مقتل يمنيين تحت التعذيب بمعتقل حوثي... وخطف 300 في حجة

«رابطة الأمهات» تدعو إلى محاكمة المجرمين ومعاقبتهم

TT

مقتل يمنيين تحت التعذيب بمعتقل حوثي... وخطف 300 في حجة

كشفت رابطة «أمهات المختطفين» عن خطف ميليشيات الحوثي الانقلابية 377 يمنيا من محافظة حجة، شمال غربي صنعاء والمحاذية للسعودية، وسط تغييب العشرات منهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد الأحداث العسكرية التي شهدتها المحافظة، ومقتل اثنين من أبنائها المختطفين.
وأفادت الرابطة في بيان لها بمقتل اثنين من أبنائها المختطفين وهما يحيى النمشة وزيد النمشة، تحت التعذيب في سجون جماعة الحوثي المسلحة، وذكرت أن «يحيى النمشة، تعرض لتعذيب حتى الموت في أحد سجون الحوثي بمحافظة عمران خلال الأسبوع الماضي بعد اختطافه بأقل من شهرين والمختطف زيد النمشة في أحد سجون الحوثي بمحافظة صنعاء، بعد اختطافه من محافظة حجة خلال الأشهر الماضية».
وأكدت «وجود ثقوب في كفي المختطف يحيى النمشة وجسمه تحول للون الأزرق مما يدل على أنه علق عرض الحائط بمسامير اخترقت راحتي كفيه وصعق بالكهرباء حتى خرج الزبد من فمه».
وطالبت الأمهات في بيانهن «مجلس الأمن بمعاقبة القتلة والمتسببين والآمرين لهذه الانتهاكات وإيقاف الجرائم التي لا تكاد تمر أيام إلا وراح ضحيتها مختطفون مدنيون».
ووجهت الرابطة «دعوة لكل المحاميين والقانونيين بالتوجه للمحاكم اليمنية والدولية لمقاضاة المجرمين المتسببين بعمليات الاختطاف والإخفاء والتعذيب، حتى التأكد من إنزال أشد العقوبات عليهم».
كما ناشدن «الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي سرعة التدخل لإطلاق سراح بقية المختطفين دون قيد أو شرط، وإنقاذ حياة من تبقى من المختطفين في سجون الحوثي من أبناء محافظة حجة»، محملة في الوقت ذاته «جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن تعذيب واختطاف وإخفاء أبنائها المواطنين». في المقابل، ناقش وزير حقوق الإنسان الدكتور محمد عسكر، مع رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي بعدن، كارمن اشتاريثا، عددا من القضايا منها التأهيل وبناء القدرات في مجال القانون الدولي الإنساني للكوادر المدنية والعسكرية وكذا الأوضاع الإنسانية في اليمن، والدعم العملياتي الذي تقدمه المنظمة الطبية منذ تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية، وآفاق التعاون بين الطرفين وسبل تطويرها. كما تطرق اللقاء، مساء الخميس، إلى مناقشة الأوضاع الإنسانية في اليمن عامة وفي محافظة الضالع على وجه الخصوص، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، التي نقلت عن الوزير دعوته منظمة الصليب الأحمر الدولي إلى «تقديم المساعدة في انتشال جثث القتلى في مناطق الاشتباك في جبهات الضالع».
وأكد «استعداد الوزارة على التواصل والتنسيق لتسهيل عمل المنظمة كون الوضع لا يحتمل التأخير لأن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية من خلال انتشار الأمراض والأوبئة في تلك المناطق». ونوه عسكر بالدور الكبير الذي تقوم به منظمة الصليب الأحمر من خلال تنفيذها لعدد من المشاريع الفاعلة في البلاد وتقديم المساعدات الإنسانية والتي ساعدت إلى حد كبير في تخفيف معاناة اليمنيين مثمناً مشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مساعي الإفراج عن الأسرى.
من جانبه قال رئيس بعثة الصليب الأحمر الدولي في عدن إن «اللجنة فتحت عددا من المراكز في الأطراف الصناعية في عدن والمكلا وسيتم فتح مركز في محافظة أبين أيضا وعلى استعداد لتقديم المساعدات في مجال التأهيل وبناء القدرات من خلال الدورات التدريبية للجنود والضباط لرفع الوعي في أهمية واحترام القانون الدولي الإنساني».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.