«سونوس» و«إيكيا» تطلقان مكبرين صوتيين ذكيين جديدين

مكبرا صوت جديدان أحدهما مدمج مع مصباح الطاولة
مكبرا صوت جديدان أحدهما مدمج مع مصباح الطاولة
TT

«سونوس» و«إيكيا» تطلقان مكبرين صوتيين ذكيين جديدين

مكبرا صوت جديدان أحدهما مدمج مع مصباح الطاولة
مكبرا صوت جديدان أحدهما مدمج مع مصباح الطاولة

أعلنت «إيكيا» شركة الأثاث السويدية الشهيرة، و«سونوس» الشركة الصانعة لمكبرات الصوت الذكية، عن إطلاق أول منتج مشترك لهما. ومن المزمع أن يبدأ عملاق تجارة الأثاث ببيع مكبر الصوت الذكي الخاص برفوف الكتب (99 دولاراً) إلى جانب مصباح للطاولة يعمل أيضاً كمكبر صوت ذكي (179 دولاراً) في أغسطس (آب) المقبل.

- مكبرات صوت ذكية
سيتم عرض المنتجين تحت علامة «سيمفونيكس» Symfonisk model على أن يتاح للمستخدمين التحكم بكليهما عبر تطبيق «سونوس».
يتيح لكم أحد مكبري الصوت الجديدين من «إيكيا» استخدامه كمكبر صوت تقليدي على رف الكتب، مع إمكانية تثبيته أفقياً أو عمودياً. كما أنه يأتي مجهزاً بقوس يتيح تثبيته بالحائط كي تتمكنوا من استعماله كرف قائم بحد ذاته، أو وضعه مكان منضدة السرير الجانبية، خاصة أنه قادر على حمل وزن يصل إلى 3 كلغم.
في مقابلة أجراها مع مجلة «فراييتي»، قال بجورن بلوك، مدير الأعمال التجارية في قسم منتجات المنزل الذكي في «إيكيا»: «إنه منتج متعدد الاستخدامات فعلاً، ويمكنكم وضعه في أي غرفة».
أما مصباح الطاولة «سيمفونيكس» الصوتي Symfonisk table lamp (179 دولاراً) فيعدكم بدمج الضوء والصوت في جهاز واحد. وكشف بلوك أن الدمج المتوفر في هذا الجهاز يخضع لمبادئ الدمج الأخرى التي اعتمدتها الشركة في تزويد منتجاتها، كالشحن اللاسلكي في منضدة السرير الجانبية، وغيرها من قطع الأثاث. وبدأ بلوك في حديثه واعياً لغرابة المزيج الذي يمثله هذا الجهاز، وأنه لا يناسب أذواق الجميع؛ حيث اعتبره «من المنتجات التي تحمل توقيعاً خاصاً».
وشرح بلوك أن «إيكيا» راكمت عقوداً من السنين من التجربة مع الأضواء، الأمر الذي ساعدها على إطلاق أول مصباح ضوئي متصل بالإنترنت عام 2017. وكانت الشركة قد عبّرت منذ مدة عن رغبتها بإضفاء ميزة الصوت الذكي على أضوائها الذكية. ولفت بلوك إلى أن «الشركة أدركت جيداً أنه لا يمكنها تحقيق هذا التكامل بمفردها».

- أجهزة منزلية ذكية
بدأ التعاون بين «إيكيا» و«سونوس» عام 2016، وشكّل انطلاقة كبيرة لشركة صناعة المكبرات الصوتية. فقد لفت باتريك سبينس، الرئيس التنفيذي لـ«سونوس» إلى أن «الشركة لم تقم بشيء مشابه من قبل. لقد شكلت هذه الخطوة تحولاً كبيراً في ثقافة (سونوس)».
هذا الأمر قد يؤدي أخيراً إلى نقطة تحول مهمة بالنسبة لصانع المكبرات الصوتية، ليس فقط على صعيد المكاسب المالية التي سيحققها من مبيعات مكبري «إيكيا» الصوتيين، بل باحتمال فتح هذين الجهازين الباب لفئة جديدة من الزبائن الجدد الراغبين باستخدام منتجات «سونوس».
تنطبق هذه الفرضية بشكل خاص على الزبائن الذين كانوا عاجزين عن شراء مكبرات «سونوس» السابقة بسبب أسعارها الباهظة التي تتراوح بين 200 و800 دولار. وشدد سبينس في حديثه على السوق الجامعية، معتبراً أنها ستشكل فرصة جديدة للشركة. كما أن فكرة تداخل عمل مكبرات الصوت الجديدة من «إيكيا» مع منتجات «سونوس» الأخرى قد تعزز الرغبة لدى المستهلكين بشراء شريحة «سونوس» الصوتية أو مكبرات صوت أخرى تحمل توقيعها.
ويجب ألا ننسى أيضاً مكسباً عظيماً آخر، وهو بصمة «إيكيا» العالمية التي تشغل مع شركائها متاجر في 36 دولة، مقابل محدودية تسويق منتجات «سونوس» التي تجني 85 في المائة من أرباحها في 5 دول فقط؛ حتى في هذه الدول، نادراً ما يتجاوب الزبائن مع عروض الاستماع إلى مكبرات الصوت في المتاجر، فتبقى منتجات «سونوس» في علبها مكومة على الرفوف.
وكان بلوك قد كشف أن «إيكيا» ستطلق تجربتها الجديدة داخل المتجر في أغسطس المقبل لعرض المكبرات الجديدة. أما سبينس، فرأى أن «هذا الأمر مهم جداً بالنسبة لشركته، لأنه يبتكر طريقة جديدة لتجربة (سونوس)».

- سلبيات التصميم
من ناحية أخرى، يفتقر كلا المكبرين الجديدين إلى ميزة التحكم بالصوت عن مسافة بعيدة؛ حيث إن الاثنين لا يحتويان على لاقطات صوتية مدمجة، ما قد يدفع بعض الزبائن إلى العدول عن شرائهما بعد مقارنتهما بمنتجات «غوغل» و«أمازون». في المقابل، بات كثيرون يملكون بعضاً من المنتجات التي تخضع للأوامر الصوتية في منازلهم، سواء على شكل شاشات ذكية أو مكبرات صغيرة كـ«أمازون دوت»، التي لا يستخدمونها كثيراً للاستماع إلى الموسيقى. وتجدر الإشارة إلى أن مكبرات «سيمفونيكس» يمكن التحكم بها عبر «أليكسا» من أجهزة مشابهة، إلى جانب ضمها لمساعد «غوغل».
ورجّح المسؤولان التنفيذيان من الشركتين أيضاً أن فكرة إصدار مكبرات صوت من فئة «سيمفونيكس» مع لاقطات صوت مدمج ليست مستبعدة. وقال سبينس من «سونوس» إنه «لا شك في أن الشركة ستسعى إلى تطبيق هذه الفكرة في المستقبل». من جهته، أكد بلوك أن هذين المنتجين ليسا نهائيين بالنسبة للشركتين، وأنهما «مجرد نقطة للبداية».

- «فراييتي»، خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

صحتك قضاء ساعات طويلة في تصفح الإنترنت قد يصيبك بـ«تعفن الدماغ» (رويترز)

«تعفن الدماغ»... ما علاقته باستخدام الإنترنت ومواقع التواصل؟

تُعرف «أكسفورد» تعفن الدماغ بأنه «التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص»

ماري وجدي (القاهرة)
يوميات الشرق التدهور المفترض للحالة العقلية أو الفكرية للشخص في العصر الحديث يحدث نتيجة الإفراط في استهلاك الإنترنت وفقاً لـ«أكسفورد» (أ.ب)

«تعفن الدماغ»... كلمة عام 2024 من جامعة أكسفورد

اختيرت كلمة «تعفن الدماغ» لتكون كلمة عام 2024 في «أكسفورد».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».