مصر: تثبيت عمود مرنبتاح ببهو المتحف الكبير

أنهت وزارة الآثار المصرية تثبيت عمود مرنبتاح في البهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، بجوار تمثال والده الملك رمسيس الثاني، بعد انتهاء أعمال الترميم والتنظيف الدقيق للمتحف، وكشفت الوزارة عن ملامح مشروع ميدان المسلة المعلقة في مدخل المتحف.
ونظمت وزارة الآثار حفل إفطار، مساء الأربعاء، بالبهو العظيم بالمتحف المصري الكبير لعرض العمود بعد الانتهاء من تثبيته، وقال اللواء عاطف مفتاح، المشرف العام على المتحف الكبير والمنطقة المحيطة به، في مؤتمر صحافي عقب مأدبة الإفطار، إن «ترميم ونصب عمود مرنبتاح تم بأيادٍ مصرية، ليستقر العمود في مكانه النهائي بالبهو العظيم بالمتحف المصري الكبير، بعد الانتهاء من التنظيف الميكانيكي، والتنظيف الرطب، وتثبيت وتقوية القشور الضعيفة الموجودة بالعمود».
بدوره أكد الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن «عملية الترميم ونصب العمود تمت على أعلى مستوى، واتبع الفريق المسؤول عنها الطرق العلمية»، مشيراً إلى أنه «تم تثبيت العمود بالقاعدة المخصصة له بأمان، ودون أي إضرار بالأثر».
واستقر عمود مرنبتاح المصنوع من الجرانيت الأحمر، في البهو العظيم خلف تمثال والده رمسيس الثاني، ورغم أن ارتفاع العمود يزيد على 5 أمتار، ووزنه 10 أطنان، فإنه بدا صغيراً مقارنةً بتمثال رمسيس الثاني الضخم، وحجم البهو العظيم للمتحف.
وتم اكتشاف العمود في مارس (آذار) عام 1970 في أثناء التنقيب عن معابد مدينة «أون» الأثرية بمنطقة عرب الحصن بالمطرية، وفي عام 2006 نُقل العمود إلى قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، حيث تم ترميمه، ثم نُقل نهاية العام الماضي إلى المتحف المصري الكبير.
وأعلن المشرف العام على المتحف الكبير، عن «بدء إعداد التصميمات والرسومات الهندسية لأول ميدان مسلة معلقة في العالم»، وقال مفتاح، وهو صاحب فكرة عمل ميدان مسلة معلقة أمام المتحف الكبير، إنه «سيتم الإعلان قريباً عن التصميمات الهندسية للميدان، الذي سيكون في مدخل المتحف المصري الكبير، ليصبح أول شيء يراه زائر المتحف هو المسلة المعلقة»، مشيراً إلى أن «الميدان سيقام على مساحة 7 أفدنة، وسط ساحة مساحتها 28 ألف متر مربع».
وسيتم وضع مسلة للملك رمسيس الثاني في ميدان المسلة المعلقة، تم نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بالشرقية قبل نحو 6 أشهر، وقال وزيري إن «ملوك الفراعنة كانوا يخشون على مسلاتهم من السرقة، لذلك كانوا يضعون الخرطوش الملكي أسفل قاعدة المسلة، وهو ما يجعل من المستحيل رؤيته، وسيتيح ميدان المسلة المعلقة للزائر للمرة الأولى رؤية خرطوش رمسيس الثاني أسفل المسلة عبر الزجاج».
ويجري العمل حالياً على قدم وساق للانتهاء من مشروع المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه العام المقبل، وقال مفتاح إن «الأعمال الهندسية والإنشائية في المتحف ستنتهي في 30 يونيو (حزيران) 2020»، لكنه لم يحدد تاريخ افتتاح المتحف. وأضاف أن «تكلفة إنشاء المتحف كانت تقدر بنحو 1.6 مليار دولار، واستطعنا توفير 770 مليون دولار من التكلفة التقديرية، والتي رغم ارتفاعها لا تقارن بتكلفة إنشاء متاحف أخرى في العالم أصغر حجماً».
وحول خطة العمل في المنطقة المحيطة بالمتحف قال مفتاح إن «مساحة المتحف 118 فداناً، ويبلغ حجم المنشآت به 170 ألف متر مربع، ويوجد بجواره ناد تابع للقوات المسلحة المصرية على مساحة 117 فداناً، تم الاتفاق على نقله إلى مكان آخر، إضافة إلى قطعة أرض أخرى مساحتها نحو 50 فداناً، وتتصل قطع الأراضي الثلاث معاً حول الأهرامات لتشكل منطقة سياحية أثرية وترفيهية، تضم مناطق تجارية وفنادق، حيث سيغير المتحف خريطة العالم السياحية في القاهرة».
وأوضح أن «السائح كان يزور القاهرة ليلة أو ليلتين، ووفقاً للدراسات فمن الممكن أن تتضاعف هذه الليالي بعد افتتاح المتحف، لتصل إلى 5 ليالٍ سياحية»، مشيراً إلى أنه «نتيجة لذلك تم إنشاء مجموعة من الطرق لتخفيف العبء حول المتحف، تم الانتهاء من 90% منها»، مشيراً إلى أنه «سيتم تكليف شركة متخصصة بإدارة وتشغيل خدمات المتحف».
وحول عمليات ترميم ونقل القطع الأثرية إلى المتحف المصري الكبير قال الدكتور الطيب عباس، مدير المتحف المصري الكبير، إن «عملية نقل القطع الأثرية إلى المتحف مستمرة طوال الوقت، ويومياً تدخل قطع جديدة لمخازن المتحف، وانتهينا من سيناريو العرض المتحفي للمرحلة الأولى، ونعمل على المرحلة الثانية والتي تشمل الدرج العظيم، و3 قاعات».