ماجد علي: أعشق كتب الطبخ... والعَجن يعدل مزاجي

صاحب أفضل مدونة لعام 2018

كيك العسل
كيك العسل
TT

ماجد علي: أعشق كتب الطبخ... والعَجن يعدل مزاجي

كيك العسل
كيك العسل

يحب الطهي في وضح النهار مكتفياً بأشعة الشمس المتسللة من النافذة؛ دون الحاجة إلى إضاءة المطبخ الذي لا تسمع فيه إلا صوتاً خافتاً لموسيقى كلاسيكية؛ في حين يتناثر بياض الطحين تاركاً توقيعاً جميلاً في فوضويته على مريول خباز إماراتي هاوٍ اسمه ماجد علي؛ منحت مجلة Saveurmag الأميركية مدونته لقب أفضل مدونة في المخبوزات والحلويات لعام 2018.
في مدونته The cinnaman تستمتع بالنظر إلى غرّيبة الليمون بالهيل والفستق فتناديك لتناولها مع الشاي وقت العصر؛ وقد تغريك فاكهة صيفية مثل البرقوق، كما أغرت ماجد لتحضير كعكة؛ ولن يكون مرورك عابراً بـكريم كراميل الموز بالهيل؛ ولو أنك تعلم مكانة الموز عند خبّازه!
يبدأ حديثه مع «الشرق الأوسط» قائلاً: «نكهة هذه الفاكهة ارتبطت دائماً بطفولتي، إلا أن موهبتي بدأت بالبزوغ عندما تذوقت قطعة من خبز الموز، فعقدت العزم على تحضيره حتى أستعيد شيئاً من ذلك الزمن الجميل، ومن ثم أخذ حبي للمخبوزات في التدفق، حدث ذلك قبل 10 سنوات، ولم تكن هناك مدارس كثيرة متخصصة بالطبخ وعلى درجة عالية من الاحتراف؛ لذا لجأت إلى التعلم الذاتي بمشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت والبحث في كتب الطبخ». ‎ما قبل عشرة أعوام لم يظهر لديه أي شغفٍ بالطبخ؛ إلا أنه كان في طفولته يحب الطعام كثيراً إلى درجة أن والديه وبخّاه مراراً؛ يبتسم ماجد وهو يلقي نظرة إلى تلك الأيام، ثم يقول: «كانت قائمتي المفضلة طويلة جداً تبدأ بكعكة البرتقال وكعكة مقلوبة الأناناس المُكَرمل؛ ويبدو أن الولع بالأكل كان مرحلة تمهيدية لوقوعي في حب الطبخ لاحقاً».
الطفولة مُلهمته الأولى؛ فتجربته مثلاً مع «خبز الملوح اليمني» استند فيه إلى ما تحمله ذاكراته عن أيام المدرسة الابتدائية عندما كان زميله اليمني يُحضر معه هذا الخبز برفقة العسل والحبة السوداء، فسُحِر ماجد برائحته. بعبارة أخرى، ذلك الإلهام البريء منبعٌ كريم يستنجد به في الكثير من وصفاته. عاشقٌ هو لكتب الطبخ... وقارئ نَهم لبطونها، ولا سيما المكتوبة باللغة الإنجليزية التي تزخر بالمعلومات القيّمة؛ منطلقاً منها نحو التطبيق وتجربة وصفات مختلفة أوصلته إلى ما هو عليه اليوم. ومما يلفت الانتباه أنه ينسب كل معلومة جديدة يتعلمها إلى أصحابها مع الإشادة بهم؛ كواحدة من الوصفات التي ذكر أنه أخذها من «العبقرية» - حسب وصفه - ستيلا باركس؛ وأخرى للخبازة مانويلا.
«إلى أين تُحلّق بك روح الخباز؟»، انبعث نورٌ من ابتسامة ماجد عندما رد على سؤالي: «إلى عالم آخر بعيد عن الواقع المؤلم الذي نعيشه؛ عندما أكون منزعجاً أو حزيناً أسارع إلى الخبز للترويح عن نفسي». وبلهجته الخليجية يضيف: «ما في أحلى من الخَبز والعَجن بعد يوم طويل؛ شَي يعدل المزاج، وبالأخّص يوم تطلع ناجحة».

إشباعٌ للروح أيضاً
يُعرّف ماجد علي عن نفسه بعبارة واحدة: «أعمل موظفاً حكومياً، وأشارك في عقد دورات وورش عمل تختص بالخبز».
ولعل أكبر إنجازٍ حققه بخوضه هذا الغمار؛ يتلخص في قوله: «أصبحت أعرف ما أريد، وأُقدّر ما أفعله، وأدرك قيمة نفسي؛ أيضاً لم أعد أجامل وأرضي الناس مثلما كنت». يستجمع ما تيسر له من كلمات تعبّر عن كُنه الجَمال الذي يلتصق بين أنامله: «ثمة شعور ساحر عندما أمزج المكونات مع بعضها بعضاً ثم أصبّها في قالب أو ما شابه ثم تكون النتيجة مختلفة تماماً عما بدأت به».
يستخدم ماجد مكونات في الحلويات من النادر استخدامها مثل إضافته الرُطب إلى الكوكيز؛ ويكنّ حباً كبيراً لفطيرة الفراولة الباردة مع الكركديه والورد؛ واصفاً إياها: «اجتهدت في أن أضفى عليها نكهة منعشة تحمل روح الشرق، وعلى أي حال أنا لا أهتم لشكل الفراولة، وإنما أشم رائحتها فإذا ما كان شذاها قوياً تكون بالجودة المطلوبة؛ وإن وجدتها بلا رائحة أعرف أنها بلا طعم».
ومن المثير للاهتمام أن يُقبل شاب إماراتي على هواية من هذا القبيل؛ لتكون أنيس أوقاته بعد الانتهاء من موعد وظيفته، سألته عن مدى احترام المجتمع الخليجي اختياراً من هذا النوع؛ فقال: «تعودنا على فكرة أن الطهي عالم المرأة، في حين أن غالبية المطاعم والمخابز يعمل بها طهاة رجال، وبطبيعة الحال فإن العائلة العربية التقليدية ترى أن مهنة الطبخ غير لائقة؛ ولا سيما أن العادات والتقاليد تحكم اختياراتنا كثيراً مما جعلني أواجه صعوبة في الاستمرار؛ إلى أن أطلقتُ مدونتي فكانت صوتي الوحيد للتعبير عن شغفي بهذه المهنة من خبز وكتابة وتصوير؛ في محاولة مني لتشجيع الهواة على صقل مهاراتهم». مُدونته مفعمة بالحياة يشرح فيها الخطوات بالتفصيل مرفقة بفيديوهات توضيحية؛ أنشأها قبل أربع سنوات باللغتين العربية والإنجليزية رابطاً فيها بين قصة أو موقف ما من حياته الشخصية وبين وصفاته.
ويظهر طابعه الشخصي في لقطاته لصور أطباقه دون أن يتقيد بأسلوب معين في التصوير، تماماً مثل صورة لفائف الكرواسون التي يعتز بها. يتطرق إلى التحديات التي وقفت في وجهه؛ مؤكداً أن ضيق الوقت كان أكبر معضلة؛ إلا أنه أجاد تنظيمه بشكل يسمح له بإدارة مدونته؛ مضيفاً: «أثناء مشاهدة برنامج مفضل أو الجلوس مع الأصدقاء أقتطع وقتاً للكتابة وتجربة الوصفات».
ويُعد ماجد محظوظاً بحكم نشأته في الإمارات العربية المتحدة التي تشهد انفتاحاً على الثقافات العربية والأوروبية الحديثة؛ مما يوسع من رقعة تبادل التجارب في الطعام، تبعاً له. وبحسب رأيه، فإن الوطن العربي ما زالت معرفته محدودة بالمدونات حتى أنه يتلقى الكثير من الأسئلة عن ماهية المدونة، موضحاً: «نحن في حاجة إلى الاهتمام أكثر بمدونات الطعام من أجل تثقيف الناس وتوعيتهم بالطبخ؛ هناك معتقدات خاطئة عن الطهي، أبرزها أن الغاية منه إسكات الجوع؛ بينما في حقيقة الأمر أنه يُشبع الجسد والروح على حد سواء».
ويذكر أن ما يميّز مُدَونة عن غيرها «صدق وشغف صاحبها بما يقوم به وأسلوبه المتفرّد»، معبرّاً عن إعجابه بالقائمين على مدونات الطعام في الغرب بالقول: «أحب مثابرتهم في تطوير أنفسهم وإيجابياتهم؛ فالفشل لا يفتّ في عزيمتهم، وهذا بحد ذاته مبهر».

الطَحينة والتمر...
هذه الهواية جعلت ماجد يُعامل نفسه وعائلته بحميمية يفصح عنها: «في كل عيد ميلاد لي أبتكر كعكة جديدة وأهديها لنفسي؛ كما أني أحب تحضير المخبوزات المفضلة عند والدي، ولا سيما تلك التي تتكون من قمح كامل أو زيت زيتون وشوفان، وفي صباحات بعض الجُمع أنهض باكراً لأجل تحضير فطور شهي يتكون من خبز دبس التمر بالريحان والشوفان وإلى جانبه العسل والزبد؛ على أن تكون العجينة جاهزة من الليلة السابقة حتى تأخذ وقتها في الاختمار».
وينساب كلامه عن الأجواء المبهجة؛ متابعاً: «عندما نجتمع على مائدة العائلة يكون لطَبقي رونقه الخاص؛ وأستمتع بمراقبة وجوه أفراد الأسرة عند تناول أول لقمة». «خبز البريوش والبيتزا» يبعثان فيه الدفء والحنان، ونجاحه في مخبوز جديد يجعله يرفرف فرحاً. تتسارع خفقات قلبه كلما شقَّت عليه وصفة، وقد يتوقف الفؤاد عن النبض إذا رأى ما لا يبشر بالخير أثناء الخَبز، في حين يضرب ماجد أطراف أصابعه بجبينه لو اكتشف أنه أدخل الوصفة إلى الفرن دون أن يشعله بعد مرور ساعة من الزمن، أو إذا أضاف ملح الليمون بدلاً من السكر عند عمل العجين، وأمام أي موقف حرج يتذكر ما نصحه به أحد المتمرسين يوماً؛ كانت نصيحة من ثلاثة أجزاء: «إذا لم تخطئ لن تتعلم، لا تقارن نفسك بأحد؛ وكن صادقاً فيما تقدم».
شكّلت الرحلات فرصة رائعة لاستكشافه لوائح الطعام؛ ويقول في ذلك: «سافرت إلى دول عدة، وفي أميركا على وجه الخصوص لمست تقديراً عالياً لمكونات الطعام؛ فشعبها يمتلك حساً مرهفاً في التذوق؛ كما لاحظت أن المطاعم تتبادل الاحترام فلا تقلّد بعضها في الأطباق». ومرة بعد أخرى تزداد شجاعة الخباز الشاب في وضع لمسته الشخصية على بعض الأطباق بعد أن أصبحت لديه خبرة جيدة بالنكهات والقوام؛ ولأن المطبخ الشرقي يأسره ومن دون منازع لتعدد نكهاته، كما يقول، فإن بعض المكونات تستحوذ على أطعمته مثل الطحينة والعسل والتمر وزيت الزيتون، مبيناً: «من الوصفات التي حازت على استحسان متابعي بسكويت دبس التمر المملح، وفطيرة الخوخ باللوز مع العسل والزعفران، ودعيني أخبرك عن (الأخيرة)؛ فعندما تلمح عيني فاكهة الدرّاق لا يهدا لي بال إلى أن أراها فطيرة يُحكى عنها». «ما مشروعك القادم؟»... يقول ماجد في ختام المقابلة الممتعة: «لفترة طويلة عملت جاهداً على شحذ مهاراتي في التصوير والطبخات والتدوين؛ سيكون جميلاً أن يُقُدّر الله لي إصدار كتاب عن المخبوزات».



«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
TT

«أبو حصيرة» من غزة إلى القاهرة

توابل  فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)
توابل فلسطينية تعزز مذاق الأسماك (الشرق الأوسط)

من غزة إلى القاهرة انتقل مطعم «أبو حصيرة» الفلسطيني حاملاً معه لمساته في الطهي المعتمد على التتبيلة الخاصة، وتنوع أطباقه التي تبدأ من زبدية الجمبري والكاليماري إلى الفسيخ بطريقة مختلفة.

وتعتبر سلسلة المطاعم التي تحمل اسم عائلته «أبو حصيرة» والمنتشرة بمحاذاة شاطئ غزة هي الأقدم في الأراضي الفلسطينية، لكن بسبب ظروف الحرب اتجه بعض أفراد العائلة إلى مصر؛ لتأسيس مطعم يحمل الاسم العريق نفسه، وينقل أطباق السمك الحارة المميزة إلى فضاء جديد هو مدينة القاهرة، وفق أحمد فرحان أحد مؤسسي المطعم.

«صينية السمك من البحر إلى المائدة»، عنوان إحدى الأكلات التي يقدمها المطعم، وهي مكونة من سمك الـ«دنيس» في الفرن بالخضراوات مثل البقدونس والبندورة والبصل والثوم والتوابل، وإلى جانب هذه الصينية تضم لائحة الطعام أطباق أسماك ومقبلات منوعة، تعتمد على وصفات قديمة وتقليدية من المطبخ الفلسطيني. وتهتم بالنكهة وطريقة التقديم على السواء، مع إضفاء بعض السمات العصرية والإضافات التي تناسب الزبون المصري والعربي عموماً؛ حيث بات المطعم وجهة لمحبي الأكلات البحرية على الطريقة الفلسطينية.

على رأس قائمة أطباقه السمك المشوي بتتبيلة خاصة، وزبدية الجمبري بصوص البندورة والتوابل وحبات القريدس، وزبدية الجمبري المضاف إليها الكاليماري، والسمك المقلي بدقة الفلفل الأخضر أو الأحمر مع الثوم والكمون والليمون، وفيليه كريمة مع الجبن، وستيك، وجمبري بصوص الليمون والثوم، وجمبري بالكريمة، وصيادية السمك بالأرز والبصل والتوابل.

فضلاً عن قائمة طواجن السمك المطهو في الفخار، يقدم المطعم قائمة متنوعة من شوربات السي فود ومنها شوربة فواكه البحر، وشوربة الكريمة.

يصف محمد منير أبو حصيرة، مدير المطعم، مذاق الطعام الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «هو أذكى نكهة يمكن أن تستمتع بها، ومن لم يتناول هذا الطعام فقد فاته الكثير؛ فالمطبخ الفلسطيني هو أحد المطابخ الشرقية الغنية في منطقة بلاد الشام، وقد أدى التنوع الحضاري على مر التاريخ إلى إثراء نكهته وطرق طبخه وتقديمه».

أطباق سي فود متنوعة يقدمها أبو حصيرة مع لمسات تناسب الذوق المصري (الشرق الأوسط)

وأضاف أبو حصيرة: «وفي مجال المأكولات البحرية يبرز اسم عائلتنا التي تتميز بباع طويل ومميز في عالم الأسماك. إننا نتوارثه على مر العصور، منذ بداية القرن الماضي، ونصون تراثنا الغذائي ونعتبر ذلك جزءاً من رسالتنا».

«تُعد طرق طهي الأسماك على الطريقة الغزاوية خصوصاً حالة متفردة؛ لأنها تعتمد على المذاق الحار المميز، وخلطات من التوابل، والاحتفاء بالطحينة، مثل استخدامها عند القلي، إضافة إلى جودة المكونات؛ حيث اعتدنا على استخدام الأسماك الطازجة من البحر المتوسط المعروفة»، وفق أبو حصيرة.

وتحدث عن أنهم يأتون بالتوابل من الأردن «لأنها من أهم ما يميز طعامنا؛ لخلطتها وتركيبتها المختلفة، وقوتها التي تعزز مذاق أطباقنا».

صينية أسماك غزوية يقدمها أبو حصيرة في مصر (الشرق الأوسط)

لاقت أطباق المطعم ترحيباً كبيراً من جانب المصريين، وساعد على ذلك أنهم يتمتعون بذائقة طعام عالية، ويقدرون الوصفات الجيدة، والأسماك الطازجة، «فنحن نوفر لهم طاولة أسماك يختارون منها ما يريدون أثناء دخول المطعم».

ولا يقل أهمية عن ذلك أنهم يحبون تجربة المذاقات الجديدة، ومن أكثر الأطباق التي يفضلونها زبدية الجمبري والكاليماري، ولكنهم يفضلونها بالسمسم أو الكاجو، أو خليط المكسرات، وليس الصنوبر كما اعتادت عائلة أبو حصيرة تقديمها في مطاعمها في غزة.

كما انجذب المصريون إلى طواجن السي فود التي يعشقونها، بالإضافة إلى السردين على الطريقة الفلسطينية، والمفاجأة ولعهم بالخبز الفلسطيني الذي نقدمه، والمختلف عن خبز الردة المنتشر في مصر، حسب أبو حصيرة، وقال: «يتميز خبزنا بأنه سميك ومشبع، وأصبح بعض الزبائن يطلبون إرساله إلى منازلهم بمفرده أحياناً لتناوله مع وجبات منزلية من فرط تعلقهم به، ونلبي لهم طلبهم حسب مدير المطعم».

تحتل المقبلات مكانة كبيرة في المطبخ الفلسطيني، وهي من الأطباق المفضلة لدى عشاقه؛ ولذلك حرص المطعم على تقديمها لزبائنه، مثل السلطة بالبندورة المفرومة والبصل والفلفل الأخضر الحار وعين جرادة (بذور الشبت) والليمون، وسلطة الخضراوات بالطحينة، وبقدونسية بضمة بقدونس والليمون والثوم والطحينة وزيت الزيتون.

ويتوقع أبو حصيرة أن يغير الفسيخ الذي سيقدمونه مفهوم المتذوق المصري، ويقول: «طريقة الفسيخ الفلسطيني وتحضيره وتقديمه تختلف عن أي نوع آخر منه؛ حيث يتم نقعه في الماء، ثم يتبل بالدقة والتوابل، ومن ثم قليه في الزيت على النار».

لا يحتل المطعم مساحة ضخمة كتلك التي اعتادت عائلة «أبو حصيرة» أن تتميز بها مطاعمها، لكن سيتحقق ذلك قريباً، حسب مدير المطعم الذي قال: «نخطط لإقامة مطعم آخر كبير، في مكان حيوي بالقاهرة، مثل التجمع الخامس، أو الشيخ زايد».