رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية لا تقوم بما يكفي لمكافحة العنصرية

شكوك في نياتها واتهامات بعجزها عن التعاون لوقف التمييز العرقي

جماهير  مونتينغرو تسب داني روز مدافع إنجلترا خلال مباراة بالتصفيات الأوروبية (رويترز)
جماهير مونتينغرو تسب داني روز مدافع إنجلترا خلال مباراة بالتصفيات الأوروبية (رويترز)
TT

رابطة اللاعبين المحترفين الإنجليزية لا تقوم بما يكفي لمكافحة العنصرية

جماهير  مونتينغرو تسب داني روز مدافع إنجلترا خلال مباراة بالتصفيات الأوروبية (رويترز)
جماهير مونتينغرو تسب داني روز مدافع إنجلترا خلال مباراة بالتصفيات الأوروبية (رويترز)

لم يكن من السهل في البداية معرفة ما يجب فعله في حملة «كفاية» التي أطلقتها رابطة اللاعبين المحترفين في إنجلترا لمكافحة العنصرية. وقد كان من الصعب التأكد مما إذا كانت فكرة هذه الحملة نابعة من الرابطة نفسها أم أنها جاءت في المنام لمسؤولي العلاقات العامة بإحدى الهيئات! فهل تعتقد الرابطة أن مجرد مطالبة اللاعبين بمقاطعة وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 24 ساعة وإطلاق هاشتاغ جديد على موقع «تويتر» سيسهم في تقليل العنصرية في ملاعب كرة القدم؟ في الحقيقة، يشك البعض في أن الرابطة قد أطلقت هذه الحملة للتغطية على الأعمال المؤسفة المتعلقة برئيس الرابطة غوردون تايلور.
وتعد هذه هي المرة الأولى في إنجلترا وويلز التي يتم فيها دعوة الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل احترافي للاحتجاج بصورة جماعية على العنصرية التي يتعرض لها كثير منهم. وكان يجب أن يتم الاحتجاج بصورة قوية ومؤثرة تسهم فعلا في مكافحة العنصرية، لكني لا أعتقد أن الأمر كان كذلك في هذه الحملة التي شنتها الرابطة. فهل يُعقل أن يكون رد فعل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم عبارة عن رموز تعبيرية على حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لمدة 24 ساعة لمكافحة العنصرية التي تؤرق عالم كرة القدم؟ في الحقيقة، أنا لا أعتقد أن هذه الحملة سيكون لها تأثير إيجابي على الإطلاق.
وقد أرفق الكثير من لاعبي كرة القدم نسخة من بيان الرابطة على حساباتهم الخاصة على موقع «تويتر»، وهو البيان الذي يقول: «معا، ندعو منصات التواصل الاجتماعي وهيئات كرة القدم إلى بذل المزيد من الجهد!». ولكي نكون منصفين يجب الإشارة إلى أن رابطة اللاعبين المحترفين لم تكتف خلال الفترة الماضية بإصدار هذا البيان، لكنها أشارت إلى أن المرحلة التالية من الحملة ستشمل، وفقاً للإعلان الأخير، إجراء محادثات مع وزيرة الرياضة، ميمس ديفيز. وقد أشارت الرابطة إلى وجود عنوان بريد إلكتروني مخصص للاعبين للإبلاغ عن أي إساءات يتعرضون لها عبر الإنترنت، في الوقت الذي يتم فيه الترتيب لعقد اجتماعات مع مسؤولي «تويتر» وفيسبوك وإنستغرام، حيث تعتزم الرابطة أن تخبر هذه الهيئات بأنه كان يتعين عليها القيام بالمزيد من الخطوات منذ وقت طويل لمكافحة العنصرية.
لكن من الممكن أيضا أن يتهم مسؤولو هذه الشركات رابطة اللاعبين المحترفين بالأمر نفسه ويؤكدون أنه كان يتعين عليها هي الأخرى القيام بالمزيد من الإجراءات منذ زمن طويل لمكافحة العنصرية! ويروي ستان كوليمور قصة في سيرته الذاتية عن الفترة التي كان يلعب خلالها مع نادي أستون فيلا، عندما اتهم علناً زميله السابق في نادي ليفربول ستيف هاركنس بتوجيه إهانات عنصرية له طوال إحدى المباريات. ونفى هاركنس هذا الأمر وهدد بمقاضاة كوليمور. وعند هذه النقطة، يقول كوليمور إن عدداً من المديرين التنفيذيين في رابطة اللاعبين المحترفين، بما في ذلك تايلور، تدخلوا وطلبوا من اللاعبين التوقيع على اعتذار مشترك للكشف عنه على الملأ. وكتب كوليمور يقول: «لقد طلبوا مني أن أعتذر عن وصفي بأنني زنجي. لقد أرادوا أن أعتذر لأن هاركنس سخر مني وقال إن والدتي صديقة لرجل أسود».
ربما يمكنكم أن تتفهموا، إذن، الأسباب التي تجعل كوليمور من بين أولئك الذين ينظرون دائما إلى رابطة اللاعبين المحترفين بعين الشك والريبة، وتتفهموا التصريحات التي قال فيها إنه يعتقد أن «الحملة التي أطلقتها الرابطة لمدة 24 ساعة تهدف في المقام الأول لكي تجعل بعض الأشخاص يشعرون بالرضا عن أنفسهم». ولا تعتقدوا أن كوليمور هو الوحيد الذي يتخذ هذا الموقف، فخلال حديثي مع نشطاء مناهضين للعنصرية مؤخرا قابلت كثيرين ممن يشككون في نيات الرابطة. وفي الحقيقة، لا يوجد قدر كبير من الرضا عن الرابطة بقيادة تايلور، خاصة أنه كان هناك الكثير من المناسبات التي دعت المرء للتساؤل عن الأسباب التي تجعل رابطة اللاعبين المحترفين رغم وجود 50 مليون جنيه إسترليني في رصيدها المصرفي لا تقوم بالمزيد من الإجراءات لمساعدة حملة «كيك إت أوت» لمناهضة العنصرية للقيام بالدور المطلوب منها على النحو الأمثل.
وللأسف، لم نجد إجابة مرضية على الإطلاق لهذا السؤال، نظرا لأن رابطة اللاعبين المحترفين لديها مدير تنفيذي يحصل على راتب سنوي يبلغ 2.2 مليون جنيه إسترليني، ومتحف للفنون في قاعة اجتماعات مجلس الإدارة. وفي المقابل، تعاني حملة «كيك إت أوت» من نقص مزمن في الموارد على مر السنين، لدرجة أنها كانت بحاجة إلى خطة إنقاذ مالي أكثر من مرة، وحتى وقت قريب كانت تدير أنشطتها من فوق محل للبيتزا في منطقة كليركينويل. وتحصل حملة «كيك إت أوت» على 125 ألف جنيه إسترليني فقط سنويا من رابطة اللاعبين المحترفين!
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة تحمل أمورا إيجابية عن آخر مرة اضطررت فيها إلى الاتصال برابطة اللاعبين المحترفين للحصول على تعليق بشأن تصريحات أربعة شهود عيان زعموا أن تايلور أشار إلى اللاعبين السود على أنهم «ملونون» في حدث يهدف لتعزيز التنوع والمساواة العرقية (لم يتذكر غوردون أي شيء من هذا القبيل وقال، باعتباره ناشطاً في هذا المجال منذ زمن طويل، إنه متأكد من أن هؤلاء الشهود كانوا مخطئين).
وقد وعدت رابطة اللاعبين المحترفين بأنها ستتطور لتواجه قضية العنصرية بشكل قوي، وبالتالي ربما ينبغي علي ألا أحاول التركيز بشكل كبير على ما حدث في الماضي وأن أركز بدلا من ذلك على ما سيحدث خلال الفترة المقبلة. وعلاوة على ذلك، فإنه من الجيد أن تعلم شركات وسائل التواصل الاجتماعي أنها لا تراقب الأشياء التي تنشر على مواقعها بشكل كاف في هذا الصدد.
فهل هناك صعوبة كبيرة، على سبيل المثال، في أن يتم تغيير عملية التسجيل التي تتيح لمن يكتب عبارة عنصرية أن يفتخر بما يكتب ويشعر بالجرأة بسبب عدم الكشف عن هويته؟ دعونا نتفق على أنه إذا كان هناك من يريد حقاً أن ينشر رسالة عنصرية، فلن يكون من الممكن أبدا إيقافه عن القيام بذلك، لكن هذه المواقع تستطيع أن تجبر الأشخاص الذين يقومون بذلك على الكشف عن هوياتهم الحقيقية، والقيام بالمزيد من أجل أن يصل انطباع لهؤلاء الأشخاص بأن ما يقومون به سيتسبب لهم في بعض المتاعب والمشكلات.
وبدلاً من ذلك، فإن الأمر الذي ربما يلخص الحال الذي نحن عليه الآن يتمثل في تصريحات لاعب واتفورد، كريستيان كاباسيلي، الذي قال إنه في آخر مرة أبلغ فيها عن تعرضه للعنصرية على موقع انستغرام فإنه تلقى ردا من الموقع بأنه درس شكواه ولم يجد أي تهديدات بالعنف! أو ماذا عن قصة زميلي روب هاريس، من وكالة أسوشيتد برس، الذي عثر بالصدفة على حساب على موقع «تويتر» لأحد مشجعي آرسنال يصف فيه ويلفريد زاها ومحمد صلاح بعبارات عنصرية بغيضة. وقد أرسل روب شكوى لموقع توتير بشأن هذا الحساب، وجاء الرد من «تويتر» كالتالي: «نحن نقدر مساعدتك في تحسين تجربة الجميع على موقع تويتر. التقريران اللذان أرسلتهما خلال الساعة الماضية سيجعلان هذا المكان أفضل وأكثر أماناً». وبعد أسبوع من هذه الشكوى، كان هذا الحساب المسيء لا يزال نشطا على الموقع! لكن ربما يكون الجزء الأكثر أهمية فيما تقوم به رابطة اللاعبين المحترفين يتمثل في أنها تروج لرسالة أصبحت أكثر وضوحاً على مدار العام الماضي، وهي أن هذه هي الحقبة التي يتم فيها الاستماع لشكاوى اللاعبين السود والآسيويين والمنحدرين من أقليات عرقية مختلفة. وفي مقابل ذلك، أعتقد أن المنظمين لهذه الحملة قد فاتهم أن يعقدوا مؤتمرا صحافيا يدعون إليه بعض اللاعبين البارزين ويمنحون وسائل الإعلام الفرصة في الترويج لهذه الحملة، سواء على القنوات التلفزيونية أو غيرها من وسائل الإعلام. في الحقيقة، يشعر المرء بأن كل شيء تم من دون تنسيق. ولم يشارك الكثير من اللاعبين الذين كان يُفترض أنهم سيهتمون بهذه الحملة وينشرون البيان الصادر من رابطة اللاعبين المحترفين على حساباتهم الخاصة. لقد انطلقت الحملة وانتهت واتضح أنها لم تصل إلى الجميع في نهاية المطاف.
أما النقطة المهمة هنا فتتمثل في أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم أن يتحملا مسؤولياتهما ويتخذا مواقف أكثر قوة لمواجهة العنصرية. أما بالنسبة لرابطة اللاعبين المحترفين، فدعونا نكون أكثر تفاؤلا ونعتقد أنها ستقوم بعمل جيد مع شركات مواقع التواصل الاجتماعي في هذا الصدد. لكن عندما يتعلق الأمر بالهيئات المسؤولة عن إدارة كرة القدم، فإنني أعتقد أن الحل الوحيد للتعامل مع العنصرية بالشكل الذي تعرض له لاعبو المنتخب الإنجليزي الشهر الماضي أمام مونتينيغرو هو أن يغادر الفريق الذي يتعرض لاعبوه للهتافات العنصرية أرض الملعب مباشرة.
وخلال هذا الصيف ستقام نهائيات دوري الأمم الأوروبية في البرتغال، لكن لحسن الحظ فإن هذه البطولة نادرا ما شهدت هذا النوع من الهتافات العنصرية المؤسفة. وبعد ذلك، فإن المواجهتين الخارجيتين لمنتخب إنجلترا ستكونان أمام التشيك وبلغاريا، وربما تتذكرون الزيارة السابقة للمنتخب الإنجليزي إلى العاصمة البلغارية صوفيا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية عام 2012 عندما تعرض أشلي يونغ وثيو والكوت وأشلي كول لهتافات عنصرية وترديد أصوات القردة بمجرد لمسهم للكرة.
هذا لا يعني تلقائياً أنه سيكون هناك المزيد من هذه الهتافات عندما يلعب المنتخب الإنجليزي هناك في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. ومع ذلك، فإن طبيعة كرة القدم تعني أن شيئا ما سيحدث قريباً، سواء كان ذلك مع المنتخب الإنجليزي أو مع أحد الأندية. وستكون هذه هي النقطة التي يتعين فيها على اللاعبين المعنيين أن يقرروا ما إذا كانوا يحتاجون إلى شكل آخر من أشكال الاحتجاج، بعيدا عن الهاشتاغات، لأن ما حدث في السابق يكفي، ولا بد أن تكون هناك وقفة قوية وحازمة للتعامل مع هذا الأمر خلال الفترة المقبلة.


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».