في حين أجرى المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، أمس، محادثات في العاصمة الفرنسية، باريس، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نفى اللواء عبد السلام الحاسي، قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية التابعة للجيش الوطني، لـ«الشرق الأوسط»، ما رددته قوات السراج بتحقيقها تقدماً في المعارك الدائرة جنوب العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت مصادر ليبية وفرنسية متطابقة إن ماكرون التقى حفتر في وقت سابق، أمس، حيث أجريا محادثات مغلقة، وذلك في أول اجتماع مباشر بين الطرفين منذ أن أطلق حفتر هجومه لـ«تحرير العاصمة من قبضة الميليشيات المسلحة»، في الرابع من الشهر الماضي.
في غضون ذلك، اعتبر السراج في بيان وزّعه، أمس، عقب محادثات أجراها في تونس مع رئيسها الباجي قايد السبسي، ولم يسبق الإعلان عنها، أن الصراع القائم هو «بين الساعين لعسكرة الدولة وعودة الحكم الشمولي، والملتزمين ببناء الدولة المدنية الديمقراطية». كما نقل عن السبسي إعرابه عن قلقه العميق إزاء الهجوم المستمر بالقرب من طرابلس، مشدداً على ضرورة العودة لمسار الحل السياسي، وأنه لا حل عسكرياً للصراع في ليبيا.
وجاءت هذه التطورات فيما أوصى المجلس الأعلى للدولة، الذي يقوده خالد المشري، أحد أبرز قيادات الإخوان المسلمين، السراج بمقاطعة القمة العربية المقرر عقدها نهاية الشهر الحالي. وبرر المجلس في بيان أصدره عقب جلسة عقدها مساء أول من أمس في طرابلس، هذه التوصية بالإعراب عن رفضه لما وصفه بموقف الجامعة العربية من الاعتداء على العاصمة طرابلس.
إلى ذلك، نفى اللواء عبد السلام الحاسي مزاعم رددتها أمس ميليشيات موالية لحكومة السراج عن تحقيقها تقدماً في المعارك الدائرة جنوب العاصمة طرابلس. وقال الحاسي لـ«الشرق الأوسط» من مقره، حيث يدير معارك قوات الجيش الوطني التي دخلت أسبوعها السابع على التوالي، إن «ما يحدث هو العكس تماما»، لافتاً إلى أن «قوات الجيش تقدمت نحو عشرة كيلومترات»، وأكد مجدداً أن قوات الجيش «تسيطر منذ فترة على مطار طرابلس، وبقية المحاور تسير بشكل جيد، وحسب الخطة الموضوعة لتحرير طرابلس».
كما كشف الحاسي النقاب عن أن عدم إقدام الجيش على قصف مقر حكومة السراج في القاعدة البحرية لطرابلس، المعروفة باسم بوستة، يرجع إلى ما وصفه بـ«ترتيبات خاصة للجيش في هذا الشأن»، لكن دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.
وبخصوص عدم إيقاف الجيش لشحنة السلاح التركية، التي دخلت الأراضي الليبية أخيراً، قال الحاسي إن دخول هذه الأسلحة إلى ميناء طرابلس كان لهدف سيتم إيضاحه لاحقاً، في إشارة إلى أن الجيش كان يعلم مسبقاً بموعد وصول هذه الشحنة.
من جانبها، قالت القوات الموالية للسراج إنها حققت أمس تقدماً على حساب قوات «الجيش الوطني» بالعاصمة طرابلس، بعدما نجحت في السيطرة على معسكر كانت تتمركز به هذه القوات. وقالت عملية «بركان الغضب» في بيان إن قواتها عززت تقدمها في محيط معسكر اليرموك، واستولت على 3 آليات عسكرية ودمرت دبابة ومدرعتين، بينما أعلن محمد قنونو، الناطق الرسمي باسم قوات السراج، أن سلاح الجو التابع لها شن أربع طلعات قتالية، استهدفت مواقع للجيش وشحنة للذخائر والعتاد بمهبط غوط الريح في غريان، الواقعة على مسافة 80 كلم جنوب طرابلس.
بدوره، أقر مصطفى المجعي المتحدث باسم قوات حكومة السراج، باندلاع اشتباكات عنيفة في محور منطقة صلاح الدين، بعد محاولة تقدم لقوات الجيش، مشيراً في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إلى تحول عملية الصد إلى تقدم لبضعة كيلومترات، والسيطرة على أحد المعسكرات بالمنطقة، والوصول إلى مقر عسكري آخر.
من جهته، قال محمد خالد أحد القادة الميدانيين بقوات حكومة السراج، إن قواته سيطرت على معسكر الصواريخ والمدفعية، وتقدمت حتى مقر الشرطة العسكرية في محور صلاح الدين جنوب طرابلس، حيث كانت قوات الجيش تتمركز فيه، مضيفاً أن «الاشتباكات تمحورت بشكل متقطع حول مقر الشرطة العسكرية»، ورأى أن عملية السيطرة على المقر «مسألة وقت»، مشيراً إلى أن قوات الحكومة «تقدمت أربعة كيلومترات جنوب صلاح الدين»، فيما يُعدّ التقدم الأول من نوعه الذي تدعيه قوات حكومة السراج منذ بداية هذا الشهر.
في سياق متصل، انتشرت في العاصمة طرابلس منشورات مؤيدة للمشير حفتر، تخبر السكان بأنه سوف تكون هناك انتفاضة كبرى في العاصمة لنصرة الجيش الليبي في العشرين من رمضان، أي يوم السبت المقبل، وطالبتهم بالخروج عن الصمت ضد الميليشيات والعصابات الإجرامية، لكن دون تقديم تفاصيل عن هذه الانتفاضة ومَن يقف وراءها.
الحاسي ينفي تقدم قوات «الوفاق» وسط تصاعد الاشتباكات في طرابلس
منشورات تدعو سكان العاصمة إلى انتفاضة لنصرة الجيش الليبي
الحاسي ينفي تقدم قوات «الوفاق» وسط تصاعد الاشتباكات في طرابلس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة