مقتل 9 حوثيين بينهم قيادي خلال عملية للجيش الوطني في تعز

القوات الحكومية تتقدم في الضالع والبيضاء... ورفض مجتمعي واسع للقتال مع الانقلابيين

TT

مقتل 9 حوثيين بينهم قيادي خلال عملية للجيش الوطني في تعز

لليوم الرابع على التوالي، تتواصل العملية العسكرية التي أطلقتها قوات الجيش الوطني لاستكمال تطهير تعز من الميليشيات الحوثية الإرهابية، التي تحاصر المدينة منذ أربعة أعوام. وأكد مصدر عسكري تابع لـ«اللواء 17 مشاة» في تعز، سقوط قائد ميداني للميليشيات يدعى أبو رداد، في المعارك التي شهدتها الجبهة الغربية لتعز أول من أمس، عقب هجوم شنته قوات الجيش الوطني وحققت فيه تقدماً. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»، إن «أبو رداد قتل مع 8 من عناصر الميليشيات الحوثية، إثر قصف مدفعي شنته قوات الجيش، واستهدفت سيارتهم التي كانت تقلهم من منطقة غراب، غرباً، بمحاذاة شارع الخمسين». وأضاف أن مدفعية الجيش استهدفت أيضاً سيارة خاصة بفريق التوجيه المعنوي، وطقم إمداد للميليشيات، في شارع الخمسين.
وتزامن ذلك مع ازدياد حدة المعارك في جبهات الضالع بجنوب اليمن والبيضاء بوسط البلاد. وأكد مصدر عسكري أن «قوات الجيش الوطني تمكنت مساء الأحد من السيطرة على عدد من المواقع في مديرية قعطبة، شمال الضالع، أبرزها منطقة شخب، غرباً». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقدم جاء بعد ساعات من معارك عنيفة، وشن الجيش هجوماً على مواقع الانقلابيين، ما أدى إلى تحرير المنطقة وتأمينها، ونصب نقاط عسكرية تابعة للجيش الوطني». ولفت إلى أن «المنطقة تحتل أهمية استراتيجية، كونها تمثل حماية وتأميناً لمدينة قعطبة المحررة، وبوابة لعدد من المناطق التي يتقدم الجيش الوطني نحوها لتحريرها، أبرزها بيت الشوكي والفاخر، غرب مدينة قعطبة». ونقل الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر.نت» عن النقيب إياد الجعدي، قوله إن «قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة الشعبية استعادت مواقع قرحة، وقهوش، والتبة الحمراء، وتبة الخزان، ونقطة الدرجة، ومناطق القفلة، وشخب، ودار السيد، شمال منطقة حجر غرب وشمالي وغرب مديرية قعطبة». وأكد أن «الجيش الوطني يواصل تقدمه في مناطق هجار وسليم والفاخر بمنطقة العود»، وأن «كثيراً من عناصر ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم وجرح آخرون خلال المواجهات، كما تمكنت قوات الجيش من استعادة آليات تابعة للميليشيات». وأعلن الجيش مقتل 4 مسلحين تابعين للميليشيات، بينهم قيادي بارز، السبت، برصاص قيادي حوثي آخر في مديرية الحشاء، غرب الضالع.
وفي البيضاء، أحرزت قوات الجيش الوطني تقدماً جديداً في مديرية الزاهر، بعد معارك عنيفة خاضتها مع الميليشيات. وبحسب مصدر عسكري، سيطرت القوات الحكومية خلال الساعات الماضية على مواقع كانت تتمركز فيها ميليشيات الانقلاب، في تبتي الحمراء والقناصين ومواقع أخرى في جبل الأريل، الواقع بين منطقتي السوادنة وقربة في آل حميقان بمديرية الزاهر. وأكد أن المعارك أسفرت عن سقوط عدد من مسلحي الميليشيات بين قتيل وجريح وأسر أحدهم، إضافة إلى تدمير عدد من المعدات القتالية التابعة للميليشيات.
إلى ذلك، شنت ميليشيات الانقلاب حملة ملاحقات واعتقالات جديدة في صفوف المواطنين في مدينة زبيد الأثرية، جنوب مدينة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، وذلك في ظل استمرارها في التصعيد العسكري وخرقها للهدنة الأممية.
وأفادت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» بأن «ميليشيات الحوثي تواصل الدفع بتعزيزات إلى عدد من المناطق في الحديدة، بما فيها حيس والتحيتا وباجل والمراوعة، بالإضافة إلى عمليات التجنيد الإجبارية التي تفرضها على المشايخ المؤيدين لها، وكذلك على مشرفيها الذين زرعتهم في القرى والمدن»، كما تقوم «بإرسال الموظفين الحكوميين في الحديدة إلى العاصمة صنعاء لإخضاعهم لدورات عقائدية».
وأكدت «ألوية العمالقة»، في جبهة الساحل الغربي، عبر مركزها الإعلامي، أن «ميليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، شنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين بمديرية زبيد، لرفضهم القتال في صفوف الميليشيات». وتقابل الميليشيات الحوثية الرفض المجتمعي لحملات التجنيد الإجباري للقتال في صفوفها، بإطلاق تهديدات للمواطنين، والزج بمن يرفضون الرضوخ لتهديداتها في سجونها.
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم قوات «ألوية العمالقة» مأمون المهجمي، أن «ميليشيات الحوثي تصعد عسكرياً منذ بدء سريان الهدنة الأممية في الحديدة، وتقوم بحشد قوات عسكرية ضخمة، واستقدام المقاتلين، وتعزيز مواقعها في مختلف المناطق والمحاور بمحافظة الحديدة». وأضاف - وفقاً لما نقل عنه «مركز إعلام العمالقة»: «رصدنا في الأيام القليلة الماضية دفع الميليشيات بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى الخطوط الأمامية في محاور الحديدة، وتم رصد تعزيزات حوثية كبيرة تقدمت نحو محور الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، جنوباً، وتوزعت على محاور الجبلية المختلفة، ونصبت أسلحة ثقيلة في المواقع الشرقية والشمالية لمنطقة الجبلية، وقوات أخرى توجهت نحو محاور حيس والتحيتا والدريهمي». وتابع بأن «الميليشيات الحوثية أرسلت أيضاً تعزيزات عسكرية كبيرة إلى أطراف مديرية حيس، قادمة من محافظة إب المجاورة لها، ومدججة بأسلحة مختلفة، وتمركزت في المناطق الشمالية والشرقية والجنوبية لمدينة حيس».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.