«فورمولا 1» تودّع الأسطورة النمساوي نيكي لاودا

أحرز اللقب العالمي 3 مرات ونجا من حادث حريق مروع بأعجوبة

لاودا الذي ما زالت آثار الحريق على رأسه ظل مهتماً بـ«فورمولا 1» حتى وفاته (أ.ف.ب)  -  سيارة لاودا تحترق عام 1976
لاودا الذي ما زالت آثار الحريق على رأسه ظل مهتماً بـ«فورمولا 1» حتى وفاته (أ.ف.ب) - سيارة لاودا تحترق عام 1976
TT

«فورمولا 1» تودّع الأسطورة النمساوي نيكي لاودا

لاودا الذي ما زالت آثار الحريق على رأسه ظل مهتماً بـ«فورمولا 1» حتى وفاته (أ.ف.ب)  -  سيارة لاودا تحترق عام 1976
لاودا الذي ما زالت آثار الحريق على رأسه ظل مهتماً بـ«فورمولا 1» حتى وفاته (أ.ف.ب) - سيارة لاودا تحترق عام 1976

ودّعت «فورمولا 1»، واحداً من أساطيرها هو النمساوي نيكي لاودا بطل العالم السابق ثلاث مرات الذي توفي فجر أمس عن سن 70 عاماً.
واقترنت مسيرة لاودا بحادث مروع كاد يودي بحياته عام 1976 وتسبب باشتعال النيران في سيارته وهو بداخلها.
وأفاد متحدث باسم عائلة لاودا أمس، بأن الأخير الذي خضع العام الماضي لعملية زرع رئة، أسلم الروح في المستشفى الجامعي في مدينة زيوريخ السويسرية، محاطاً بأفراد عائلته.
وقالت عائلته في بيان: «بحزن عميق نعلن أن عزيزنا نيكي توفي بسلام محاطاً بأسرته». واعتبرت العائلة أن الإنجازات التي حققها لاودا في حياته، أكان على الصعيد الرياضي أو إدارة الأعمال لا سيما في قطاع الطيران، «لا تنسى وستبقى كذلك. حركته التي لا تكلّ، وصراحته وشجاعته ستبقى مثالاً ومرجعاً بالنسبة إلينا».
أحرز لاودا المولود في العاصمة النمساوية فيينا، بطولة العالم لـ«فومورلا 1» ثلاث مرات (1975 و1977 مع «فيراري»، و1984 مع «ماكلارين»)، في مسيرة تحول خلالها إلى واحد من أساطير سباقات السرعة، أكان لمهارته على الحلبة أو لقدرته على العودة إلى المنافسة بعد حادثة.
المحطة الأبرز كانت نجاته من الموت في الأول من أغسطس (آب) عام 1976 عندما تعرض على متن سيارته «فيراري»، لحادث مروع على حلبة نوربورغرينغ الألمانية، أدى إلى إصابته بحروق بالغة لم يمحُ الزمن آثارها من على وجهه.
التهمت النيران سيارته بعد خروجها عن المسار، ويدين ببقائه على قيد الحياة إلى تدخل السائقين الآخرين الذين أخرجوه من السيارة بعدما ظل بداخلها لنحو دقيقة.
صدمت صور الحادث العالم بأسره. لكن لاودا المقاتل عاد إلى الحياة... والسباقات. بعد نحو ستة أسابيع فقط من رقوده على سرير المستشفى بين الحياة والموت، أذهل لاودا الجميع بقراره المشاركة في سباق جائزة إيطاليا الكبرى رغم آثار الحادث والإصابات الخطيرة على وجهه.
في ذلك الموسم، نافس على اللقب حتى السباق الأخير مع البريطاني جيمس هانت الذي تُوج بطلاً في نهاية المطاف. هذه المنافسة المحمومة التي كشفت عن شخصية غير اعتيادية للسائق النمساوي، شكّلت محور فيلم «راش» للمخرج الأميركي رون هاوارد عام 2013. بعد عام فقط من نجاته من الموت، تُوج لاودا في 1977 بلقبه العالمي الثاني مع «فيراري» بعد الأول عام 1975. وأعرب الفريق الإيطالي في بيان له عن «حزنه العميق» لرحيل لاودا، مؤكداً أنه «سيبقى دائماً في قلوبنا وقلوب كل مشجعي (فيراري). تعازينا الحارة لكل عائلته وأصدقائه».
بعد عامين من لقبه الثاني، اختار اعتزال السباقات والانتقال إلى تأسيس أعماله الخاصة، وأولها في 1979 شركة طيران أطلق عليها اسم «لاودا إير».
شغفه بالسباقات أعاده إلى الحلبات في عام 1982 ليقود سيارة «ماكلارين»، وعلى متنها تُوج مرة ثالثة وأخيرة بلقب بطولة العالم عام 1984. حتى أعوامه الأخيرة، لم تنقطع صلة لاودا بعالم السباقات حيث أصبح رئيساً غير تنفيذي لفريق مرسيدس في 2012، وبقي دائم الحضور في كواليس الحلبات، وعلى رأسه قبعة حمراء تخفي أسفلها بعض ندوب حادثه المروع. حظي بتقدير لخبرته وصراحته، وانتقد خصوصاً فقدان رياضة سباقات «فورمولا 1»، «الجانب القتالي للمصارعين».
واعتبر النمساوي توتو وولف، مدير فريق مرسيدس الذي يهيمن على بطولة العالم منذ عام 2014 أن لاودا شخص «لا يعوَّض». وقال في بيان إن الفريق خسر شخصاً مثّل «النور». مضيفاً: «كزميل لستة أعوام ونصف عام، نيكي كان دائماً صريحاً بحزم، ووفياً بشكل تام، كان امتيازاً بالنسبة إلينا أن نعتبره ضمن فريقنا، وأن نشهد إلى أي حد عنى له أن يكون جزءاً من نجاح الفريق. أوقد فينا طاقة لا يمكن لأي شخص آخر أن يماثلها».
وأعرب فريق «ماكلارين» الذي تُوج معه لاودا بلقبه العالمي الثالث والأخير عن حزنه العميق لوفاة تيكي وقال في بيان له: «نيكي سيبقى دائماً في قلوبنا ومتجذراً في تاريخنا... أسطورة إلى الأبد».
كما أكد منظِّمو بطولة العالم لـ«فورمولا 1» في بيان أمس: «لاودا سيبقى دائماً في قلوبنا، خالداً في رياضتنا. عالم رياضة السيارات في حداد على الخسارة المفجعة بفقدان أسطورة فعلية».
ووصف السائق السابق الإنجليزي السابق جوني هيربرت، لاودا، بالشخص «الشجاع والمضحك جداً»، وقال: «سأفتقد حضورك حول حظائر (فورمولا 1). لكن أسطورة لاودا ستبقى قائمة، لأنك رجل مميز جداً جداً».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.