إسرائيل: «حماس» تطلق صواريخ تجريبية تجاه البحر

TT

إسرائيل: «حماس» تطلق صواريخ تجريبية تجاه البحر

اتهمت إسرائيل حركة حماس بإطلاق 3 صواريخ تجريبية من شمال قطاع غزة باتجاه البحر. وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن إطلاق الصواريخ في البحر تم كجزء من اختبار حركة حماس أدوات المواجهة المستقبلية مع إسرائيل.
وجاءت التجربة في الوقت الذي يتصاعد الاهتمام في إسرائيل من تطوير الحركة قدراتها الهجومية البحرية. وحذر زئيف الموغ، القائد الأسبق لسلاح البحرية الإسرائيلي، من هجمات تنفذها «حماس» عبر البحر على غرار حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية الأخرى في حقبة السبعينيات، حينما اختبرت إسرائيل سلسلة من العمليات الصعبة.
وذكّر الموغ الإسرائيليين بالعملية «الأكثر صعوبة وفتكاً» التي نفذتها مجموعة تابعة لحركة فتح عام 1978 وعرفت باسم عملية «الساحل» التي أدت إلى مقتل 38 إسرائيلياً. وطالب الموغ بابتداع أفكار جديدة لمواجهة عمليات بحرية محتملة. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية تخوفات لدى الجيش الإسرائيلي من استهداف «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لمنصات الغاز القريبة من مدينة عسقلان. وخلال المواجهة الأخيرة وقفت سفينتان إسرائيليتان كبيرتان تحملان صواريخ لحماية منصة الغاز التي لا تبعد سوى 12 ميلاً بحرياً عن ساحل غزة.
وكان ثمة توقعات بقيام وحدات خاصة من «الكوماندوز» البحري التابعة لحماس بعمليات خاصة ضد منصات الغاز أو إطلاق الصواريخ المضادة من قوارب أو زلاجات نفاثة. ويتزايد التركيز الإسرائيلي هذه الأيام على تضخيم قدرات حماس. ونشرت القناة «العبرية السابعة» على موقعها الرسمي، نقلاً عن صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن حماس استخدمت سلاحاً جديداً خلال العملية العسكرية الأخيرة على قطاع غزة. وقالت القناة العبرية إن حركة حماس طوّرت طائرة من دون طيار تحمل صاروخاً مضاداً للدبابات.
وأضافت أن الحركة استخدمت هذا السلاح الجديد في العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، مطلع شهر مايو (أيار)، في محاولة لاعتراض منظومة الدفاع الإسرائيلية «القبة الحديدية» التي كانت تعترض الصواريخ القادمة من القطاع. وبينت القناة السابعة أن حركة حماس حاولت استخدام السلاح الجديد أو «الحوامة قاذفة القنابل»، لتدمير مركبة عسكرية مأهولة بجنود إسرائيليين، لكنها فشلت. وبحسب القناة فإن حماس تقوم بتطوير الطائرات دون طيار منذ 4 سنوات كاملة، مشيرة إلى أنها ستقوم بتطويرها أيضاً خلال المرحلة القادمة.
وجاء في التقرير أيضاً أن معظم الطائرات دون طيار تصل إلى قطاع غزة عن طريق التهريب عبر الممرات، فيما قالت مصادر إسرائيلية إن «السلطات الإسرائيلية تمكّنت من حجز 172 طرداً بريدياً على معبر إيريز الحدودي الفاصل بين إسرائيل وغزة، تحتوي على معدات عسكرية في شكل زي مدني».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».