بعد النمل وأوراق الصّمغ... فطريات تستكشف الذهب

صورة ملونة لفطريات «فيوزاريوم أوكسيسبورام» المطلية بالذهب
صورة ملونة لفطريات «فيوزاريوم أوكسيسبورام» المطلية بالذهب
TT

بعد النمل وأوراق الصّمغ... فطريات تستكشف الذهب

صورة ملونة لفطريات «فيوزاريوم أوكسيسبورام» المطلية بالذهب
صورة ملونة لفطريات «فيوزاريوم أوكسيسبورام» المطلية بالذهب

اكتشف باحثون من وكالة العلوم الوطنية الأسترالية «CSIRO» ما يشبه الخيوط الذهبية على أحد أنواع الفطريات، وهو ما دعاهم إلى ترشيح تلك الفطريات لتكون بمثابة دليل على وجود رواسب ذهبية جديدة.
وخلال الدراسة، التي نُشرت نتائجها في العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن» هذا الأسبوع، وجد الباحثون أنّ فطريات «فيوزاريوم أوكسيسبورام»، يمكن أن تؤكسد جزيئات صغيرة من الذّهب وترسبها على خيوطها، بما يعطي مؤشراً على وجود رواسب من الذّهب تحت السّطح في المكان الذي توجد فيه.
وتلعب الفطريات بشكل عام دوراً في إعادة تدوير المواد العضوية مثل الأوراق واللحاء، كما تعمل على أكسدة الكثير من المعادن مثل الألمنيوم والحديد والمنغنيز والكالسيوم، لتترسب نسب من هذه المعادن على خيوطها، ولكن كان الذّهب عصياً على هذه العملية إلى أن تم اكتشاف قدرة فطريات «فيوزاريوم أوكسيسبورام» على ذلك، كما أكد د. تسينغ بوهو، المؤلف الرئيس للدراسة في بيان نشره الموقع الإلكتروني لوكالة العلوم الوطنية الأسترالية في 24 مايو (أيار) الجاري.
ويقول بوهو: «المعروف أنّ الذّهب غير نشط كيمياوياً إلى درجة جعلتنا نرى أنّ خيوطه التي ظهرت على الفطريات غير عادية ومثيرة للدّهشة على حد سواء، ولكن في النهاية كان لا بد من تصديق ما رأيناه».
والفطريات التي اكتُشفت علاقتها بالذهب مؤخراً ليست هي الوسيلة الوحيدة التي تُوظّف في هذا الاتجاه، إذ سبق لفريق وكالة العلوم الوطنية الأسترالية اكتشاف الدور الذي يلعبه النّمل الأبيض وأوراق الصّمغ في هذا الصّدد.
وخلال دراسة نُشرت في دورية «بلس وان» عام 2012، وجد باحثو الوكالة تركيزات عالية من الذّهب في جحور النّمل الأبيض في أحد مواقع الاختبار في مناجم ذهب في أستراليا، واكتشفوا أنّ هذه التركيزات من الذّهب كانت مؤشراً لوجود تركيزات أكبر تحتها، كما كشفت دراسة أخرى نشرتها دورية «نيتشر كومينيكيشن» في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2013 أنّ أشجار «الأوكالبتوس» في منطقة كالغورلي بغرب أستراليا، التي يسميها الأستراليون شجرة الصّمغ، لأنّ ثمارها تنتج صمغاً لزجاً، تسحب جزيئات الذّهب من الأرض عبر نظام الجذور الخاص بها وترسبها في أوراقها وفروعها، ومن ثمّ فإنّ البحث عن أوراق الصّمغ الحاملة للذهب يوفّر طريقة فعّالة من حيث التكلفة وأكثر ملاءمة للبيئة لتحديد رواسب الذّهب تحت السّطح.
ويقول د. رافي أناند، كبير الباحثين في وكالة العلوم الوطنية الأسترالية، وأحد المشاركين بالدراسة في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عبر البريد الإلكتروني: إنّ «هذه الأدوات، يمكن أن تكون وسائل مساعدة للصّناعة لاستهداف المناطق المحتمل وجود الذّهب فيها بطريقة أكثر فعالية وأقل من حيث تكلفة الحفر».
ويضيف: «يمكننا استهداف العثور على هذه الفطريات في التربة لتكون أداة استكشاف تتعلّق بوجود رواسب الذّهب، وعندما نتأكّد من ذلك ستتمكّن شركات التعدين من استخدامها كأداة استكشاف، وهو ما سيدرّ فوائد محتملة للاقتصاد الأسترالي تصل إلى مليارات الدّولارات».
وتعدّ أستراليا ثاني أكبر منتج للذّهب في العالم، وبينما بلغ إنتاجه أعلى مستوياته في عام 2018، تشير التقديرات المتوقعة إلى أنّ الإنتاج سينخفض في المستقبل القريب ما لم يجرِ العثور على رواسب جديدة له.


مقالات ذات صلة

الهند تخفض تقديرات واردات الذهب بـ5 مليارات دولار في نوفمبر

الاقتصاد عرض قلادة ذهبية في صالة للمجوهرات بمناسبة «أكشايا تريتيا» في كولكاتا - الهند (رويترز)

الهند تخفض تقديرات واردات الذهب بـ5 مليارات دولار في نوفمبر

أظهرت بيانات حكومية، الأربعاء، أن الهند قد خفضت تقديراتها لواردات الذهب في نوفمبر (تشرين الثاني) بشكل غير مسبوق بمقدار خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (مومباي )
الاقتصاد نماذج ذهبية لآلهة الهندوس في جناح المجوهرات خلال النسخة السابعة عشرة من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

ارتفاع عوائد السندات الأميركية والدولار يخفّض أسعار الذهب

انخفضت أسعار الذهب تحت ضغط ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية وصعود الدولار، بعد أن أشارت بيانات إلى أن «الاحتياطي الفيدرالي» قد يبطئ وتيرة خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد قطع شطرنج ذهبية معروضة في كشك المجوهرات خلال النسخة الـ17 من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب المتعاملين لما ستكون عليه خطط الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي المنتخب التي ستكون أقل حدة من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في خزائن الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

استقرار الذهب مع ترقب المستثمرين لبيانات أميركية

استقرت أسعار الذهب يوم الاثنين مع ترقب المستثمرين سلسلة من البيانات الاقتصادية الأميركية المقرر صدورهاً هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بائع يعرض أساور ذهبية لزبون في صالة عرض مجوهرات في مومباي بالهند (رويترز)

بعد مكاسب قياسية... هل يكسر الذهب حاجز الـ3000 دولار في 2025؟

شهد الذهب عاماً استثنائياً من المكاسب خلال 2024، متفوّقاً على توقعات الأسواق ومحافظاً على مكانته بصفته ملاذاً آمناً للمستثمرين، ويسير على المسار نفسه في 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».