بوادر تمرد شعبي ضد «الوفاق»... والجيش يدعو سكان طرابلس إلى الانتفاضة

جهود اماراتية تنجح في تأمين إطلاق 4 أجانب خطفوا في ليبيا

TT

بوادر تمرد شعبي ضد «الوفاق»... والجيش يدعو سكان طرابلس إلى الانتفاضة

سعت حكومة «الوفاق» الليبية، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، إلى احتواء بوادر تمرد شعبي، أمس، من سكان بعض ضواحي المدينة، على خلفية قتل عناصر من الميليشيات المسلحة الموالية للحكومة مواطنين في 3 حوادث متفرقة، وسط حملة اعتقالات بالجملة، طالت المئات من مؤيدي «الجيش الوطني» الذي دعا سكان طرابلس، في المقابل، إلى الانتفاضة، فيما يستعد قائده العام المشير خليفة حفتر لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الأسبوع المقبل.
ومن المقرر أن يزور حفتر باريس لعقد محادثات مع الرئيس الفرنسي، حيث نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر في الرئاسة الفرنسية أنهما «سيناقشان الوضع في ليبيا، وشروط العودة للحوار السياسي، عقب زيارة السراج، وبالتنسيق مع الأمم المتحدة والشركاء».
وفي غضون ذلك، كشف المركز الإعلامي لغرفة عمليات «الكرامة»، التابعة لـ«الجيش الوطني»، النقاب عن أن الميليشيات المتحالفة مع حكومة السراج اعتقلت بشكل تعسفي، وأخفت قسراً، مئات الأشخاص من مؤيدي قوات الجيش في طرابلس.
وقال المركز، في بيان، مساء أول من أمس، إن ميليشيات مصراتة ألقت القبض على نحو 180 شخصاً من مؤيدي الجيش، وقامت باحتجازهم بإحدى المزارع الواقعة على طريق السدرة، مشيراً إلى أنه تم سجنهم داخل «مزرعة المجدوب» التي تتخذ منها بعض ميليشيات مصراتة غرفة عمليات لها.
ولفت المركز إلى أن عمليات القبض والاحتجاز «ليست الأولى من نوعها، حيث سبق اقتياد الكثيرين لمجرد الاشتباه بتأييدهم للجيش». وخاطب البيان أهالي سكان طرابلس قائلاً: «أبناؤكم في قبضة ميليشيات ينتظرون منكم انتفاضة تخلصهم من هذه الشراذم».
وكان المركز قد تحدث عن أعمال شغب شهدتها العاصمة الليبية طرابلس، مساء أول من أمس، تضمنت إغلاق طرق وحرق إطارات، وسط غضب شعبي مفاجئ عم عدداً من مناطق المدينة، بعد تعدد الجرائم التي قامت بها الميليشيات المسلحة ضد 3 من أبناء المدينة.
ودعا الجيش شباب طرابلس إلى القيام بانتفاضة على الميليشيات المسلحة التي اعتبر أنها «في آخر مراحلها»، داعياً إلى عدم السماح لهذه الميليشيات بالاستمرار في السيطرة على المدينة.
وتحدث شهود عيان عن إغلاق السكان للشوارع بمحيط منطقة باب بن غشير، جنوب العاصمة، بعد مقتل شاب كان يشتري كوباً من القهوة بأحد مقاهي المنطقة برصاص مجموعة مسلحة، كانت تطلق النار بشكل عشوائي بالمكان. كما أردى مسلحون مواطناً آخر، بعدما منعهم من اجتياح منزله في ضاحية عين زارة، بينما قتل مواطن ثالث أمام أطفاله الصغار دهساً لأنه لم يفسح الطريق لمرور سيارة تحمل أحد عناصر الميليشيات المسلحة.
وأظهرت لقطات مصورة وصور فوتوغرافية قيام بعض السكان بإشعال النيران في إطارات السيارات في بعض الضواحي. وكنتيجة لذلك، وفي محاولة لاحتواء غضب الرأي العام المحلي، أكدت وزارة الداخلية بحكومة السراج أنه قد تم اعتقال الجاني الذي قام بإطلاق النار أمام أحد المقاهي بمنطقة سيدي من قبل مديرية أمن طرابلس، والذي أسفر عن مقتل شخص نتيجة مشاجرة، مشيرة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية.
بدورها، قالت غرفة عمليات «الكرامة» إنه من خلال رصد ومتابعة واستعراض قوائم المعتقلين، أو الذين قضوا في مواجهات الجيش منذ انطلاق العمليات قبل 5 سنوات، يتبين أن جميعهم لديهم سجلات إجرامية وإرهابية، بداية من تنظيم «أنصار الشريعة» المصنف تنظيماً إرهابياً، حتى عناصر «القاعدة» و«شورى بنغازي» و«تنظيم بيت المقدس»، وغيرها من التنظيمات الإرهابية.
ونقلت شعبة الإعلام الحربي، في بيان مقتضب أصدرته مساء أول من أمس، معلومات لم تحدد مصادرها، تتحدث عن اندلاع اشتباكات في صفوف ما وصفته بالحشد الميليشياوي، في إشارة إلى الميليشيات الموالية لحكومة السراج، موضحة أن القتال اندلع بين مجموعات من كاباو وأخرى من جنزور، كما أشارت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من عناصر هذه الميليشيات.
وميدانياً، جرت أمس معارك كر وفر في محاور عين زارة ووادي الربيع بالضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس، وذلك بعد نحو شهر ونصف من إطلاق حفتر عملية «الفتح المبين» لتحرير العاصمة من الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج.
وقالت قوات «الجيش الوطني» إنها حققت تقدماً على الأرض في مواجهة الميليشيات، بينما دعا ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، الطرفين للامتناع عن استخدام الأسلحة المتفجرة، بما في ذلك القصف الجوي أو المدفعي في المناطق الآهلة بالسكان.
وفي غضون ذلك، أعلنت السلطات الإماراتية، أمس، عن انتهاء محنة خطف 4 من مواطني الفلبين وكوريا الجنوبية، بعد نحو 315 يوماً من الاحتجاز في جنوب ليبيا، وذلك في عملية نوعية للجيش الوطني الليبي.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان لها في ساعة مبكرة من صباح أمس، إطلاق سراح الأربعة المحتجزين نتيجة لما وصفته بجهود كبيرة بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة، بالتعاون والتنسيق مع «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، مشيرة إلى أنه تم نقل المحتجزين إلى أبوظبي، تمهيداً لمغادرتهم إلى بلادهم.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.