البنتاغون يدرس إرسال تعزيزات إلى المنطقة ... وترمب يستبعد الحاجة اليها

بومبيو: تهديدات إيران حقيقية والخطط تستهدف التأكد من أن لدينا كل الإمكانات للرد

صورة نشرها الأسطول الأميركي الخامس من  حاملة طائرات إبراهام لينكولن و سفينة كيرسارج الهجومية الأسبوع الماضي
صورة نشرها الأسطول الأميركي الخامس من حاملة طائرات إبراهام لينكولن و سفينة كيرسارج الهجومية الأسبوع الماضي
TT

البنتاغون يدرس إرسال تعزيزات إلى المنطقة ... وترمب يستبعد الحاجة اليها

صورة نشرها الأسطول الأميركي الخامس من  حاملة طائرات إبراهام لينكولن و سفينة كيرسارج الهجومية الأسبوع الماضي
صورة نشرها الأسطول الأميركي الخامس من حاملة طائرات إبراهام لينكولن و سفينة كيرسارج الهجومية الأسبوع الماضي

وضع البنتاغون، أمس، خطة على طاولة جمعت الرئيس دونالد ترمب ومجلس الأمن القومي الأميركي، تقضي بإرسال آلاف الجنود إلى منطقة الشرق الأوسط، في ظل استمرار التوترات مع إيران بهدف تعزيز القوات الأميركية.
وقال مسؤولون في البنتاغون إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي حول الخطة المقترحة، وما إذا كان البيت الأبيض سيوافق على إرسال جميع القوات أو جزء منها فقط، طبقاً لوكالة «أسوشيتدبرس». لكن ترمب شكك في تصريحات لاحقاً بالحاجة الى تعزيزات مع تمسكه بردع ايران.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في تصريحات لشبكة «فوكس نيوز» أمس: «إن الرئيس ترمب يريد التأكد من أن لدينا جميع الموارد اللازمة للرد، في حال قررت إيران مهاجمة الأميركيين أو المصالح الأميركية، سواء الجنود أو البحارة أو الطيارين، أو جنود المارينز الذين يخدمون في المنطقة، أو الدبلوماسيين في العراق أو في أي مكان آخر».
وشدد بومبيو على أن تهديدات إيران حقيقية وموثوقة، في إشارة إلى طلب إرسال آلاف الجنود إلى المنطقة، لافتاً إلى أن «الرئيس الأميركي يتابع كل يوم الوضع الدقيق للقوات الأميركية»، وأضاف: «نقوم بتقييم المخاطر، والتأكد من أننا نحصل على المعلومات الصحيحة».
ودافع بومبيو عن فاعلية العقوبات الأميركية على إيران، بقوله إن «للعقوبات إثراً واضحاً ومقصوداً، وقد فرضنا قيوداً على قدرة إيران على تصدير الإرهاب، وتقلصت قدرتها على توسيع شبكاتها الإرهابية، وجنود (حزب الله) لم يعودوا يتلقون رواتبهم من إيران، كما كان في السابق».
وأكد بومبيو لقناة «فوكس نيوز» أن «إيران على مدي 40 عاماً، مارست تصدير الرعب، والرئيس ترمب مصمم على تغيير مسار ذلك النظام».
وتأتي الخطة بعد طلب من القيادة المركزية الأميركية للحصول على تلك التعزيزات. وتباينت الأنباء والتسريبات حول قوام القوة الأميركية، حيث أشارت تقارير إلى 5 آلاف جندي، بينما ذكرت تقارير أخرى 10 آلاف جندي.
وعن عدد الجنود الأميركيين قال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان: «ليس صحيحا رقم عشرة آلاف وليس خمسة آلاف، هذا ليس دقيقا. ما يمكنني قوله هو أنني على اتصال دائم مع الجنرال ماكنزي».
وتتزامن تلك التحركات والخطط مع إعلان المسؤولين الأميركيين عن اعتقادهم أن إيران ووكلاءها مسؤولة عن الهجمات الأخيرة في الخليج، ونتائج أولية للتحقيقات تشير إلى دور إيران في الهجمات ضد سفن الشحن الأربع في ميناء الفجيرة بالإمارات، وضد البنية التحتية النفطية في السعودية.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، الكوماندر ريبيكا ريباريش، رداً على أسئلة من «الشرق الأوسط»، إن وزارة الدفاع لن تقوم بمناقشة خططها العسكرية والعمليات التي تقوم بها في ظل أزمة سياسية مفتوحة طويلة الأمد.
وأضافت المتحدثة أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الحرب مع إيران، وذكرت بتصريحات وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان «الذي قال إن ردنا كان بمثابة مقياس لإرادتنا وتصميمنا على حماية شعبنا ومصالحنا في المنطقة». كما رفضت تقييم رد الفعل الإيراني، وتصريحات قادتها الذين أكدوا أن إيران لن تفاوض في ظل الضغوط العسكرية، قائلة إن هذا الأمر يعود للإيرانيين أنفسهم.
وفي رد على رسالة إلكترونية مع هيئة الأركان الأميركية المشتركة، رفض الكولونيل باتريك رايدر الإفصاح عن تفاصيل الخطط الأميركية، مكتفياً بالقول إن هيئة الأركان بشكل عام لا تناقش العمليات العسكرية أو الخطط المستقبلية المحتملة.
وأوضحت مصادر عسكرية أنه لا يوجد تهديدات جديدة من قبل إيران استدعت توفير المزيد من الجنود والمعدات العسكرية، وأكدت أن القوات المقترحة ستكون قوات دفاعية، وأن الخطة تشمل إرسال منصات صواريخ باترويت إضافية، ومزيد من السفن والغواصات وصواريخ كروز وتوما هوك، ومزيد من العتاد العسكري لتعزيز جهود مراقبة إيران.
وكان باتريك شاناهان قد صرح، الثلاثاء، بأن تركيز البنتاغون في المرحلة الحالية هو منع إيران من سلوك سوء التقدير.
وتظهر بيانات وزارة الدفاع (منشورة نهاية مارس) أنه يوجد نحو 30 ألف جندي أميركي في مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، معظمهم في أفغانستان (14 ألف جندي) والعراق (خمسة آلاف جندي) وسوريا (نحو 3 آلاف جندي) وتركيا (1600 جندي)، إضافة إلى القاعدة البحرية في البحرين، والقواعد الأميركية في عموم منطقة الخليج.
وفي شأن متصل، انتقد بومبيو في حوار مع «فوكس نيوز» سياسات إدارة أوباما السابقة في تعاملها مع إيران، وألقي عليها باللوم في زيادة قدرة إيران على توجيه التهديدات الإرهابية، وقال: «اتخذت الإدارة السابقة مساراً مختلفاً، ومنحت إيران مئات المليارات من الدولارات، بما عزز من قدرة فريق الإرهاب الإيراني الذي نشهده اليوم. الرئيس ترمب اتخذ مساراً مختلفاً تماماً، ونحن مصممون على وقف برنامجهم النووي، ووقف حصولهم على أسلحة نووية، وأيضاً منعهم من بناء برنامجهم الصاروخي، وتوجيه حملات إرهابية».
وأضاف بومبيو أن «الإيرانيين قتلوا 600 جندي أميركي، وفجروا سفارة، خلال تاريخ طويل من الإرهاب الإيراني الذي سبق جهود فرض العقوبات الأميركية عليها، والأمر لا يتعلق فقط بالعقوبات، بل بطبيعة هذا النظام الثيوقراطي في طهران، ونحن مصممون على مواجهته».
واتهم بومبيو بشكل صريح مسؤولي إدارة أوباما بمساندة إيران، وتقديم النصح لهم، مشيراً إلى تفاخر ديان فاينشتاين، عضو لجنة الاستخبارات، بعلاقتها مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وتقديم وزير الخارجية الأسبق جون كيري النصائح للنظام الإيراني بالانتظار أربع سنوات حتى رحيل إدارة ترمب».
وقال بومبيو: «نعم، لقد كنت في ميونيخ. وهناك، رأيت ليس فقط جون كيري، وإنما أيضا وندي شرمان وأرنست مونيز، وكل العصابة التي وضعت تلك الصفقة الرهيبة؛ كانوا هناك وقابلوا القيادة الإيرانية، ولا أستطيع قول التفاصيل الدقيقة لما قالوه».
وهاجم بومبيو مدير الاستخبارات الأميركية السابق جون برينان الذي قدم الثلاثاء مع وندي شرمان إفادة للمشرعين الديمقراطيين حول إيران، في وقت متزامن مع إفادة بومبيو وشاناهان ودانفورد لأعضاء مجلس الشيوخ، وقال: «هذا هو الرجل الذي أدار وكالة الاستخبارات المركزية في الوقت الذي نما فيه هذه النظام الإرهابي».
وفي نبرة حاسمة، شدد بومبيو على أن كل أميركي عليه أن يدعم سياسة أميركا الخارجية، وخاطب مسؤولي الإدارة السابقة: «لقد حان الوقت لترك المسرح».
أما المبعوث الأميركي الخاص لملف إيران، برايان هوك، فقال لقناة «الحرة» إن التهديدات الإيرانية التي أدت إلى حالة الاستنفار التي أعلنتها الولايات المتحدة في المنطقة لم تختفِ بعد.
وقال هوك إن إسراع واشنطن لإرسال قواتها إلى الخليج «ساعد على ردع الهجمات التي كانت تخطط لها إيران»، مؤكداً أن البنتاغون سيعلن عن أي تطورات جديدة إذا حصلت، وأن واشنطن «لا تريد عملاً عسكرياً في المنطقة، ولطالما ركزت على العمل الدبلوماسي والضغوط بأنواعها المختلفة من دون العمل العسكري من أجل ردع إيران».
وأضاف هوك أن التحقيق بالهجمات التي جرت الأسبوع الماضي على ناقلات نفط وأنابيب نقل نفط في الإمارات والسعودية لا يزال جارياً من قبل الدول الثلاث المعنية، وبينها النرويج.
ونفى هوك وجود خلافات بين أعضاء الكونغرس وإدارة الرئيس ترمب. ووصف الادعاءات بأن هناك اعتراضات من بعض الأعضاء على ما تقوم به الإدارة بـ«السخيفة».
ولفت هوك إلى أن ما نقوم به هو أمر محض دفاعي، وكنا نرد بشكل دبلوماسي، متهماً إيران برفع حدة التهديدات، وقال في هذا الصدد: «أرسلنا رسالة واضحة بأن أي اعتداء علينا سيقابل برد عنيف».
وقال هوك إن ترمب «يتطلع إلى حصول صفقة بديلة مع إيران، لأن الصفقة السابقة أتت على حساب الأمن والاستقرار في المنطقة، والرئيس ينتظر الاتصال الهاتفي».


مقالات ذات صلة

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

الخليج ناصر بوريطة مستقبلاً جاسم البديوي في الرباط (مجلس التعاون)

اجتماع خليجي - مغربي لتعزيز الشراكة مارس المقبل

وجّهت أمانة «مجلس التعاون» دعوة إلى وزير الخارجية المغربي لحضور اجتماع مع نظرائه الخليجيين يوم 6 مارس (آذار) 2025 في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الخليج وزراء الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي بعد اجتماعهم في الكويت (كونا)

وزراء الخارجية لتوحيد الموقف الخليجي من القضايا الإقليمية والدولية في «قمة الكويت»

بحث وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، اليوم (الخميس)، التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية.

ميرزا الخويلدي (الرياض)
رياضة سعودية إيكامبي نجم الاتفاق الكاميروني يحتفل بأحد هدفيه في مرمى العربي (الشرق الأوسط)

«أبطال الخليج»: الاتفاق يضرب العربي بثنائية ويواصل انطلاقته المثالية

واصل الاتفاق السعودي انطلاقته المثالية في المجموعة الثانية من مرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال الخليج لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الخليج في أكبر عملية سحب للجنسية في يوم... اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية قررت اليوم سحب وفقد الجنسية الكويتية من 1535 حالة تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء (كونا)

رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة

قررت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، اليوم، سحب وفقد الجنسية من 1535 حالة، تمهيداً لعرضها على مجلس الوزراء.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.