باسم مغنية: أي شخصية أجسدها يجب أن تحمل بصمة للأجيال الجديدة

«أسود» يكرّسه نجم الموسم الرمضاني الحالي عبر شاشة «إل بي سي آي»

باسم مغنية في مسلسل «أسود» يلفت المشاهد بأدائه المحترف
باسم مغنية في مسلسل «أسود» يلفت المشاهد بأدائه المحترف
TT

باسم مغنية: أي شخصية أجسدها يجب أن تحمل بصمة للأجيال الجديدة

باسم مغنية في مسلسل «أسود» يلفت المشاهد بأدائه المحترف
باسم مغنية في مسلسل «أسود» يلفت المشاهد بأدائه المحترف

قال الممثل اللبناني باسم مغنية بأنه سعيد بردود فعل الناس على مسلسل «أسود» الذي يلعب بطولته إلى جانب ورد الخال وعدد من الممثلين المحليين. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع بات يناديني بـ«أسود» فأينما ذهبت ألمس أجواء إيجابية عن دوري هذا الذي كتبته الرائعة كلوديا مرشيليان وأخرجه الرائد سمير حبشي، خصوصا أني بقيت أحضر له حتى اللحظة الأخيرة». ويضيف مغنية الذي يتوّجه هذا العمل نجم رمضان على شاشة «إل بي سي آي» اللبنانية: «إن أي دور أنوي تجسيده يحملني مسؤولية كبيرة. فأحاول من خلاله ترك بصمة تعلّم في أذهان الناس وللأجيال المقبلة».
وباسم مغنية الذي يؤدي دور «أسود» الذي عانى في صغره مما ولّد لديه عقدا نفسية كثيرة، ترجمها بمستوى أداء تمثيلي لافت، سبق وحقق نجاحات كثيرة في مواسم رمضانية ماضية بعد أن حصدت أعماله أكبر نسب مشاهدة. وهو يعد أحد أبرز الممثلين الذين يندرجون على لائحة «فتى الشاشة اللبنانية» بشهادة كثيرين ومن بينهم الممثل المخضرم عبد المجيد مجذوب الذي صرّح في إحدى إطلالاته الإعلامية بأنه يلفته بأدائه التمثيلي المميز.
وعن شخصيته الجديدة «أسود» يقول باسم مغنية: «هي شخصية أضافت لي الكثير على صعيد مشواري التمثيلي خصوصا أني أخذت عهدا على نفسي بأن لا أقدّم إلا أدوارا تترك أثرها على المشاهد. ولقد حضّرت للشخصية بشكل مكثف حتى أن فكرة تميز «أسود» بشعره الطويل خطر في بالي قبل ساعات قليلة من بدء التصوير». ويتابع: «عادة وقبل أن أتقمص أي شخصية جديدة أطرح على نفسي ألف سؤال حولها، وذلك لتكوين خطوطها الأساسية كما يجب. وفي «أسود» حرصت على أن يترجم بشكله الخارجي وبلغة جسده شخصيته المتحررة والفريدة من نوعها». ويؤكد مغنية أن دوره في «أسود» ورغم السلبية التي تحيطه بشكل عام فتصوره رجلا شريرا، إلا أنه لا يشبه ذلك الذي قدّمه في مسلسل «ثورة الفلاحين» (رامح). ويوضح: «رامح كان جائع سلطة غير واثق من نفسه، صاحب مشية سريعة ونبرة صوت عالية تدلان على ضعف في شخصيته. أما «أسود» فيتحرك ببطء ويلوي برأسه عندما يواجه مواقف معينة وهو إلى جانب وجه الانتقام الذي يغلف تصرفاته، يملك وجها إنسانيا آخر فيسرق ويتاجر بالمخدرات من أجل تغذية مشاريعه الإنسانية».
وعن المسؤولية التي يحملها إياه هذا العمل لا سيما أنه يقدم فيه شخصية محورية يرد: «في كل عمل شاركت به كنت أقدم شخصية محورية تماما كما في «تانغو» العام الفائت و«كل الحب كل الغرام» و«ياسمينا» وغيرها، أما في «ثورة الفلاحين» فإن القصة هي التي شكّلت البطولة المطلقة. وفي «أسود» هناك باقة من الممثلين اللبنانيين الذين يشاركونني هذه المسؤولية وفي مقدمهم ورد الخال التي تجسد دورا صعبا نجحت في أدائه على أكمل وجه وكذلك داليدا رحمة التي تلعب أحد أدوارها الجديدة في مشوارها التمثيلي».
ولكنك تبدو وكأنك «فتى الشاشة اللبنانية» الوحيد الذي يقف في مواجهة رمضانية حامية وأمام تحدّ صعب تشارك فيه باقة من نجوم الشاشة العربية في المقلب الآخر؟ يعلق باسم مغنية في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكنني أن أنسى زميلي عمار شلق الذي يشاركني هذه المسؤولية من خلال بطولته في مسلسل «انتي مين» مع كارين رزق الله. وأفتخر كوني أدخل السباق الرمضاني ضمن هذه المجموعة من النجوم وفي وجه هذه الخلطات الدرامية التي تطبع موسم رمضان سنويا. وبرأيي هذه المطحنة التي يتسبب بها رمضان تنطبق على جميع الأعمال الدرامية المعروضة خلاله. وصحيح أن بعض هذه المسلسلات لا تأخذ حقها من نسب المشاهدة المطلوبة لكثرتها إلا أنها تبقى متابعة من قبل شرائح اجتماعية مختلفة بغض النظر عن مسألة الـ«رايتينغ» التي تقدم بعضها على الأخرى».
ويشير مغنية بأنه شخصيا لا يعير الإحصاءات المتعلقة بنسب المشاهدة اهتماما كبيرا ويقول: «لا شك في أني أسعد لتحقيق أحد أعمالي نسبة مشاهدة عالية ولكني لم أتباه بها يوما أو استخدمتها من أجل إثبات وجودي».
وعن رأيه بأعمال الدراما المشتركة التي تحتل مساحة واسعة من السباق الرمضاني يقول: «الدراما المشتركة لها تاريخها الطويل وليست مستجدة على الساحة وهويتها تلحق بالشركة المنتجة لها. ولذلك يعرّف عن بعضها باللبنانية والسورية والمصرية وغيرها. ونحن كممثلين لبنانيين مرحب فينا في سوريا كما في القاهرة والعكس صحيح. فأحيانا كثيرة يلجأ المنتجون لعناصر تمثيلية غير محلية تناسب قصة العمل لشد عصب مشاهدته من قبل شريحة عربية كبيرة. فالنجم العربي لا شك بأنه يساهم في ترويج عمل درامي أكثر من غيره.
ونحن اليوم كممثلين لبنانيين بدأنا ندخل هذه الإنتاجات من بابها العريض. فليس من الخطأ أن نتعاون مع بعضنا البعض لإنهاض الدراما العربية. ولكن من الأفضل برأيي أن تحافظ الدراما اللبنانية على مكوناتها المحلية، وفي حال تمت الاستعانة بنجم عربي فلا يجب أن يؤثر ذلك على نجومية اللبناني بحيث يحافظ على مكانته فيها». أما على صعيد الإعلام الرمضاني الذي يرافق هذا الموسم فيقول: «إن بعض أركانه للأسف يعملون لغايات شخصية فيغيبون من يرغبون ويبرزون آخرين غير آخذين بعين الاعتبار مسؤولية القلم الذي يحملونه». ويمكنني وصفهم بـ«دخلاء مأجورين» يفتقدون الحرفية والمصداقية».
وعن زيارة فريق عمل «ثورة الفلاحين» إلى مدينة صيدا بدعوة من النائب بهية الحريري التي رغبت في تكريمه بعد اختياره موقع «خان الإفرنج» السياحي كأحد مواقع التصوير الأساسية في العمل يقول: «يا ريت كل المدن اللبنانية تفتح أبوابها أمام أعمال الدراما المحلية وتساهم في تعزيز أماكن سياحية كثيرة يتمتع بها لبنان. وهذه اللفتة التكريمية التي بادرتنا فيها النائب بهية الحريري مشكورة عليها عرّفتنا خلالها على أسواق صيدا القديمة التراثية والتي أوحت للكاتبة كلوديا مرشيليان بفكرة عمل درامي جديد. فجميع البلدان تفتح أبوابها أمام صناعة الدراما المحلية إلا هنا في لبنان. فإننا نواجه متاعب كثيرة لإيجاد مواقع تصوير داخلية وخارجية، إذ يلزمها إجراءات روتينية كثيرة كما أن البعض يرفض التعاون معنا رفضا قاطعا».
وعما يستفزه اليوم في المشهد الدرامي ككل يجيب: «يستفزني صرف أموال طائلة على أعمال لا تستحق. ومن كثرة ما يروج لها ضمن حملات إعلانية مبرمجة ومكثفة فإنها تتحول إلى ناجحة».
وعما يحمله مسلسل «أسود» في حلقاته المقبلة يقول: «ما شاهدتموه حتى الآن هو بمثابة جرعة أولية من أسرار ومفاجآت ستتكشف خيوطها بشكل أكبر في القسم الأخير منه».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».