعودية في مملكة الخير قامت بجهد كبير في لم شتات المسلمين في هذه المظاهرة العلمية التي دعي لها العالم.
بدوره، أشار مفتي البوسنة والهرسك السابق مصطفى إبراهيم إلى أهمية أن يوحد المسلمون صفوفهم، مبيناً: «إننا جئنا لتأييد السعودية في محاولاتها الرامية إلى لحمة الصف وتوطيد العلاقات ونشر الوسطية والاعتدال»، مؤكداً أهمية وثيقة مكة الاستراتيجية التي تكمن في كونها تأتي في وقت حساس يمر به العالم الإسلامي لنقول «إننا مبشرون ولسنا منفرين».
وأفاد إبراهيم: «إننا لا نتحارب بل نتسالم ولا نضر الآخر بل نتصالح فيما بيننا، فهي رسالة للأمة الإسلامية»، مفيداً «أهمية الاعتصام بحبل الله جميعاً ووحدة الصف في مهد الإسلام والنبوة»، داعياً إلى «أهمية توحيد الصف في الخليج والعالم العربي».
من جهته، ذكر وزير إيطالي لشؤون الشرق الأوسط في البرلمان العالمي للأمن والسلام ورئيس رابطة مسلمي أوروبا ألفريدو مايليزي، أن اجتماع المؤسسات والمنظمات والعلماء في هذا الشهر الكريم عد ظاهرة عالمية تشكر عليها السعودية لأنها استطاعت وباقتدار أن تجمع الجموع على المحبة والتقدير.
وأوضح مايليزي أن هذه المظاهرة تقدم رسائل مباشرة إلى العالم أجمع حول سماحة الإسلام وأهمية المسلمين البالغة في بناء المجتمعات المتحضرة في أوروبا وبقية العالم، مبيناً أن المسلمين أمامهم تحديات كبيرة لرسم علاقتهم مع أنفسهم أولاً، ومن ثم رسم علاقتهم مع غير المسلمين في ظل هذه التحديات التي تعصف بالعالم الإسلامي.
وأفاد الوزير الإيطالي بأن وثيقة مكة هي امتداد لرؤية السعودية لواقع المسلمين المعاصر، وينبغي أن تتمخض معها معاهدات رسمية نحو وحدة المسلمين ورص صفوفهم، مؤكداً أن هذا الأمر يقودنا لأن نتحد ضد المهددات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط من جهة، وأوروبا من جهة أخرى.
في سياق متصل، أوضح مستشار وزير الدفاع البرتغالي عمران محمد أن المؤتمر يجعل العالم أجمع ينظر للمسلمين على أنهم متحدون ويكسبهم احترام العالم، مفيداً بأنه ينبغي الوضع في عين الاعتبار أهمية المكان والزمان ودورهما في نبذ الخلافات والخروج للعالم بخطاب موحد يتفقون فيه على كل شيء.



السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
TT

السعودية تؤكد أهمية تضافر الجهود لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي

نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)
نائب وزير الخارجية السعودي خلال إلقائه كلمة في المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» المنعقد في العاصمة لشبونة (واس)

جددت السعودية، الثلاثاء، دعوتها لتكثيف التعاون بين الحكومات والمجتمع المدني والمؤسسات الثقافية والتربوية لترسيخ قيم التعاون والتعايش السلمي في الأجيال القادمة، لضمان مستقبل أفضل يتسم بالتنوع والموائمة، وذلك خلال المؤتمر العاشر لـ«تحالف الحضارات» الذي عُقد في العاصمة البرتغالية لشبونة.

ونيابةً عن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، شارك المهندس وليد الخريجي نائب وزير الخارجية في المؤتمر، مؤكداً في كلمة له على ما يشهده الوقت الحاضر من تحديات عالمية كبيرة تتطلب تضافر الجهود وتعزيز قيم التعاون والتعايش السلمي، مشيراً إلى أن تحالف الحضارات ليس مجرد منصة حوار، بل هو رسالة سامية تهدف لتعزيز فهم أعمق بين الشعوب والثقافات، وإيجاد جسور للتواصل تمكننا من تجاوز الخلافات وتعزيز الفهم المشترك.

المهندس وليد الخريجي أكد في مؤتمر «تحالف الحضارات» إيمان السعودية الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء (واس)

وأشار إلى أن مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تؤكد أن «رؤية المملكة 2030» لا تقتصر على تقليل اعتماد المملكة على النفط وتحقيق النمو الاقتصادي فقط، بل هي مشروع ثقافي وطني يسعى لبناء قيم الاعتدال والانفتاح على الحضارات والثقافات الأخرى.

وبيّن نائب وزير الخارجية أن «رؤية المملكة 2030»، منظومة شاملة تُعنى بإرساء أسس التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، وتعزيز دورها في دعم السلام العالمي ومحاربة التطرف ونشر التعايش السلمي بين مختلف الشعوب، ويأتي ذلك ضمن التزامها ببناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وهو ما يعزز دورها الإيجابي في المجتمع الدولي ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى ما قدمته السعودية من تجارب وطنية عبر العديد من المبادرات التي أسهمت في إنشاء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز اعتدال لمكافحة الفكر المتطرف كنموذجٍ لتعزيز التسامح والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع، بما يعكس إيمان المملكة الراسخ بأن التنوع مصدر قوة وثراء، مؤكداً في الوقت نفسه استمرار المملكة في دعم التحالف سياسياً ومالياً، معرباً عن ترحيب السعودية باستضافة الدورة الـ11 من مؤتمر تحالف الحضارات في العام المقبل 2025.

نائب وزير الخارجية السعودي خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة البرتغالية لشبونة (واس)

ولاحقاً، التقى المهندس وليد الخريجي، سيرغي فيرشينين نائب وزير خارجية روسيا، وخوسيه خوليو غوميز نائب وزير خارجية الدومينيكان (كل على حدة) على هامش المؤتمر، وجرى خلال اللقاءين استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الدولية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.