حداد في النيجر بعد مقتل 28 جندياً في هجوم إرهابي

منطقة الهجوم تنشط فيها جماعة مرتبطة بتنظيم {داعش}

جنود من النيجر يقومون بدوريات في شوارع العاصمة نيامي خلال مراسم تشييع قائد للجيش قتل على يد عناصر «بوكو حرام» بالقرب من الحدود مع نيجيريا (غيتي)
جنود من النيجر يقومون بدوريات في شوارع العاصمة نيامي خلال مراسم تشييع قائد للجيش قتل على يد عناصر «بوكو حرام» بالقرب من الحدود مع نيجيريا (غيتي)
TT

حداد في النيجر بعد مقتل 28 جندياً في هجوم إرهابي

جنود من النيجر يقومون بدوريات في شوارع العاصمة نيامي خلال مراسم تشييع قائد للجيش قتل على يد عناصر «بوكو حرام» بالقرب من الحدود مع نيجيريا (غيتي)
جنود من النيجر يقومون بدوريات في شوارع العاصمة نيامي خلال مراسم تشييع قائد للجيش قتل على يد عناصر «بوكو حرام» بالقرب من الحدود مع نيجيريا (غيتي)

أعلنت الحكومة في النيجر أمس (الخميس) الحداد لثلاثة أيام على أرواح 28 جندياً من الجيش قتلوا في هجوم إرهابي وقع في أقصى غربي البلاد، غير بعيد من الحدود مع دولة مالي، في منطقة «تيلابيري» التي تنشط فيها جماعة تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وسبق أن قتل فيها أربعة جنود من القوات الخاصة الأميركية.
الهجوم الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي قتل فيه 17 جندياً واختفى 11 آخرون، وفق ما أكدته وزارة الداخلية في بيان رسمي صدر مساء الأربعاء، ولكن مصدراً أمنياً أكد العثور صباح أمس (الخميس) على جثث الجنود المختطفين وقد تمت تصفيتهم من طرف منفذي الهجوم، وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية: «تأكّدنا من العثور على جثث 11 جندياً كانوا في عداد المفقودين، ما يرفع الحصيلة إلى 28 قتيلاً».
وزارة الداخلية قالت إن الكمين نفذه «إرهابيون مدجّجون بالسلاح»، وقال مصدر أمني إن دورية للجيش تتكون من 52 جندياً «وقعت بعد ظهر الثلاثاء في كمين نصبه مسلحون، وتم نقل العديد من الجرحى إلى نيامي»، وأفاد مصدر أمني ثالث أن إحدى العربات «انفجرت لدى مرورها على عبوة ناسفة».
وقالت مصادر أمنية نيجيرية لـ«الشرق الأوسط» إن الكمين وقع بعد أن استهدفت مجموعة من المسلحين المجهولين سجناً يقع بالقرب من العاصمة نيامي، وحاولت تحرير «قادة ومقاتلين إرهابيين» داخله، ولكن وحدة من الجيش تدخلت وأفشلت المحاولة وقامت بملاحقة منفذيها، قبل أن تقع في كمين مُحكم.
وقالت مصادر «الشرق الأوسط» إن منفذي الهجوم الإرهابي بالقرب من قرية «تونغو تونغو» قطعوا شبكة الاتصال اللاسلكي في المنطقة من خلال استهداف هوائيات تابعة لشركة الاتصال، فيما استخدموا أسلحة خفيفة وثقيلة وعبوات ناسفة وقذائف في الهجوم الذي استمر لأكثر من ساعتين، ووصفته المصادر بأنه «عنيف جداً».
ونقل العديد من الجنود الجرحى إلى العاصمة نيامي، التي رفعت حالة التأهب الأمني فيها إلى الدرجة القصوى، ومع فجر الأربعاء بدأت عمليات تمشيط واسعة من طرف جيش النيجر، بالتعاون مع القوات الفرنسية والأميركية في المنطقة، لملاحقة منفذي الهجوم الإرهابي، أسفرت عن العثور على جثث الجنود المختفين.
وفي نفس المنطقة سبق أن تعرضت وحدة من القوات الخاصة الأميركية نهاية عام 2017 لكمين مسلح أودى بحياة أربعة جنود أميركيين وخمسة جنود من النيجر، وهو الهجوم الذي تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية في منطقة الصحراء الكبرى»، وهو تنظيم يقوده المدعو «أبو الوليد الصحراوي» وسبق أن أعلن مبايعة أبو بكر البغدادي، وينشط على الشريط الحدودي الرابط بين النيجر ومالي وبوركينافاسو.
وأوضحت وزارة الدفاع الأميركية في أعقاب هجوم 2017 أن القوات الخاصة الأميركية كانت تتحرك في تلك المنطقة بالتنسيق مع جيش النيجر من أجل القبض على «دوندون شيفو»، وهو مسؤول رفيع في «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى» المشتبه في تورطه في خطف العامل الإنساني الأميركي جيفري وودكي.
ومنذ عملية مقتل جنود القوات الخاصة الأميركية تعرض تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى لضربات عسكرية قوية نفذتها قوات «برخان» الفرنسية، التي استهدفت قواعده الخلفية في الغابات والأحراش على ضفاف نهر النيجر في أقصى شرقي مالي، على الحدود مع النيجر. وفي إحدى العمليات التي جرت منتصف العام الماضي، بالتعاون مع ميليشيات مسلحة محلية من الطوارق والفلان، كاد الفرنسيون أن يقتلوا زعيم التنظيم «أبو الوليد الصحراوي» الذي قالت بعض التقارير إنه أصيب وانسحب بصعوبة من ساحة المعركة. وتعاني منطقة الساحل الأفريقي من توتر أمني منذ عام 2012 عندما سيطرت جماعات مرتبطة بتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» على مناطق واسعة من شمال مالي، القريب جداً من النيجر، وحاولت هذه الجماعات السيطرة على العاصمة باماكو في الجنوب قبل أن تتدخل فرنسا عسكرياً لمنع ذلك يناير (كانون الثاني) 2013.
ومكن التدخل العسكري الفرنسي والدولي في مالي من طرد هذه الجماعات من كبريات المدن، ولكن بدأت حرب عصابات ما تزال مستمرة رغم وجود 15 ألف جندي أممي لحفظ السلام، و4500 جندي فرنسي لمحاربة الإرهاب.
وزادت الجماعات الإرهابية من نشاطها في منطقة الساحل الأفريقي خلال السنوات الأخيرة، ودخلت على الخط جماعات مرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي، في ظل تقارير تتحدث عن دخول مقاتلين قادمين من سوريا والعراق.


مقالات ذات صلة

نيجيريا تتحدث عن «دول» تمول الإرهاب وتدعو إلى «تحقيق» أممي

أفريقيا وحدة خاصة من قوة عسكرية شكلتها نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين لمواجهة «بوكو حرام» (القوة العسكرية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام»)

نيجيريا تتحدث عن «دول» تمول الإرهاب وتدعو إلى «تحقيق» أممي

أعلنت دول حوض بحيرة تشاد القضاء على المئات من مقاتلي جماعة «بوكو حرام» الموالية لتنظيم «داعش»، ورغم ذلك لم تتوقف الهجمات الإرهابية في المنطقة.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول الجمعة (رويترز)

تركيا تنسّق مع أميركا في سوريا وتطالب فرنسا باستعادة «دواعشها»

أعطت تركيا إشارة إلى تنسيقها مع الولايات المتحدة بشأن التحرك ضد القوات الكردية في شمال سوريا، وانتقدت بعنفٍ موقف فرنسا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا يقف مسؤولون أمنيون باكستانيون حراساً عند نقطة تفتيش في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان بباكستان يوم 6 يناير 2025 حيث تشهد باكستان موجة من عنف المتمردين خصوصاً في المقاطعات الغربية في إقليم خيبر بختونخوا (إ.ب.أ)

الشرطة الباكستانية: اختطاف 17 موظفاً على يد عناصر إرهابية شمال غربي البلاد

أعلنت الشرطة الباكستانية أن مسلحين من العناصر الإرهابية اختطفوا 17 موظفاً مدنياً في منطقة قبول خيل، الواقعة على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الكندي يقول إنه سيستقيل من رئاسة الحزب الحاكم

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يلقي كلمة في أوتاوا، 6 يناير 2025 (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال خطاب جرى بثه على الهواء مباشرة اليوم الاثنين إنه يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب الليبرالي الحاكم، لكنه أوضح أنه سيبقى في منصبه حتى يختار الحزب بديلاً له.

وقال ترودو أمام في أوتاوا «أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرّد أن يختار الحزب رئيسه المقبل».

وأتت الخطوة بعدما واجه ترودو في الأسابيع الأخيرة ضغوطا كثيرة، مع اقتراب الانتخابات التشريعية وتراجع حزبه إلى أدنى مستوياته في استطلاعات الرأي.

وكانت صحيفة «غلوب آند ميل» أفادت الأحد، أنه من المرجح أن يعلن ترودو استقالته هذا الأسبوع، في ظل معارضة متزايدة له داخل حزبه الليبرالي.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو متحدثا أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني 16 ديسمبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مصادر لم تسمها لكنها وصفتها بأنها مطلعة على شؤون الحزب الداخلية، أن إعلان ترودو قد يأتي في وقت مبكر الاثنين. كما رجحت الصحيفة وفقا لمصادرها أن يكون الإعلان أمام مؤتمر للحزب الليبرالي الوطني الأربعاء. وذكرت الصحيفة أنه في حال حدثت الاستقالة، لم يتضح ما إذا كان ترودو سيستمر في منصبه بشكل مؤقت ريثما يتمكن الحزب الليبرالي من اختيار قيادة جديدة.

ووصل ترودو إلى السلطة عام 2015 قبل ان يقود الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

لكنه الآن يتخلف عن منافسه الرئيسي، المحافظ بيار بواليافر، بفارق 20 نقطة في استطلاعات الرأي.