العثماني يؤكد أن الحكومة المغربية «تسير في الاتجاه الصحيح»

قدّم حصيلة نصف ولايته أمام البرلمان

TT

العثماني يؤكد أن الحكومة المغربية «تسير في الاتجاه الصحيح»

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن حكومته تمكنت من إنجاز إصلاحات هيكيلية في فترة وجيزة وراكمت مكتسبات وإصلاحات مهمة وواعدة ولا يمكن تجاهلها، مضيفاً أنها أولت أهمية خاصة لقطاعات التعليم والصحة والتشغيل.
واستشهد العثماني الذي كان يتحدث مساء أمس في جلسة عامة أمام البرلمان بغرفتيه لتقديم حصيلة نصف ولايته، وفق ما ينص عليه الدستور، بالاتفاق ثلاثي الأطراف الذي وقعته الحكومة أخيراً مع النقابات وأصحاب العمل والذي عدّه «لبنة لإرساء السلم الاجتماعي وتحسين أوضاع المواطنين».
وأقر العثماني أنه رغم الجهود المبذولة «لا يمكن الادعاء أن الحكومة قادرة على حل مشاكل المغرب في نصف ولاية أو ولاية كاملة، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى أن كثيراً من الإنجازات والإصلاحات الواقعية تحققت في ظل تزايد منسوب الطلب الاجتماعي وفي ظل «حملات التشويش والتبخيس» التي تتعرض لها حكومته إلا أنها، كما قال، عملت على «رفع منسوب الأمل رغم قساوة الإكراهات والمؤامرات وتعميم الإحباط».
وأوضح أن إشراف الملك محمد السادس على عدد من الورش والاستراتيجيات مثل الطاقة المتجددة والماء والبرامج الاجتماعية والصحة والفلاحة كان له دور كبير في إنجاح هذه البرامج.
وذكّر العثماني بالسياق العام الذي تشكلت فيه حكومته والذي تميّز بمناخ اقتصادي صعب على المستوى العالمي، وإقليمياً باستمرار الحراك الشعبي في بعض الدول، وعدم الاستقرار الأمني والسياسي.
وعلى المستوى الوطني، قال العثماني إن حكومته واجهت مجموعة من التحديات الاجتماعية بسبب محدودية أثر النمو الاقتصادي على حياة المواطنين وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات متنوعة في الحسيمة وجرادة. ولفت إلى أن الحكومة اعتمدت الحوار والإنصات والإنجاز والتعامل بنفس إيجابي جماعي مع كل الاحتجاجات، ومع كل المكونات السياسية والنقابات وأصحاب العمل.
ويأتي تقديم العثماني حصيلة نصف ولايته وسط أجواء سياسية متوترة بين أعضاء التحالف الحكومي نفسه، إلا أنه كثيراً ما قلل من أهمية الخلافات بين حلفائه وعدها أمراً طبيعياً لا يؤثر على السير العام للحكومة وعلى القرارات التي تتخذها. وأعاد العثماني تأكيد هذا الرأي أمس أمام البرلمان، إذ قال إن «هناك من يبشّر بتشتت الأغلبية إلا أن ذلك لن يتحقق».
ووجه رئيس الحكومة تحية إلى أحزاب الغالبية وقياداتها، كما حيّا أحزاب المعارضة لتحليها بـ«الروح الوطنية» ودورها في تسريع عدد من الإصلاحات في البرلمان.
واستعرض العثماني عدداً من الإجراءات التي جرى اتخاذها للتقليص من نسب الفقر؛ منها الرفع من موازنة التعليم وتخصيص جزء كبير من الموازنة لبرامج الدعم الاجتماعي التي انتقل عدد الأطفال المستفيدين منها من 700 ألف طفل إلى مليوني طفل، فضلاً عن مواصلة تنفيذ مبادرة مليون محفظة التي يستفيد منها تلاميذ القرى، وتوفير الطعام المدرسي والإيواء لنحو 80 ألف تلميذ.
أما في مجال الصحة، فقال العثماني إنه جرى الرفع من موازنة وزارة الصحة بـ16 في المائة، وتوسيع وتجويد التغطية الصحية الأساسية، وإصلاح نظام المساعدة الطبية، واعتماد التأمين الإجباري على المرض لأصحاب المهن الحرة الذي سيجري توسيعه تدريجياً، مقراً بالمشاكل الكبيرة في القطاع التي سيجري معالجتها.
واقتصادياً، تقول الحكومة إنها نجحت في جذب الاستثمارات بصورة غير مسبوقة، حيث بلغت ما يزيد على 80 مليار درهم (8 مليارات دولار)، إضافة إلى ربح 17 درجة في مؤشر الشفافية، وتسجيل أعلى معدل للتشغيل العمومي الذي وصل إلى 130 ألف منصب شغل، فضلاً عن خفض معدل البطالة إلى 9.8 في المائة. كما عملت الحكومة، بحسب ما تقول، على محاربة الفوارق المجالية، وتم تسجيل معدل نمو وصل إلى 4.1 في المائة في 2017، إضافة إلى الرفع من الاحتياطي النقدي للمغرب إلى 220 مليار درهم (22 مليار دولار).



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.