الأمم المتحدة: انسحاب الحديدة يسير وفق المتفق عليه للمرحلة الأولى

تركيز على إزالة المظاهر العسكرية والألغام

TT

الأمم المتحدة: انسحاب الحديدة يسير وفق المتفق عليه للمرحلة الأولى

أكدت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها)، عبر بيان لها من رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار، أنه مضــى اليوم الأول من إعادة انتشار الحوثيين من الموانئ الثلاثة؛ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وفقاً للخطط الموضوعة.
وبيّنت أنه جرت مراقبة الموانئ الثلاثة في وقت واحد من قبل فرق الأمم المتحدة عند خروج القوات العسكرية من الموانئ، وتولي خفر السواحل مسؤولية الأمن فيها، وأنه من المتوقع أن يتم في الأيام التالية، التركيز على أنشطة إزالة المظاهر العسكرية وإزالة الألغام، كما ستقوم الأمم المتحدة بإجراء التحقق الرسمي لعملية إعادة الانتشار الأولى من هذه الموانئ الثلاثة في يوم الثلاثاء 14 مايو (أيار).
وأكد رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال الدنماركي مايكل لوليسغارد، أنه يتعين أن ينظر إلى هذه الخطوة الأولية بوصفها الجزء الأول من المفهوم المتفق عليه للمرحلة الأولى من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحديدة، وفقاً لاتفاقية استكهولم، وقال إن الحكومة اليمنية أعربت التزامها بتنفيذ الجزء الخاص بها من المرحلة الأولى عند طلب الأمم المتحدة ذلك، وإن المشاورات مع الأطراف بشأن بدء هذه الخطوات القادمة ما زالت جارية.
من جهته، أكد وضاح الدبيش، الناطق الرسمي باسم قوات عمليات تحرير الساحل الغربي، بدء توافد المراقبين الأمميّين، لاطلاع مراقبي الفريق الحكومي على آلية انسحاب الميليشيا الحوثية وإدخال الفريق الحكومي للتأكد من ذلك، موضحاً أن الانسحاب مقرر له أن يبدأ من رصيف الموانئ، وليس من حرم الميناء إلى ما بعد 5 كيلومترات لمنطقة الجبانة، ورفع تقرير بذلك.
وبين لـ«الشرق الأوسط» أن الانسحاب الآن لم يعد أحادياً، وإنما اعتبر جزءاً من المفهوم المتفق عليه للمرحلة الأولى من عمليات إعادة الانتشار الأوسع في الحديدة.
وقال الدبيش: «مع تقديم رئيس لجنة إعادة الانتشار استفسارات وتوضيحات لمجلس الأمن عما أعلن عنه مكتب المبعوث الأممي حول تنفيذ الحوثيين الانسحابات، تم توضيح كثير من الاستفسارات والأسئلة، وتم عقد اجتماع ثنائي مساء أول من أمس بين رئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال مايكل لوليسغارد والفريق الحكومي، وتطرق الاجتماع لعدة جوانب متعلقة بالانسحاب في إطار زمني وتفعيل الدور القيادي للأمم المتحدة».
وبيّن الدبيش أن الفريق الحكومي اشترط على الجنرال لوليسغارد برنامجاً زمنياً، وليس كما جرت العادة، وتم الاتفاق على إطار زمني محدد لتفعيل آلية التحقق والتفتيش، وإطار زمني لإزالة الألغام والمظاهر المسلحة، وأيضاً إطار زمني لاستكمال المرحلة الأولى، بالإضافة إلى آلية محددة للإشراف على واردات الموانئ من قبل الأمم المتحدة ومراقبين من الفريق الحكومي.
وفِي سياق النزاع الحالي والأزمة الإنسانية في اليمن، تقوم «يونيفيم» بتسهيل التدفق الحر دون عوائق للمواد التجارية من خلال التحقق والتفتيش، بالإضافة إلى مراجعات طلبات التخليص للسفن التجارية التي تبحر إلى الموانئ اليمنية اعتباراً من 2018. وهذه الموانئ هي الحديدة وصليف.
وبحسب الدبيش، فإن الحكومة اليمنية علقت في يونيو (حزيران) 2017 التصاريح إلى ميناء رأس عيسى حتى إشعار آخر، فيما تتم إدارة جميع طلبات التخليص الأخرى للموانئ اليمنية (عدن والمكلا... إلخ) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية الشرعية، مباشرة من قبل وزارة النقل الحكومية.
وشدد على ضرورة تقديم طلبات التخليص الكاملة في موعد لا يتجاوز 5 أيام قبل وصول السفينة إلى الحدود الخارجية لهذه الموانئ، ويفضل قبل مغادرة السفينة من ميناء التحميل الخاص بها، وهذا يتوقف على توفر مستندات السفينة، مبيناً أن أي طلب للتخليص تم تسلمه بعد هذه الفترة سوف يترتب عليه تأخير في عملية التخليص.
إلى ذلك، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أمس (الأحد)، أنه مستعد للعمل على تطوير موانئ الحديدة غربي اليمن، بعد انتهاء إعادة انتشار القوات هناك بشكل كامل.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن البرنامج قوله، في بيان، إنه «مع مغادرة القوات العسكرية والأمنية لموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، فإننا مستعدون للمساعدة في تحسين كفاءة وإنتاجية الموانئ».
ولفت إلى أنه بمجرد اكتمال إعادة انتشار القوات، سيساعد البرنامج في تطوير مرافق الموانئ، بما في ذلك أبراج المراقبة والأرصفة وقنوات الملاحة. وقال أوك لوتسما، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إن «هذه هي المرحلة الأولى من جهودنا الملحة لاستعادة العمليات الطبيعية في هذه الموانئ».
وتابع: «نحن نستفيد من خبرتنا الواسعة، بالإضافة إلى الخبرات الوطنية والدولية، لضمان أننا قادرون على استعادة وظائف الموانئ بالكامل في أسرع وقت ممكن».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».