تكنولوجيا الاستخبارات البريطانية كشفت هوية سفاح «داعش»

قصة ملاحقة «قاطع الرؤوس» عبر تحليل لكنته اللندنية

إموازي سفاح «داعش» قتل بضربة أميركية (أ.ف.ب)
إموازي سفاح «داعش» قتل بضربة أميركية (أ.ف.ب)
TT

تكنولوجيا الاستخبارات البريطانية كشفت هوية سفاح «داعش»

إموازي سفاح «داعش» قتل بضربة أميركية (أ.ف.ب)
إموازي سفاح «داعش» قتل بضربة أميركية (أ.ف.ب)

صدم الفيديو الذي ظهر فيه مسلح ملثم يهدد بقطع رأس المراسل الأميركي جيمس فولي العالم في غضون دقائق من نشره عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وتمكّن محللون تابعون للاستخبارات البريطانية من خلال تحليل اللكنة اللندنية للملثم والأوعية الدموية البارزة في يده اليسرى التي كان يمسك بها السكين وأسلوبه في الوقوف، من تحديد هويته «في غضون ساعات»، باعتباره البريطاني محمد إموازي.
ورغم محاولات التعتيم على الصوت في الفيديو، فإن الشرطة وأجهزة الأمن البريطانية كانت تتولى التحقيق مع إموازي طيلة ثلاث سنوات قبل أن يختفي عن عينها عام 2012، ويفر من المملكة المتحدة إلى سوريا. وعندما عكف محللو صوت على تحليل الفيديو الذي نُشر عبر الإنترنت في 19 أغسطس (آب) 2014، وجدوا تطابقاً بينه وبين صوت إموازي. وتأكدت النتيجة من خلال مقارنة شكل الأوعية الدموية البارزة في يد الملثم وصور لإموازي في الأرشيف، وكذلك مقارنة صوت الملثم بصوت إموازي في تسجيلات محفوظة لدى وكالة الاستخبارات الداخلية (إم آي 5) و«اسكوتلنديارد».
في هذا الصدد، قال روبرت هانيغان، المدير السابق لمكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية: «خضنا سباقاً مع الزمن لكشف هوية الملثم، وقد ساعدنا حجم جسده ويديه، لكن قبل كل هذا صوته ولكنته، في تحديد هويته بسهولة». من وجهة نظر مسؤولي مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية و«إم آي 5» والقوات المسلحة البريطانية، لم يشكل إموازي «هدفاً عسكرياً مهماً» عندما قتل فولي، وإنما كان مجرد واحد من عدة مئات من المسلحين الذين فروا من المملكة المتحدة إلى سوريا والعراق بهدف الانضمام إلى تنظيم «داعش»، بحسب «صنداي تايمز».
إلا أن الدعاية الكبرى التي حققها إموازي لصالح التنظيم، الذي أعلن إقامة ما يسميه دولة «داعش» صيف ذلك العام، والتي حولت الشاب البالغ حينها 26 عاماً القادم من شمال غربي لندن إلى فتى الدعاية العالمي للإرهاب، جعلته يشتهر باسم «الجهادي جون». وفي وقت لاحق، اتضح أن هذا اللقب أطلقه عليه رهائنه الغربيون، لأنه كان واحداً من خلية مؤلفة من أربعة بريطانيين داخل «داعش» أطلقوا عليها اسم «بيتلز» (الخنافس).
من جانبها، كانت أجهزة الأمن البريطانية مهتمة بالصلة بين إموازي وإرهابيين بريطانيين هما بلال البرجاوي ومحمد صقر اللذين قاتلا في صفوف مسلحين موالين لتنظيم «القاعدة» في الصومال، ولقيا حتفهما في خضم ضربات جوية أميركية عام 2012.
وقبل فراره من داخل المملكة المتحدة، ذلك العام، جرى استجواب إموازي عدة مرات من جانب ضباط بوكالات استخباراتية وشرطية حاولوا أيضاً تجنيده كمخبر، حسبما أفاد به ريتشارد والتون، الرئيس السابق لقيادة مكافحة الإرهاب «إس أو 15» داخل «اسكوتلنديارد».
يُذكر أنه في غضون شهر من نشر فيديو فولي، نشر «سفاح (داعش)» مقطعين مصورين آخرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي قطع خلالهما رأس كل من الصحافي الأميركي ستيفين سوتولف، وعامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز.
وأثارت فيديوهات سفاح «داعش» موجة غضب عارم، وأثارت الانطباع بأن بريطانيا وأميركا تقفان عاجزتين أمام الإرهاب. أما إموازي، فقد سارع إلى استغلال تأثير الفيديوهات بإطلاق تهديدات مباشرة للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون.
وقال تقرير «صنداي تايمز» إن المخابرات البريطانية والأميركية أخذت قراراً بملاحقة وقتل «سفاح داعش» إموازي بكل الوسائل، لأنه كان وسيلة من وسائل الدعاية الإعلامية التي اعتمد عليها التنظيم الإرهابي.
وحسب الصحيفة، فإن الأجهزة الأمنية التي كانت تراقب تحركاته وتبحث عن الفرصة المواتية لضربه واجهت صعوبات كثيرة، لأنه كان يعرف جيداً كيف يتحصن ويحتمي من المراقبة على الإنترنت، وعبر تكنولوجيا الاتصال؛ فقد دأب على عدم استعمال الإنترنت إلا نادراً، وكان يتحقق من محو كل أثر له على الجهاز الذي يستعمله، كما أنه كان يتخذ كل التدابير الممكنة ليبقى بعيداً عن المراقبة. أما في الحياة العامة فكان يحرص على الاختلاط بالناس من المدنيين والأطفال تحديداً، لأنه كان يعرف أن استهدافه بالطائرات سيكون صعباً وهو بين المدنيين.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
TT

أميركا تفرض قيوداً على شركتين صينيتين لأسباب تتعلق بحقوق الأويغور

الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)
الولايات المتحدة تضيف شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية (إ.ب.أ)

أضافت الولايات المتحدة شركتين صينيتين إلى إحدى قوائم القيود التجارية، اليوم (الثلاثاء)، بسبب مزاعم تمكينهما ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، مع مواصلة الرئيس الأميركي جو بايدن الضغط على بكين في الأيام الأخيرة من إدارته.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكرت وزارة التجارة، التي تشرف على سياسة التصدير، في وثيقة، أنها أدرجت شركة «تشوجانغ يونيفيو تكنولوجيز» إلى قائمة الكيانات «لأنها تمكن انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك عن طريق المراقبة باستخدام التقنية العالية التي تستهدف عامة السكان والأويغور وأفراد الأقليات العرقية والدينية الأخرى».

وأُضيفت شركة «بكين تشونجدون سكيوريتي تكنولوجيز غروب» الصينية المحدودة إلى القائمة لبيعها منتجات «تمكن مؤسسة الأمن العام الصينية من ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان».

ولم ترد شركة «يونيفيو» بعد على طلب للتعليق. ولم يتسنَّ الوصول إلى شركة «بكين تشونجدون سيكيوريتي» من أجل التعليق.

وتستخدم الولايات المتحدة منذ سنوات قليلة ماضية قائمة الكيانات لمعاقبة الشركات الصينية التي تتهمها بالمساعدة في قمع الصين للأويغور وغيرهم من الأقليات، بما في ذلك شركة المراقبة بالفيديو الصينية «هيكفيجن» في 2019.

وتجبر إضافة أي شركة إلى قائمة الكيانات الموردين الأميركيين للشركة المستهدفة على استصدار ترخيص يصعب الحصول عليه قبل الشحن إلى تلك الشركات. وأُضيفت 6 كيانات أخرى في روسيا وميانمار اليوم أيضاً.