جرى الإعلان في بروكسل صباح أمس (الجمعة) عن قيام السلطات البلجيكية، مساء أول من أمس (الخميس)، بتسليم فرنسا شخصاً مطلوباً للمحاكمة في ملف يتعلق باحتجاز 4 صحافيين فرنسيين في سوريا أثناء وجوده ضمن صفوف «داعش» عامي 2013 و2014. وكانت محكمة بلجيكية قضت في 12 مارس (آذار) بالسجن المؤبد على الإرهابي الفرنسي مهدي نموش، في قضية الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل، الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص قبل نحو خمس سنوات.
ويأتي الحكم على نموش بعد إدانته بارتكاب أربع عمليات اغتيال إرهابية في مايو (أيار) 2014 بالمتحف اليهودي بالعاصمة البلجيكية، في هجوم حدث بعد عودته من سوريا. وقال مصدر في إدارة سجن موشوكنان إن الإرهابي نموش وضع في التوقيف الاحترازي في هذا السجن.
وقالت وسائل الإعلام البلجيكية، أمس، إن نموش الذي أدانته محكمة بلجيكية في مارس الماضي في ملف الهجوم على المتحف اليهودي الذي وقع في مايو 2014، قد جرى تسليمه إلى السلطات الفرنسية، مساء أول من أمس، في ظل إجراءات أمنية شديدة للغاية تحسباً لوقوع أي محاولة للهروب من جانبه.
وأكد محامي الأخير، وهو البلجيكي سباستيان كورتويه، عملية نقل موكله من بروكسل إلى باريس، ونقل الإعلام البلجيكي عن مصادر إعلامية فرنسية أن نموش وصل بالفعل إلى سجن موشوكنان، وأصبح قيد الحبس في ملف الصحافيين الفرنسيين.
وتمت عميلة الترحيل عقب صدور مذكرة اعتقال أوروبية بحق نموش في يونيو (حزيران) 2016، حسبما ذكرت مصادر قضائية فرنسية وأضافت أن الأمر يتعلق بـ«عمليات خطف واحتجاز تم ارتكابها في إطار عصابة منظمة وعلى صلة بالانتماء لتنظيم إرهابي». وكان احتجاز الصحافيين في حلب موضع محاكمة في فرنسا أفضت إلى إدانة نموش في نهاية 2017. وقال أربعة صحافيين فرنسيين كانوا قد احتجزوا في سوريا 2013 إن نموش كان أحد سجانيهم خلال المحاكمة البلجيكية بشأن الهجوم على المتحف اليهودي.
وفي مارس الماضي، أدين نموش بقتل أربعة أشخاص في 24 مايو 2014، وهم إسرائيليان وامرأة فرنسية متطوعة في المتحف وبلجيكي من العاملين بالمتحف، وتوفوا جميعهم متأثرين بجروحهم بعد أيام قليلة. وحكم عليه بالسجن مدى الحياة. وكان هذا أول هجوم في أوروبا ينسب لتنظيم «داعش». ولكن مهدي نموش (34 عاماً) وخلال جلسات المحاكمة ببروكسل أنكر الوقائع. وخلال جلسات المحاكمة وبالتحديد في السابع من فبراير (شباط) الماضي أدلى اثنان من الصحافيين الفرنسيين بأقوالهما أمام محكمة بروكسل، واتفق كل من ديديه فرنسوا ونيكولاس هينان أمام المحكمة في القول إنه ليس لدى أي منهما شك في أن نموش كان الحارس والجلاد، وذلك في أثناء فترة احتجازهما ضمن أربعة من الصحافيين لدى «داعش» في سوريا منتصف عام 2013. وأضافا: «لقد قاموا بإخراجنا من الزنزانة للتحقيق معنا ثم بعدها نقلونا إلى زنزانة أخرى قرب غرفة التعذيب، وهناك رأينا نموش لأول مرة». وقال فرنسوا انه اختطف مع زميله المصور في 6 يونيو 2013 بالقرب من حلب، وبعد أسبوعين اختطف نيكولاس وشخص آخر في الرقة عاصمة «داعش» في سوريا.
وعندما سأل القاضي الشاهد فرنسوا: هل تعرف أيّاً من المتهمين، أجاب: «للأسف نعم». ومن جهته، قال نيكولاس إنه يتذكر جيداً أن نموش قام بضربه أكثر من مرة، واحتجز الرهينتين السابقين لدى مجموعة تابعة لتنظيم «داعش»، وكان نموش أحد عناصرها في النصف الثاني من عام 2013، في مستشفى بحلب، شمال سوريا، حوّله الدواعش إلى سجن. وقام تنظيم «داعش» بخطف واحتجاز أربعة صحافيين فرنسيين بين يونيو 2013 وأبريل (نيسان) نيسان 2014. وتبنى تنظيم «داعش» اعتداءات باريس وعملية مطار بروكسل. وقال ديدييه فرنسوا إنه تعرض لـ«نحو أربعين ضربة هراوة» من نموش، ولو أن أعمال العنف و«التعذيب» كانت تستهدف بصورة خاصة السجناء السوريين والعراقيين.
بلجيكا تسلم فرنسا نموش المتهم باحتجاز 4 صحافيين في سوريا
بلجيكا تسلم فرنسا نموش المتهم باحتجاز 4 صحافيين في سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة