مدفع رمضان الأثري يلفت أنظار المصريين في موقع جديد

بعد عرضه للمرة الأولى في ميدان «نهضة مصر»

مدفع الإفطار الأثري في ميدان النهضة بالجيزة
مدفع الإفطار الأثري في ميدان النهضة بالجيزة
TT

مدفع رمضان الأثري يلفت أنظار المصريين في موقع جديد

مدفع الإفطار الأثري في ميدان النهضة بالجيزة
مدفع الإفطار الأثري في ميدان النهضة بالجيزة

لفت مدفع رمضان الأثري النادر أنظار المصريين في موقعه الجديد، حيث عُرض لأول مرة، مساء أول من أمس، في ميدان «نهضة مصر» بالجيزة بالقرب من جامعة القاهرة التاريخية وحديقة حيوان الجيزة العتيقة. وتحول موقع المدفع إلى مزار سياحي ووجهة مفضلة جديدة لسكان الجيزة، الذين حرصوا على التقاط الصور التذكارية له.
المدفع الأثري الذي يزيد عمره عن قرن من الزمان، وضعته مديرية أمن الجيزة في ميدان النهضة، بعد الانتهاء من تطويره منذ عدة أشهر، وإنشاء نفق جديد للسيارات، مما تسبب في حدوث سيولة مرورية ملحوظة بعد افتتاحه مباشرة.
ويعد «مدفع الإفطار» في شهر رمضان، تقليداً وفلكلوراً مصرياً تتوارثه الأجيال، لدرجة أن إطلاقه بات مقروناً بآذان المغرب على القنوات الفضائية والمحطات الإذاعية عبر جمل قديمة وشهيرة من بينها «مدفع الإفطار... اضرب»، و«انطلق مدفع الإفطار... صوماً مقبولاً وإفطاراً شهياً».
وتطور استخدام المدفع من الإفطار وحتى السحور، وهو يُطلق عبر أثير موجات الإذاعة المصرية للإعلان عن الإمساك عن الطعام قبيل آذان الفجر، لتنبيه الصائمين بضرورة توخي الحذر».
من جانبه، علق الإعلامي المصري عبد البصير حسن، على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، على صور التقطها للمدفع بعدما تصادف مروره في الميدان لحظة إطلاقه أولى طلقاته الصوتية قبيل آذان المغرب: «وضع مديرية أمن الجيزة، بإشراف اللواء دكتور مصطفى شحاتة، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، مدفع رمضان في ميدان النهضة يعد سابقة جديدة ومبهجة في مدينة الجيزة، حيث قامت عناصر الشرطة بإطلاقه، تزامناً مع آذان صلاة المغرب، وسط بهجة المارة من المواطنين». وأضاف: «ربما تكون المرة الأولى منذ بدء هذا التقليد في مصر التي ينطلق فيها مدفع الإفطار من مدينة الجيزة (غرب النيل)، وربما المرة الأولى التي ينطلق فيها مدفع الإفطار في مصر من خارج مدينة القاهرة، وخارج موقعه التاريخي بقلعة صلاح الدين الأيوبي الأثرية».
ولفت حسن إلى «أهمية الإبقاء على المدفع في مكانه، طوال شهور السنة، لتزيين الميدان، بجانب تمثال نهضة مصر الشهير، للمثال الكبير الراحل محمود مختار، خاصة بعد تطوير الميدان وإشادة المواطنين بما أحدثه من سيولة مرورية».
وانطلق مدفع الإفطار، لأول مرة في مصر منذ 575 سنة، عندما أراد السلطان المملوكي خشقدم أن يجرب مدفعاً جديداً وصادف إطلاقه وقت المغرب في أول أيام شهر رمضان، وظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرج بعض الأهالي إلى مقر الحكم لشكر السلطان على هذه البدعة الحسنة التي استحدثها في وقت كانت وسائل الاتصال والإعلام ضعيفة ونادرة، ثم نُقلت التجربة إلى العديد من الدول الإسلامية والعربية، لتصبح من أهم العادات الرمضانية التاريخية.
وقال مصدر في مديرية أمن الجيزة لـ«الشرق الأوسط»: إن «هذا المدفع الأثري من مقتنيات مديرية أمن الجيزة، ويزيد عمره عن 103 سنوات». وأضاف: «أعدنا طلاءه وتجهيزه لوضعه في ميدان النهضة كمشاركة اجتماعية منا في رسم البهجة في نفوس المواطنين المصريين خلال شهر رمضان الكريم».
وتابع المصدر: «وسيُرفع بعد انتهاء شهر رمضان على أن يوضع مجدداً في بداية رمضان من العام المقبل». وأوضح المصدر أن المدفع تحول إلى مزار جديد ووجهة مفضلة لمواطني محافظة الجيزة بعد دقائق قليلة من وضعه في الميدان وإطلاقه أول طلقة مدفع بالتزامن مع آذان المغرب، في تقليد مصري معروف وشهير».



الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من مسلسل {جعفر العمدة}
من مسلسل {جعفر العمدة}
TT

الدراما الاجتماعية تتصدر «الماراثون» التلفزيوني مصرياً

من مسلسل {جعفر العمدة}
من مسلسل {جعفر العمدة}

من بين 30 عملاً درامياً مصرياً تم عرضها خلال ماراثون دراما رمضان 2023، تنوعت بين دراما اجتماعية وكوميدية، ووطنية، وتاريخية، تصدرت الدراما الاجتماعية السباق، بعدما حققت بعض المسلسلات التي تنتمي لها تفاعلاً كبيراً بين الجمهور، وإشادات نقدية لافتة.
وشهد هذا الموسم ظواهر عديدة، منها زيادة عدد المسلسلات القصيرة، وتشابه الأفكار بين أكثر من عمل، وتصدر الفنانات لبطولات العديد من الأعمال، وعودة الدراما الدينية مع مسلسل «رسالة الإمام»، وطرح قضايا المرأة الشائكة، على غرار مسلسلات «تحت الوصاية، وعملة نادرة، وستهم»، كما أنتجت الشركة المتحدة عملين وطنيين يرصدان بطولات الجيش المصري في حربه ضد الإرهاب، وهما: «الكتيبة 101»، و«حرب»، وقدمت عملاً تاريخياً بعنوان «سره الباتع» كأول أعمال المخرج خالد يوسف في الدراما التلفزيونية، فيما كان نصيب الأسد للأعمال الكوميدية بـ7 مسلسلات.

نيللي كريم

وبينما احتلت بعض الأعمال «الترند» أكثر من مرة، خلال الماراثون على غرار مسلسلي «جعفر العمدة، وتحت الوصاية»، و«ضرب نار»، و«المداح»، مرت أعمالاً أخرى مرور الكرام، ولم تكن مثار اهتمام على أي وجه. وفق نقاد.
وبحسب محلل البيانات والذكاء الاصطناعي مصطفى أبو جمرة، فإن مواقع «السوشيال ميديا» كانت محركاً أساسياً في دفع الجمهور لمشاهدة أعمال دون أخرى، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن أكبر دليل على ذلك نسب المشاهدة لـ«جعفر العمدة» التي عززتها مواقع التواصل ودفعت لتوجيه متابعين جدد للمسلسل، مشيراً إلى أن «جعفر العمدة» لمحمد رمضان، و«تحت الوصاية» لمنى زكي، نالا نصيب الأسد في نسب المشاهدة خلال الماراثون الرمضاني، وفقاً لمؤشرات تحليل مواقع «السوشيال ميديا»، على حد تعبيره.
وبين صعود وهبوط مسلسلات ماراثون دراما رمضان، ترصد «الشرق الأوسط» أبرز الأعمال التي نجحت في جذب الانتباه من خلال أفكارها الجذابة وسردها المشوق، والأخرى التي فشلت في لفت الأنظار وشهدت تراجع بعض النجوم، عبر آراء نقاد.

خالد النبوي في {رسالة الإمام}

- تألق منى زكي
تقيس الناقدة خيرية البشلاوي نجاح العمل الفني بمدى ما يحققه من صدى اجتماعي إيجابي، لذا ترى أن مسلسل «تحت الوصاية» عمل جيد تتكامل فيه العناصر الفنية، ونجحت بطلته منى زكي في أداء دورها بشكل صادق، ولم تكن الطفلة «التوأم» ولا الطفل «عمر الشريف» بأقل حضوراً وتلقائية، وكل الممثلين على نسق أداء بارع مثل رشدي الشامي، كما أن نيللي كريم التي طرحت قضية تمس آلاف النساء في صعيد مصر تتعلق بحرمان بعض النساء من ميراثهن الشرعي بحكم عادات وتقاليد مغلوطة عبر مسلسل «عملة نادرة».
ورغم الانتشار الكبير لمسلسل «جعفر العمدة»، فإن الناقدة المصرية تتحفظ على النجاح الجماهيري الذي حققه المسلسل، وتراه مؤشراً على تراجع المجتمع، مبررة ذلك بقولها إن المسلسل ومعه «المداح» هما الأسوأ لأنهما يشدان المجتمع للخلف عبر ما يطرحانه من أفكار تمثل ردة حقيقية. على حد تعبيرها.

ياسمين عبد العزيز في مشهد من مسلسل (ضرب نار)

- تراجع يسرا
فيما يرى الناقد طارق الشناوي أن أبرز أعمال رمضان 2013 مسلسل «تحت الوصاية» لتميزه في الكتابة لخالد وشيرين دياب، وتكامل عناصره الفنية التي قادها المخرج محمد شاكر خضير، ووصول أداء منى زكي فيه إلى ذروة الإبداع.
وأشار إلى أن فكرة البطولة الثنائية في مسلسلي «الكتيبة 101، وحرب» من الجماليات الفنية التي تحسب لصناع العمل، كما جاء «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوي، في توقيته ليقدم صورة صادقة عن سماحة الإسلام.
وعن أفضل الأعمال الكوميدية هذا العام قال: «كامل العدد، والصفارة» الأبرز.
ويعتقد الشناوي، أن مسلسل «سوق الكانتو» عمل مهم، لكن ظلمه صخب العرض الرمضاني، مما أثر عليه سلباً، لكنه يرى أنه سيأخذ حقه في عرضه الثاني بعد شهر رمضان.
ولم يخف الشناوي انحيازه لـ«الهرشة السابعة» لجرأته في الكتابة، وبطلته أمينة خليل التي تعبر بقوة عن فن أداء الممثل الفطري، مشيراً إلى أن مسلسل «1000 حمد الله على السلامة» شهد تراجعاً بالنسبة للفنانة يسرا لأن اختيارها لم يكن موفقاً نصاً وإخراجاً.

علي قاسم وأسماء جلال في مشهد من مسلسل «الهرشة السابعة»

- تكرار الشخصيات
من جهتها، أكدت الناقدة ماجدة خير الله، أن مسلسل «تحت الوصاية» تصدر قائمة الأفضل لديها من دون منازع، لكن هذا لا يمنع من تميز مسلسلات أخرى من بينها «الهرشة السابعة» و«كامل العدد» كأعمال اجتماعية لطيفة، بجانب «تغيير جو» الذي يمثل نوعية أخرى تتطلب تأملاً، وكذلك «رشيد» لمحمد ممدوح، و«جت سليمة» لدنيا سمير غانم.
وترى خير الله أن الممثل محمد سعد «انتحر فنياً» بإصراره على اختيارات غير موفقة، معلنة عدم تعاطفها مع «جعفر العمدة»، مشيرة كذلك إلى تكرار عمرو سعد نفسه، على مدى ثلاث سنوات بالمحتوى والأداء نفسيهما.
- الأفضل كوميدياً
ورغم عرض سبعة أعمال كوميديا خلال الشهر الكريم، فإن الجمهور يميل أكثر للدراما الاجتماعية في رمضان بحسب الناقد خالد محمود، الذي يرى أن «الكبير أوي» لأحمد مكي إضافة مهمة في جزئه السابع، وتميز بالدفع بوجوه جديدة، وهو يظل عملاً ناجحاً، و«الصفارة» كان الأبرز لأن أحمد أمين لديه قدرة على التغيير والتلوين، ونجح مسلسل «جت سليمة» لدنيا سمير غانم في الجمع بين الكوميديا والاستعراض والغناء، لكن محمود يرى أن تجربة يسرا مع الكوميديا هذا العام غير موفقة لضعف السيناريو.

زكي خطفت الإشادات عبر «تحت الوصاية» (الشرق الأوسط)

- مستوى متوسط
ووفقاً للناقد رامي عبد الرازق فإن الموسم الدرامي هذا العام جاء متوسط المستوى والنجاح، وأن الخاسرين أكثر من الفائزين، مؤكداً أن المسلسلات القصيرة ستفرض وجودها في المواسم اللاحقة، لا سيما مع تفوق أعمال من بينها، «الهرشة السابعة» و«الصفارة» و«تحت الوصاية»، التي يراها «أكثر ثلاثة أعمال رابحة على مستوى الشكل الفني والمضمون الدرامي الذي ينطوي على قدر كبير من التماسك والنضح والعمق والتوزان».
وأعرب عبد الرازق عن إحباطه من مسلسل «سره الباتع»، مبرراً ذلك بقوله: «المسلسل شهد استسهالاً في المعالجة، ومباشرة في الطرح، ونمطية وعدم إتقان في الشكل رغم الميزانية الضخمة التي أتيحت له، وأن مسلسل «سوق الكانتو» حقق نقلة فنية في شكل الديكورات والإخراج الفني لكن الدراما به جاءت هشة كما أن إيقاعها بطيء، بالإضافة إلى أن كثيراً من الأعمال سوف تتبخر تماماً من ذاكرة المشاهد ولن يعود إليها مرة أخرى، باستثناء مسلسل «تحت الوصاية». مؤكداً أن على ياسمين عبد العزيز أن تكتفي بهذا القدر من الأعمال التي تجمعها وزوجها الفنان أحمد العوضي بعد «ضرب نار».