الرئيس المصري يتطلع لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة

استقبل وفد شركة «نوبل إنرجي» الأميركية وبحث زيادة الاستثمارات

الرئيس السيسي لدى استقباله الرئيس التنفيذي لشركة «نوبل إنرجي» الأميركية المتخصصة في مجال بحث واستكشاف الغاز الطبيعي أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي لدى استقباله الرئيس التنفيذي لشركة «نوبل إنرجي» الأميركية المتخصصة في مجال بحث واستكشاف الغاز الطبيعي أمس (الرئاسة المصرية)
TT

الرئيس المصري يتطلع لتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة

الرئيس السيسي لدى استقباله الرئيس التنفيذي لشركة «نوبل إنرجي» الأميركية المتخصصة في مجال بحث واستكشاف الغاز الطبيعي أمس (الرئاسة المصرية)
الرئيس السيسي لدى استقباله الرئيس التنفيذي لشركة «نوبل إنرجي» الأميركية المتخصصة في مجال بحث واستكشاف الغاز الطبيعي أمس (الرئاسة المصرية)

أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن تطلع بلاده لتعزيز «علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين مصر والولايات المتحدة»، بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة بين البلدين. جاء ذلك خلال استقباله في القاهرة أمس ديفيد ستوفر، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة «نوبل إنرجي» الأميركية المتخصصة في مجال بحث واستكشاف الغاز الطبيعي، بحضور طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية المصري، بالإضافة لعدد من مسؤولي الشركة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن اللقاء تناول التباحث حول آفاق تطوير أنشطة شركة «نوبل إنرجي» في مصر، ورحب الرئيس السيسي بمسؤولي الشركة، مشيراً إلى السمعة الدولية الطيبة التي تميز الشركة الأميركية وانتهاجها الأسلوب المهني وأعلى المعايير العالمية في تنفيذ أنشطتها وأعمالها، ومنوهاً في هذا الخصوص بعلاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين مصر والولايات المتحدة، مع الإعراب عن التطلع لتعزيز هذه العلاقات بين الجانبين بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
ونوه المتحدث بأن الرئيس السيسي وجه بمواصلة التنسيق والتعاون مع شركة «نوبل إنرجي»، وتذليل أي عقبات قد تواجه أعمالها، بهدف الاستمرار في تعزيز جهود أبحاث واكتشافات وإنتاج الغاز الطبيعي في مصر.
وأضاف المتحدث، في بيانه، أن ديفيد ستوفر أشاد في هذا الإطار بالرؤية المصرية الطموحة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، مؤكداً أن مصر تأتي في مقدمة الدول التي تولي الشركة الأميركية اهتماماً بتطوير الاستثمار فيها، في ضوء المناخ الاستثماري الإيجابي الحالي في البلاد، بالإضافة إلى ما يتمتع به قطاع الطاقة في مصر من فرص واعدة، خاصة في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتطوير هذا القطاع الحيوي، فضلاً عن امتلاك مصر لكافة المقومات اللازمة لإنجاح ذلك التوجه، بما فيها الموقع الجغرافي المتميز، والاكتشافات في مجالي البترول والغاز، والبنية التحتية المتطورة من شبكة خطوط الأنابيب لنقل الغاز ومحطات الإسالة، ومشروعات التعاون الإقليمي الجارية للربط ونقل وإسالة الغاز.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».