رصد أضواء قطبية نادرة بعد عاصفة شمسية

اللون الأزرق نتاج العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض يوم الجمعة
اللون الأزرق نتاج العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض يوم الجمعة
TT

رصد أضواء قطبية نادرة بعد عاصفة شمسية

اللون الأزرق نتاج العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض يوم الجمعة
اللون الأزرق نتاج العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض يوم الجمعة

عادةً ما تكون أضواء الشفق القطبي التي تسببها عواصف الرياح الشمسية خضراء أو حمراء، ولكن العاصفة التي ضربت الأرض يوم الجمعة الماضي أنتجت ضوءاً بلون مختلف ونادر الحدوث، وهو اللون الأزرق.
وقال موقع «سبيس ويذر» الذي نشر أول من أمس، صورة لهذا الضوء النادر الذي شهدته كندا وأميركا، إنه لا ينتج إلا إذا كانت العاصفة قوية، وهو أمر لا يتكرر كثيراً، ولكن الغريب أن العاصفة التي أنتجته هذه المرة كانت صغيرة نسبياً.
ويحدث ضوء الشفق القطبي بشكل عام نتيجة تلاقي الإلكترونات والبروتونات التي توجد بالرياح الشمسية مع غازات الأكسجين والنيتروجين الموجودة في الغلاف الجوي للأرض، وعادة ما تتفوق الألوان التي ينتجها الأكسجين، ولكن أسباب تفوق اللون الذي ينتجه النيتروجين هذه المرة غير معروفة، كما أوضح الموقع.
وعندما تتلاقي الإلكترونات والبروتونات التي توجد بالرياح الشمسية مع غازات الأكسجين عند ارتفاع نحو 60 ميلاً ينتج الضوء الأخضر المصفر المألوف، بينما ينتج الضوء الأحمر عندما يحدث هذا التلاقي على ارتفاع أعلى (نحو 200 ميل)، ويعطي النيتروجين الطبيعي الضوء الأحمر البنفسجي، بينما ينتج اللون الأزرق بسبب النيتروجين الأيوني.
وأضاف الموقع: «في العاصفة التي حدثت يوم الجمعة تلاقت الإلكترونات والبروتونات التي توجد بالرياح الشمسية مع النيتروجين الجزيئي المتأين (+N2) على ارتفاعات عالية جداً، وأنتجت هذا التوهج الأزرق النادر خلال عروض الشفق الضوئية».
واندفعت هذه الإلكترونات والبروتونات باتجاه الأرض في 6 مايو (أيار) الجاري، نتيجة انفجار في بقعة شمسية ووصلت بتاريخ 10 مايو إلى المجال المغناطيسي للأرض ما تسبب في عاصفة جيومغناطيسية من الفئة الصغيرة.
وفي السياق ذاته، أعلن الموقع أن الأرض ستكون على موعد مع عاصفة جديدة غداً (الأربعاء)، حيث كشفت الأقمار الصناعية المخصصة لمراقبة الشمس عن اندفاع انبعاث كتلي إكليلي من الشمس (غاز متأين) يومي 10 و11 مايو، وكشفت النماذج الحسابية عن أنها ستصل إلى المجال المغناطيسي للأرض يوم 15 مايو.
وهذه العاصفة المتوقعة، وتلك التي حدثت يوم الجمعة الماضي وأنتجت اللون الأزرق النادر ليس لهما أي تأثير سلبي على الأرض، كما يؤكد د.محمد الصادق، الأستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط».
ويقول د.الصادق: «هذه العواصف من الدرجة الأولى التي لا تترك أي تأثيرات سلبية بل بالعكس يكون من نتائجها حدوث أضواء الشفق القطبي المميزة التي ينتظرها عشاق الفلك».


مقالات ذات صلة

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

يوميات الشرق ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لـ«ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكويكبات الجديدة رُصدت بواسطة تلسكوب جيمس ويب الفضائي (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا)

رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً

تمكن فريق من علماء الفلك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالولايات المتحدة من رصد 138 كويكباً صغيراً جديداً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الولايات المتحدة​ باميلا ميلروي نائبة مدير «ناسا» وبيل نيلسون مدير «ناسا» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن (أ.ف.ب)

«ناسا» تعلن تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» للعودة إلى القمر

أعلن مدير إدارة الطيران والفضاء (ناسا)، بيل نيلسون، تأجيلات جديدة في برنامج «أرتميس» الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ 1972.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور (أ.ب)

مرور 6 أشهر على رائدَي فضاء «ناسا» العالقين في الفضاء

مرّ ستة أشهر على رائدَي فضاء تابعين لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) عالقين في الفضاء، مع تبقي شهرين فقط قبل العودة إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رحلة ولادة الكسوف الاصطناعي (أ.ب)

«عرض تكنولوجي» فضائي يمهِّد لولادة أول كسوف شمسي اصطناعي

انطلق زوج من الأقمار الاصطناعية الأوروبية إلى الفضاء، الخميس، في أول مهمّة لإنشاء كسوف شمسي اصطناعي من خلال تشكيل طيران فضائي مُتقن.

«الشرق الأوسط» (كيب كانافيرال فلوريدا )

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.