السعودية تلغي ترخيص شركة «الاتصالات الضوئية» المشغل الثالث للهاتف الثابت

مؤشر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لم يتأثر بالقرار

سوق الاتصالات بحاجة لشركات وطنية جديدة قادرة على المنافسة وتقديم الخدمات الملائمة للعملاء («الشرق الأوسط»)
سوق الاتصالات بحاجة لشركات وطنية جديدة قادرة على المنافسة وتقديم الخدمات الملائمة للعملاء («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تلغي ترخيص شركة «الاتصالات الضوئية» المشغل الثالث للهاتف الثابت

سوق الاتصالات بحاجة لشركات وطنية جديدة قادرة على المنافسة وتقديم الخدمات الملائمة للعملاء («الشرق الأوسط»)
سوق الاتصالات بحاجة لشركات وطنية جديدة قادرة على المنافسة وتقديم الخدمات الملائمة للعملاء («الشرق الأوسط»)

في خطوة جديدة من شأنها إعادة تنظيم قطاع الاتصالات في البلاد، أصدر مجلس الوزراء السعودي، أمس، قرارا يقضي بإلغاء الترخيص الخاص بتأسيس شركة «الاتصالات الضوئية»، وهو الأمر الذي جاء نتيجة للمشكلات التأسيسية التي عانت منها الشركة، بحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط»، في وقت كانت تنوي فيه هذه الشركة طرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام.
وكان مجلس الوزراء قد وافق في فبراير (شباط) 2008 على الترخيص بتأسيس ثلاث شركات متخصصة في تقديم خدمات الاتصالات الثابتة، هي شركة «الاتصالات الضوئية»، و«الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة»، وشركة «اتحاد عذيب للاتصالات»، لإنشاء وتشغيل شبكات اتصالات ثابتة عامة بجميع عناصرها في المملكة.
ويأتي قرار إلغاء الرخصة الخاصة بتأسيس شركة «الاتصالات الضوئية»، في وقت شهد فيه قطاع الاتصالات السعودي إيقاف مجموعة من أسهم شركات القطاع عن التداول بسبب بعض المشاكل المالية والتأسيسية التي واجهتها شركات مدرجة، جاء ذلك لشركة «اتحاد عذيب للاتصالات» التي عادت للتداول لاحقا، و«الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة» التي ما زالت حتى الآن موقوفة عن التداول عقب صدور قرار يقضي بشطبها.
ويمتاز قطاع الاتصالات السعودي بنمو حجم المشتركين في خدمات الاتصالات المقدمة من قبل مزودي الخدمة، وهو الأمر الذي يجعل هذه السوق بحاجة إلى دخول شركات وطنية جديدة قادرة على المنافسة، وتقديم الخدمات الجيدة للعملاء، وهو الأمر الذي تبحث هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في البلاد عن تحقيقه.
وفي هذا السياق، حقق قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي نموا كبيرا في إيراداته خلال عام 2012، جاء ذلك بنسبة 12 في المائة ليبلغ 90 مليار ريال (24 مليار دولار) في الوقت الذي زادت فيه معدلات استخدام الإنترنت في المملكة التي حققت انتشارا واسعا خلال السنوات الماضية، إذ قفزت من 5 في المائة عام 2001، إلى 54.1 في المائة في نهاية عام 2012.
وتعليقا على قرار مجلس الوزراء السعودي، أمس، أكد الدكتور سالم باعجاجة أستاذ المحاسبة في جامعة الطائف لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن قرار إلغاء ترخيص شركة «الاتصالات الضوئية»، سيحمي أموال المواطنين من الاكتتاب والمساهمة في شركة قد تتعثر منذ بداياتها، كما هو الحال في «الشركة السعودية للاتصالات المتكاملة».
ولفت باعجاجة إلى أن قطاع الاتصالات السعودي يحتاج إلى مزيد من الشركات التي تستطيع مزاحمة الشركات الموجودة في السوق، وقال «خصوصا قطاع الاتصالات الثابتة فإنه بحاجة وبشكل ملح إلى دخول منافسين جدد، والأهم أن يكون هؤلاء المنافسون قادرين على تقديم الخدمات المميزة للعملاء وبأسعار أقل».
من جهة أخرى، تراجع مؤشر قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في سوق الأسهم السعودية، أمس، بنسبة 0.35 في المائة، وهي تداولات طبيعية، حيث لم يلحظ أن تكون أسهم القطاع المتداولة قد تأثرت بقرار إلغاء ترخيص شركة «الاتصالات الضوئية»، يأتي ذلك في الوقت الذي ما زال فيه مساهمو شركة المتكاملة يترقبون مصير أموالهم.
وفي ظل هذه التطورات على صعيد قطاع الاتصالات السعودي، تدرس المملكة خلال الفترة الحالية إمكانية توفير خدمات «النطاق العريض» في أنحاء البلاد كافة، وهي الخدمة التي ستحقق في حال إقرارها خطوات جديدة في ما يتعلق بتوفير شبكة ذات سرعات عالية تمكن من استيعاب أنواع الخدمات جميعها في أنحاء المملكة كافة، يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه تقنية الاتصالات حول العالم تطورات ملحوظة.
وتعاني كثير من مدن وقرى ومحافظات المملكة خلال الفترة الحالية من بطء شديد في خدمات الإنترنت، يأتي ذلك في ظل عدم توفر خدمات النطاق العريض بشكل واسع، وهو الأمر الذي تسعى الحكومة السعودية إلى تحقيقه، بحسب تصريحات حديثة للمهندس محمد ملا وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في البلاد.
وفي معلومات خاصة حصلت عليها «الشرق الأوسط» قبل نحو شهرين، فإن السعودية تسعى إلى توفير خدمات النطاق العريض في أنحاء البلاد كافة قبيل نهاية عام 2017، وقالت مصادر مطلعة في هذا الخصوص «بدأ تنفيذ العمل بتوفير هذه الخدمات ببعض المدن والقرى التي لم تتوفر بها هذه الخدمات مسبقا، ونظام الخدمة الشاملة الذي تقوم عليه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات خلال الفترة الحالية يعني توفير خدمات النطاق العريض في أنحاء البلاد كافة».
وفي السياق ذاته، أكد المهندس محمد ملا وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية، أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات يعد القطاع المحوري الذي ترتكز عليه تنمية الأمم والشعوب على المستويات العلمية والعملية والاجتماعية والاقتصادية، وهو المحرك للتنمية في المجالات كافة.
وقال في كلمة افتتح بها ملتقى كبار المديرين التنفيذيين في قطاع الاتصالات بالعالم، في ختام البرنامج القيادي الثاني الذي عقد في المدينة المنورة حينها، إن «هذا القطاع يسهم بصفة مباشرة وغير مباشرة في تمكين الجهات المختلفة من تقديم خدماتها للمستفيدين أيا كان مستواهم بيسر وسهولة وبسرعة ودقة وموثوقية عالية»، منوها إلى أن العالم يشهد تحول كثير من المجتمعات إلى مجتمع المعلومات، عن طريق تحول الكثير من أعماله وتعاملاته إلى التعاملات الرقمية بإدخال الاتصالات وتقنية المعلومات وتطبيقاتها في شؤون الحياة المختلفة.
وأضاف وزير الاتصالات السعودي: «الدولة اتخذت خطوات كبيرة وعملية لتنمية قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وذلك بإعادة هيكلته وتطويره ليواكب التحديات المحلية والعالمية بدءا بخصخصة خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات وتحريرها وتأسيس جهاز تنظيمي قادر على دفع عجلة التغيير بإنشاء هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووضع الأنظمة التي تحكم وتقنن وتنظم التعاملات في هذا القطاع، مثل نظام الاتصالات ولائحته التنفيذية، ونظام التعاملات الإلكترونية، ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية، وإعداد خطة وطنية شاملة للاتصالات وتقنية المعلومات، وتأسيس برنامج وطني للحكومة الإلكترونية، ومركز وطني للتصديق الرقمي والتوقيع الإلكتروني وإطلاق المبادرات الوطنية المختلفة».
وقال المهندس ملا: «الجهد الذي أولته حكومة المملكة لتطوير قطاع الاتصالات يظهر جليا من خلال بعض المؤشرات المحلية والدولية»، مشيرا إلى أنه على الصعيد المحلي وصل عدد مقدمي الخدمات المرخص لهم من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أكثر من 300 مقدم خدمة في شتى مجالات القطاع.



تركيا تحصل على إعفاء أميركي من العقوبات على مدفوعات الغاز لروسيا

خط أنابيب الغاز الروسي المتجه إلى تركيا (إعلام تركي)
خط أنابيب الغاز الروسي المتجه إلى تركيا (إعلام تركي)
TT

تركيا تحصل على إعفاء أميركي من العقوبات على مدفوعات الغاز لروسيا

خط أنابيب الغاز الروسي المتجه إلى تركيا (إعلام تركي)
خط أنابيب الغاز الروسي المتجه إلى تركيا (إعلام تركي)

أعفت الولايات المتحدة تركيا من العقوبات التي تفرضها على بنك «غازبروم» فيما يخص مدفوعاتها عن واردات الغاز الطبيعي من روسيا.

من ناحية أخرى، عدّل البنك المركزي التركي توقعاته للتضخم وأسعار الفائدة وسعر الصرف والنمو وعجز الحساب الجاري في استطلاع المشاركين في السوق لشهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، الجمعة، إن بلاده حصلت على إعفاء من العقوبات التي تفرضها أميركا على بنك «غازبروم» فيما يتعلّق بمدفوعات الغاز إلى روسيا.

عقوبات أميركية

وطلبت تركيا إعفاء خلال مناقشات مع مسؤولين أميركيين، حتى تتمكّن من الاستمرار في سداد ثمن واردات الغاز الطبيعي الروسي عبر بنك «غازبروم».

وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار (من حسابه في «إكس»)

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، إن تركيا يمكنها الاستمرار في سداد مدفوعات الغاز الطبيعي من خلال البنك.

كانت أميركا قد أدرجت بنك «غازبروم»، إلى جانب الكثير من الشركات الروسية، على قائمة عقوباتها عقب الاجتياح الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022.

وأقرت أميركا، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عقوبات جديدة على البنك؛ مما تسبّب في عقبة أمام مستوردي الغاز الروسي الذين كانوا يسدّدون المدفوعات من خلاله.

وكانت تركيا تسدّد ثمن الغاز الطبيعي الذي يتم شراؤه من روسيا من خلال البنك، وأعلنت أن هذه العقوبة ستؤثر بشكل مباشر في تجارة الغاز الطبيعي مع روسيا.

وبعد مفاوضات أجراها مسؤولون في وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية مع نظرائهم الأميركيين، أُعلن إعفاء تركيا من العقوبات المفروضة على بنك «غازبروم».

وشركة الطاقة المملوكة للدولة في روسيا (غازبروم)، أكبر مساهم في بنك «غازبروم»، ويتم إيداع المبالغ مقابل شراء الدول الأخرى للغاز الروسي في هذا البنك.

وتستورد تركيا كل احتياجاتها تقريباً من الغاز، وروسيا هي المصدر الرئيس لها، وتضخ وحدها أكثر من 50 في المائة من الواردات التي تصل إلى تركيا عبر خطوط الأنابيب.

وبلغت واردات تركيا من الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا 21.1 مليار متر مكعب العام الماضي.

ومنحت أميركا، الخميس، إعفاء للمجر التي تعتمد أيضاً بشكل أساسي على النفط والغاز الروسيين.

استطلاع للبنك المركزي

من ناحية أخرى، عدّل البنك المركزي التركي، الجمعة، توقعات التضخم في نهاية العام إلى 45.25 في المائة، وفقاً لنتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر ديسمبر الحالي، من 44.81 في المائة في المسح السابق.

متسوّقة تعاين الأسعار في إحدى أسواق السوبر ماركت في إسطنبول (إعلام تركي)

وحسب نتائج الاستطلاع الذي شارك فيه 69 من ممثلي القطاعين المالي والحقيقي، انخفضت توقعات التضخم خلال الشهور الـ12 المقبلة إلى 27.07 في المائة، مقابل 27.20 في المائة في الاستطلاع السابق.

وبالنسبة إلى سعر الفائدة، أظهر الاستطلاع انخفاضاً طفيفاً في توقعات الفائدة على القروض إلى 48.59 في المائة، مقابل 50 المائة في استطلاع الشهر الماضي.

وتراجعت توقعات النمو الاقتصادي للعام الحالي إلى 3 في المائة، من 2.1 في المائة في الاستطلاع السابق، كما تم تخفيض توقعات النمو للناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 إلى 3.1 في المائة، من 3.2 في المائة في الاستطلاع السابق.

وانخفضت توقعات العجز في الحساب الجاري في نهاية العام، التي بلغت 14.1 مليار دولار في الاستطلاع السابق إلى 9.8 مليار دولار في استطلاع ديسمبر، وانخفضت توقعات العجز في الحساب الجاري للعام المقبل 2025 إلى 18 مليار دولار.

سعر صرف الدولار سيكون أقل من المتوقع في نهاية العام (رويترز)

وبالنسبة إلى توقعات سعر الدولار مقابل الليرة التركية، فقد انخفضت لنهاية العام الحالي إلى 35.30 ليرة تركية للدولار، بعدما كانت 35.72 ليرة للدولار في الاستطلاع السابق.

أما التوقعات لسعر الدولار بعد 12 شهراً، فارتفعت إلى 43.23 ليرة للدولار، مقابل 42.75 ليرة للدولار في الاستطلاع السابق.