القارئ عبد الفتاح الطاروطي: أنتظر متعة «قرآن الفجر» في رمضان

قال لـ «الشرق الأوسط» إن التلاوة متعة كبيرة ينتظرها من عام لعام

عبد الفتاح الطاروطي
عبد الفتاح الطاروطي
TT

القارئ عبد الفتاح الطاروطي: أنتظر متعة «قرآن الفجر» في رمضان

عبد الفتاح الطاروطي
عبد الفتاح الطاروطي

ودّع طالب المرحلة الإعدادية عبد الفتاح الطاروطي، أسرته الريفية بقلب محافظة الشرقية بالدلتا المصرية، خلال شهر رمضان، وتوجه إلى مدينة الإسماعيلية «الهادئة» التي تطل على المجرى الملاحي لقناة السويس، ليقضي بها أياماً ممتعة، بصحبة محبي القرآن الكريم، بين المساجد وساحات الضيافة، بعدما اجتذب صوته العذب كثيراً من سكان المدينة الجميلة، وبات مطلوباً لتجويد القرآن في السهرات الرمضانية... تمر بضع سنوات، ويذيع صيت هذا الطالب في أنحاء الدلتا وعواصم المحافظات، قبل أن يصبح مطلوباً لقراءة وتجويد القرآن في العواصم والمدن العالمية الكبرى، ويكون أحد أبرز قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربي حالياً.
يقول الشيخ عبد الفتاح الطاروطي في حواره لـ«الشرق الأوسط»: «رمضان بالنسبة لي، شهر المتعة والروحانيات التي أنتظرها من العام للعام، منذ أن كنت صغيراً، حيث نشأت في قرية طاروط، التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وأتممت حفظ القرآن الكريم، وعمري 8 سنوات، وكنت الابن الأكبر، لأسرة بسيطة، وكان والدي من حفظة كتاب الله، وأمي سيدة ريفية بسيطة. كما أكرم الله أشقائي كذلك بحفظ القرآن؛ وهما الشيخ محمد الطاروطي قارئ الإذاعة والتلفزيون، وعبد الله الطاروطي إمام وخطيب وقارئ، والدكتورة عزة طبيبة أسنان، وهناء مديرة مدرسة، كما أن جميع أبنائي من حفظة القرآن الكريم أيضاً».
وأضاف: «مرت سنوات قليلة حتى سافرت إلى مدينة سان فرانسيسكو الأميركية في نهاية تسعينات القرن الماضي، ثم إسبانيا، وباكستان، وتركيا، والسعودية ودول إسلامية وعربية أخرى، وكنت سعيداً جداً بردود الأفعال الإيجابية التي كنت أتلقاها خلال أسفاري ورحلاتي».
وعن تلاوته قرآن الفجر عبر البث المباشر على التلفزيون المصري، بالمساجد العتيقة خلال شهر رمضان، يقول: «متعة كبيرة أنتظرها من العام للعام، لأن جميع المساجد والبيوت المصرية تستمع إلى هذه القراءة انتظاراً لصلاة الفجر». ولفت قائلاً: «أشعر بروحانيات عالية جداً خلال هذه التلاوة التي تشهدها الملائكة، وخلال رحلة عودتي إلى قريتي بالشرقية أتلقى اتصالات كثيرة تثني على حسن التلاوة، والصوت الجيد، حتى أصل إلى البيت».
يتابع الطاروطي الحاصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة الإسلامية من باكستان عام 2003 قائلاً: «بعض المتابعين يقولون لي: ما سر الخشوع الذي تتمتع به خلال تلاوة قرآن الفجر في شهر رمضان، وفي معظم الأمسيات الدينية؟ ورددت عليهم أن سر ذلك يكمن في دراستي الأزهرية التي اطلعت خلالها على علوم التفسير والتوحيد وكل علوم الشريعة الإسلامية، فمن لم يتذوق حلاوة القرآن ويعرف معانيه لن يقدر على توصيله بشكل جيد إلى الناس، فخلال تلاوتي القرآن لا أنشغل بحسن الصوت وجماله، بقدر التعمق في فهم القرآن، وتدبر أسباب نزول الآيات، وما تحمله من معانٍ».
وأشار الطاروطي المولود في عام 1965 إلى واقعة استثنائية حدثت معه منذ 15 سنة عندما كان يقرأ القرآن في مدينة أبو حماد بمحافظة الشرقية، قائلاً: «كنت أقرأ قوله تعالى (يوم تُبدَل الأرض غير الأرض والسماوات، وبرزوا لله الواحد القهّار)، ثم ظللت أبكي بشكل متواصل لمدة 5 دقائق، وكأني أرى يوم القيامة ومشهد الحشر أمامي، وكان يوماً روحانياً استثنائياً جداً، حاولت العودة إلى مثل هذه الروحانيات مرة أخرى، لكني لم أستطع».
وعن القراء المصريين الكبار الذين تعلم منهم الطاروطي، فقال: «هم كثيرون ويصعب حصرهم في اسم واحد، أو اثنين، لكن أبرزهم الشيخ الكبير مصطفى إسماعيل، والشيخ راغب غلوش، والشيخ الشحات أنور، والشيخ محمد شبيب، والشيخ محمد الليثي، وغيرهم من أصحاب المدرسة المليئة بفنون القراءة والتجويد، فهم كانوا يمتلكون إمكانات فنية ونغمية عالية جداً».
وطالب الطاروطي القراء الشبان بالابتعاد عن الكبر والغرور عند تحقيق الشهرة، حتى لا تزول نعمة حفظ القرآن والصوت الجيد الذي منحنا الله إياه، فقد تجد رجلاً حافظاً للقرآن بشكل محكم جداً لا يضاهيه أحد، لكن صوته ليس جميلاً، فما بالك بحافظ القرآن الذي أنعم الله عليه بالصوت الحسن، لذلك فأنا أكره المتكبرين، وأشعر بالانكسار طوال الوقت لله سبحانه وتعالى».
وعن تقييمه للمقرئين المصريين الجدد ومستقبل تجويد القرآن في مصر، قال: «مصر مليئة بالمواهب والأصوات الرائعة التي تحتاج فقط إلى ضبط إيقاع التلاوة بما يتناسب مع هيبة القرآن ووقاره، فبعض القراء الشبان يظنون أن كثرة الصياح وارتفاع الصوت يختصر الطريق نحو الشهرة، لذلك قمت بافتتاح معهد (طاروط لإعداد قراء القرآن الكريم والمبتهلين)، للتدريب على آداب وأخلاق قراءة القرآن، بواسطة الجهود الذاتية تحت إشراف وزارة الأوقاف المصرية، والمعهد عبارة عن مبنى تعليمي ملحق به سكن للمغتربين، تحت إشراف طبي من أطباء أذن وحنجرة».
واختتم حديثه قائلاً: «التلاوة ليست مهنة إنما رسالة، لذلك لا ينبغي أن يتخذ بعض القراء تلاوة القرآن وسيلة لكسب المال فقط، وعليهم أن يزكوا عن صوتهم الجميل حتى تدوم النعمة



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.