مسؤولون في إدارة أوباما: المالكي بدأ يصغي لنصائحنا

أشاروا إلى استعداد رئيس الوزراء العراقي لمد يده إلى السنة

مسؤولون في إدارة أوباما:  المالكي بدأ يصغي لنصائحنا
TT

مسؤولون في إدارة أوباما: المالكي بدأ يصغي لنصائحنا

مسؤولون في إدارة أوباما:  المالكي بدأ يصغي لنصائحنا

بعد سنوات من تجاهله نصيحة الولايات المتحدة بتعزيز تواصله مع الأقلية السنية في العراق والقبول بزيادة المساعدات الأميركية في مواجهة الإرهاب، يبدو أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد أصبح مستعدا للاستماع للنصائح، حسبما يقول مسؤولون كبار في إدارة الرئيس باراك أوباما.
ويقول مسؤول كبير، واصفا مستوى جديدا من التعاون في أعقاب سنوات العبث التي تلت انسحاب القوات الأميركية من العراق في عام 2011، إنه «كان يجب علينا أن نبدأ من الصفر حتى يتسنى لنا إقامة علاقات أمنية حقيقية على أساس قوي». ويشير المسؤول إلى أن العراقيين «لم يعتقدوا حقا أنهم سيستعيدون سيادتهم على أرضهم.. بالتالي، كان عليهم أن يختبروا ذلك بأنفسهم، ليكتشفوا أنهم بالفعل في حاجة إلى المساعدة».
لكن كبار نواب الكونغرس من الحزب الجمهوري، بالإضافة إلى بعض الديمقراطيين والخبراء في الشأن العراقي، يقولون إن المشكلة لم تكن في أن المالكي لا يريد أن يسمع، بل في أن الرئيس أوباما لم يكن يتحدث بصوت عال بما يكفي لجذب انتباه رئيس الوزراء العراقي.
ويقول منتقدو المالكي إن غياب الجيش الأميركي عن المشهد في العراق، بالإضافة إلى انحسار الاهتمام السياسي الذي كان من المتوقع أن يصاحب وجود قوات أميركية هناك، سمح له بممارسة التمييز ضد العراقيين السنة، مما هيأ بيئة مناسبة للتمرد والثورة ضده.
وخلال خطاب تميز بلهجة انتقاد شديدة ألقاه الخميس الماضي في مجلس الشيوخ، قال السيناتور الجمهوري جون ماكين، النائب عن ولاية أريزونا، «إنني أوجه اللوم إلى رئيس الوزراء المالكي. لكننا لم نكن هناك حتى نضغط عليه (ليتراجع عن سياساته)». أما السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، النائب عن ولاية ساوث كارولاينا، فيقول إنه لو كانت القوات الأميركية بقيت في العراق «كانت النتائج ستكون مختلفة تماما عن الوضع الحالي».
نهاية الأسبوع الماضي، هنأ جاي كارني، المتحدث الرسمي للبيت الأبيض، المالكي على «المضي قدما في التواصل مع الزعماء المحليين والقبليين والوطنيين العراقيين، بما في ذلك السنة والأكراد»، وتوجيه دعوة رسمية لزعماء القبائل من السنة للوقوف بجانبه خلال معركته ضد تنظيم القاعدة. وأشار كارني، وقد بدت عليه علامات الرضا، إلى أن مجلس وزراء المالكي قرر أن يوفر الإعانات الحكومية للقوات القبلية لتعويض من قُتل أو جُرح خلال القتال، بالإضافة إلى الإسراع في توصيل المساعدات الإنسانية إلى تجمعات السنة الأخرى.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، سافر بريت ماكورك، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، إلى العراق للقاء المالكي.
وصرح مسؤول الإدارة الأميركية بأنه لا يعرف ما إذا كان المجهود الإصلاحي الذي يبذله المالكي كافيا و«ما إذا كان يستطيع تدعيم ذلك المجهود أم لا». ويضيف ذلك المسؤول أن المالكي «يحتاج إلى إقناع السنة بالوقوف إلى جانبه ضد المتطرفين. وهذا يتطلب التواصل معهم لإيجاد حلول بشأن شكاواهم السياسية المشروعة، وليس فقط التوافق على قبول مزيد من الدعم الأميركي في مواجهة الإرهاب».
وفي ربيع العام الماضي، طالبت إدارة أوباما الكونغرس بالموافقة على بيع طائرات هجومية متطورة من نوع أباتشي للعراقيين. لكن النائب الديمقراطي روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، الذي أعاق التصويت على صفقة الطائرات في الكونغرس، قال إن أوباما بدأ أخيرا في الأسابيع القليلة الماضية في الإجابة عن الأسئلة التي جرى طرحها منذ مدة حول كيفية مراقبة الطائرات والتأكد من أنه لن يجري استخدامها ضد المدنيين السنة، وما الذي سيفعله العراقيون لوقف شحنات الأسلحة الإيرانية التي تمر عبر مجالهم الجوي إلى حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
يقول آدم شارون، المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، «تسعى الإدارة حاليا لمعالجة المخاوف التي جرى طرحها في شهر يوليو (تموز)، وهو ما كان يتطلب توفير إجابات واضحة بشأن تلك المخاوف قبل المضي قدما في تلك الصفقة. وسيكون السيناتور روبرت مينينديز، رئيس اللجنة مستعدا للموافقة على تلك الصفقة بشرط أن يجري معالجة تلك المخاوف بالشكل الكافي».
ويقول الكثير من الخبراء العراقيين وبعض المسؤولين إن انتخابات 2010 البرلمانية المثيرة للجدل كانت هي شرارة البداية والسبب الرئيس وراء الانسداد السياسي الحالي في العراق وفشل توقيع الاتفاقية الأمنية، بالإضافة إلى الأزمة الحالية.
وخلال انتخابات 2010، استطاعت مجموعة من الأحزاب السياسية المدعومة من السنة هزيمة التحالف الشيعي الذي كان يقوده المالكي. غير أنه وبعد الفشل في التوسط لعقد اتفاقية يجري بموجبها اقتسام السلطة في البلاد، التي كانت تترنح من أثر الحرب الطائفية التي وصلت إلى ذروتها في عام 2007، اختار المسؤولون الأميركيون دعم طلب المالكي للبقاء في السلطة.
وتقول إيما سكاي، الخبيرة في سياسيات الشرق الأوسط بجامعة ييل، إن ذلك ربما يكون هو الخطأ الرئيس الذي ارتكبته واشنطن خلال السنوات الأخيرة من الحرب في العراق.
ويضيف المسؤول الكبير في إدارة الرئيس أوباما، الذي كان مشتركا عن قرب في جهود التفاوض الجارية في ذلك الوقت، أنه «لم يكن هناك مفر خلال تلك المرحلة من تاريخ العراق من أن أياد علاوي»، زعيم كتلة السنة، «كان على وشك أن يُسمح له بتشكيل حكومة أغلبية». ويشير المسؤول إلى أن المالكي قام بعدة تحركات سياسية خاطفة هيأت له تشكيل تحالف أكبر في البرلمان، واستطاع بذلك الاحتفاظ بمنصبه كرئيس للوزراء، «ولم نمانع في ذلك». ويضيف المسؤول «دفعنا (الشيعة) إلى اجتزاء مساحة (في السلطة) للسنة»، وقد نجح ذلك لبعض الوقت. غير أنه تكرر حدوث بعض الأزمات، لكن النظام السياسي لم ينهر بالكامل. ويصر مسؤولو الإدارة على أن مشاركتهم في العراق كانت مستمرة طوال السنوات الماضية، وتضمنت مكالمات المتواصلة وزيارات في قبل نائب الرئيس جو بايدن وكبار المساعدين. واختتم المسؤول الكبير حديثه قائلا «عندما زار المالكي واشنطن في أكتوبر (تشرين الأول)، لم يستطع أوباما أن يكون أكثر وضوحا لحثه على مد يده إلى السنة».
* خدمة: «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»



تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.

عاجل ضربة جوية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت وتصاعد دخان من المنطقة