تحتوي قطع العنبر على الكائنات التي كانت تعيش في المناطق البرية، ولكن الجديد هو ما توصل له فريق بحثي مشترك من الأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة إنديانا الأميركية، تمكن من رصد كائن بحري منقرض تم محاصرته داخل قطعة من العنبر تعود إلى 99 مليون سنة.
والعنبر أو الكهرمان صمغ كانت تفرزه الأشجار الصنوبرية المنقرضة من لحائها عندما يجرحها جارح حتى تستطيع حماية نفسها من الأمراض، وكان يتسبب ذلك في حبس الكائنات الحية التي كانت توجد على الشجرة.
وعادة ما كان العنبر يحبس حشرات العناكب والصراصير والخنافس والذباب والدبابير، وكلها تعيش في المناطق الصحراوية، ولكن القطعة التي خضعت للدراسة من قبل الفريق البحثي الصيني الأميركي، ونشر بحثاً حولها، أول من أمس، في دورية بيناس «PNAS» كانت فريدة من نوعها، لأنها ضمت «الأمونيتات» إلى جانب كل هذه الحشرات، وهي لا فقاريات بحرية منقرضة تنتمي إلى راسيات الأرجل.
وعثر على قطعة العنبر التي شملتها الدراسة في شمال ماينمار، وتم تقدير عمرها بـ99 مليون عام، ويبلغ طولها 33 مليمتر، وعرضها 9.5 ملي، وارتفاعها 29 ملي ووزنها 6.08 غرام.
وأخضع الباحثون تلك القطعة الفريدة للتصوير المقطعي المحوسب بالأشعة السينية (micro - CT)، بما مكنهم من الحصول على صور ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للأمونيتات بما في ذلك خيوطها الملتوية، والتي تعتبر مهمة لتحديد جنسها.
ويقول ديفيد ديلشر، من قسم الجيولوجيا بجامعة إنديانا الأميركية والباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشرته الأكاديمية الصينية للعلوم بالتزامن مع نشر الدراسة: «تمكنا من تحديد جنس الأمونيتات في هذه القطعة وهو المعروف باسم بوزوسيا (بيمايتس)، ويتميز بقشرة مخاطية، ولكنها كانت مكسورة وامتلأ مدخلها بالرمال».
وعن أسباب ظهور الكائنات البحرية والبرية داخل قطعة العنبر، يضيف: «التفسير الأرجح هو أن الشاطئ الرملي المغطى بالأصداف كان يقع بالقرب من الأشجار المنتجة للعنبر، وحُشرت الحشرات الطائرة في العنبر بينما كان لا يزال على الشجرة، ثم حدث سقوط له أسفل جذع الشجرة فحاصر الكائنات الحية التي تعيش بالقرب من سفح الشجرة، ثم نقلته الظروف الجوية إلى الشاطئ ليقوم بمحاصرة الأصداف وبداخلها الكائنات البحرية».
وتعد هذه هي المرة الأولى عالمياً التي يتم فيها تسجيل وجود الأمونيتات البحرية داخل قطعة من العنبر، كما أكد الدكتور بو وانغ، من الأكاديمية الصينية للعلوم في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط». وقال إن هذه القطعة الفريدة تم إيداعها في متحف لينغبوج للعنبر في مدينة شنغهاي بالصين، وهي ذات قيمة تاريخية وعلمية فريدة.
وأضاف: «هي توفر دليلاً على أن أشجار العنبر كانت توجد بالقرب من بيئة ساحلية ديناميكية ومتغيرة، كما أنها دليل حفري للعصر الجيولوجي الذي ينتمي إلى 99 مليون سنة».
كائن بحري محاصر في قطعة عنبر عمرها 99 مليون عام
توصل إليه فريق بحثي مشترك من الصين وأميركا
كائن بحري محاصر في قطعة عنبر عمرها 99 مليون عام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة