تركيا: الإفراج المؤقت عن زوجتي منفذ هجوم رأس السنة في إسطنبول

عبد القادر مشاريبوف (الشرق الأوسط)
عبد القادر مشاريبوف (الشرق الأوسط)
TT

تركيا: الإفراج المؤقت عن زوجتي منفذ هجوم رأس السنة في إسطنبول

عبد القادر مشاريبوف (الشرق الأوسط)
عبد القادر مشاريبوف (الشرق الأوسط)

قضت محكمة الجنايات العليا في إسطنبول، أمس (الخميس) بإطلاق سراح مؤقت، مع تقييد السفر، لزوجتي عبد القادر ماشاريبوف منفذ الهجوم على نادي رينا الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة في 2016 بإسطنبول.
وجاء قرار المحكمة، بإطلاق سراح «زارينا نوروللاييفا»، و«طيني طراوري» مؤقتا، بناء على طلب تقدمت به هيئة الدفاع عنهما. وشمل القرار حظر سفر المتهمتين خارج البلاد وإخضاعهما للمراقبة القضائية.
واستؤنفت أمس في إسطنبول محاكمة عبد القادر ماشاريبوف (المكنى أبو محمد الخراساني) المتهم الرئيسي في الهجوم الذي استهدف نادي «رينا» الليلي في إسطنبول ليلة رأس السنة الميلادية نهاية العام 2016 وأسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة 69 آخرين.
والأوزبكي ماشاريبوف هو واحد من 58 متهما، 20 منهم موقوفون بالفعل، وطالبت النيابة العامة في مذكرتها المقدمة للمحكمة، بالحكم عليه بالسجن المؤبد 40 مرة، وألفين و397 سنة سجنا. وأنكر ماشاريبوف في جلسة في فبراير (شباط) الماضي جميع التهم الموجهة إليه.
وتعرض نادي «رينا» الليلي الذي كان يقع في منطقة «أورتا كوي» الساحلية في إسطنبول، لهجوم مسلح ليلة 31 ديسمبر (كانون الأول) 2016. حيث كان مكتظا بالمرتادين في احتفال رأس السنة الجديدة (2017) ما أسفر عن مقتل 39 شخصًا، وإصابة 69 آخرين، بحسب أرقام رسمية.
وأوقف ماشاريبوف في منزل في حي أسنيورت غرب إسطنبول ليل السادس عشر من يناير (كانون الثاني) 2017. بصحبة عراقي و3 نساء من جنسيات مصرية وصومالية وسنغالية، تردد وقتها أن تنظيم «داعش» الإرهابي منحهن لماشاريبوف كمكافأة لنجاحه في تنفيذ الهجوم الإرهابي على النادي الليلي الراقي، الذي قامت سلطات حي بيشكتاش في إسطنبول بإزالته من مكانه بعد 5 أشهر من الهجوم في عملية استغرقت 45 دقيقة فقط.
واعترف ماشاريبوف، الذي نجح في الاختباء لمدة أسبوعين عقب تنفيذ الهجوم الإرهابي، بأنه تلقى الأوامر بالهجوم من أحد قادة «داعش» في شمال سوريا، وأنه أرسل إليه صورا ومقاطع فيديو من داخل النادي الليلي عبر تطبيق «تليغرام». وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. على صعيد آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أكصوي، إن بلاده تتابع بقلق ما سماه «تحول اليونان إلى ملجأ آمن لتنظيمات إرهابية». وأضاف، في بيان أمس، تعليقًا على تبرئة محكمة يونانية 9 أشخاص من تهمة «الانتماء لتنظيم إرهابي»، بعد أكثر من عام ونصف على اعتقالهم بشبهة الارتباط بحزب جبهة التحرير الشعبي الثوري، المصنف كتنظيم إرهابي، أن «تعاطف وتسامح ومساعدة أثينا لهذه التنظيمات، يتناقض مع تعهداتها الدولية بمحاربة الإرهاب». وتابع أن «قرار البراءة الصادر عن المحكمة الجنائية بالعاصمة أثينا، يُفسر سبب اختيار تلك العناصر البقاء في اليونان، وأن القرار لا ينسجم أيضًا مع الجهود الأوروبية لمحاربة الإرهاب، باعتبار المنظمة مدرجة على لوائح الإرهاب الأوروبية». وقضت المحكمة الجنائية في أثينا، أول من أمس، ببراءة الأشخاص الـ9 من تهمتي «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» و«حيازة أسلحة ومتفجرات». كما قضت بالحبس عامين و7 أشهر بحق 6 من بين المتهمين، لـ«حيازة أسلحة خفيفة وألعاب نارية» و«تزوير أوراق رسمية»، وصادقت على عقوبة 5 منهم.
وقررت المحكمة تحويل عقوبة أحد المتهمين إلى غرامة مالية، وهو «حسن بيبر» الذي نفذ، عام 2013. هجمات استهدفت مقر حزب «العدالة والتنمية» ووزارة العدل بتركيا. كانت الشرطة اليونانية ألقت القبض، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، على المتهمين، في 3 منازل بالعاصمة أثينا، قبيل زيارة قام بها الرئيس التركي لليونان في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه، كما ضبطت مواد متفجّرة تستخدم في صناعة القنابل وأجهزة كومبيوتر وملفات تنظيمية. وطالبت تركيا اليونان بتسليم المتهمين، لكن القضاء اليوناني رفض ذلك.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام يونانية أن السلطات عثرت على أدلة تشير أن التنظيم الإرهابي كان يستعد لتنفيذ هجوم أثناء زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى أثينا، في ديسمبر (كانون الأول)2017.


مقالات ذات صلة

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )
أميركا اللاتينية شرطة فنزويلا (متداولة)

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أعلن وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، الاثنين، أن السلطات اعتقلت أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب، عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس )

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.