لبنان يسلم الأمم المتحدة وثيقة انضمامه إلى معاهدة تجارة الأسلحة

TT

لبنان يسلم الأمم المتحدة وثيقة انضمامه إلى معاهدة تجارة الأسلحة

سلم لبنان الأمم المتحدة وثيقة انضمامه إلى معاهدة تجارة الأسلحة Arms Trade Treaty (ATT) بعد إبرامها في مجلس النواب اللبناني، ليكون لبنان بذلك الدولة الثانية بعد المائة التي تنضم إلى المعاهدة.
ويعتبر انضمام لبنان إلى هذه المعاهدة تاريخياً؛ إذ عانى من الحروب والنزاعات ودفع ثمناً غالياً جراء تدفق السلاح غير النظامي إلى البلاد.
وقامت سفيرة لبنان لدى الأمم المتحدة الدكتورة آمال مدللي بتسليم الوثيقة للأمم المتحدة، علماً بأن المعاهدة المذكورة هي معاهدة دولية ناظمة للتجارة الدولية في الأسلحة التقليدية، وتبتغي مكافحة الاتجار غير المشروع بتلك الأسلحة من خلال إنشاء معايير دولية في هذا الصدد. وكانت قد دخلت حيز النفاذ في 24 ديسمبر (كانون الأول) عام 2014.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، أن انضمام لبنان إلى المعاهدة يشكل محطة مهمة في مسار انخراطه في الجهود الدولية المتعلقة بنزع السلاح، كما يدل على التزام لبنان الجدي بمكافحة ظاهرة الاتجار غير المشروع بالأسلحة التقليدية.
ويتطلع لبنان إلى المشاركة بشكل فاعل في المؤتمر الخامس للدول الأطراف في معاهدة تجارة الأسلحة، الذي سيعقد في جنيف في شهر أغسطس (آب) المقبل. وسيعمل مع سائر الدول على تفعيل مسار تنفيذ أحكام الاتفاقية، وتحقيق عالميتها؛ وهو ما سيشكل دفعاً قوياً لأجندة أمين عام الأمم المتحدة لنزع السلاح، وتمكينا للجهود الدولية في مجال الأمن الإنساني.
وإذ ثمّن لبنان عالياً جهود جمهورية لاتفيا، التي تتولى رئاسة المؤتمر الخامس المقبل، أعرب عن تطلعه لأن يركز المؤتمر على البعد الجندري، ومسألة العنف الجنسي، ولا سيما أن المعاهدة هي أول صك دولي في ميدان نزع السلاح تتضمن أحكامه نصوصاً صريحة في هذا المجال.
في تعليق لها بعد الحفل، قالت السفيرة مدللي: «لبنان، الذي يعرف جيداً الآلام والمعاناة التي تسببها النزاعات والأسلحة للإنسانية، يشعر بالفخر بأنه أصبح اليوم الدولة الثانية بعد المائة في معاهدة تجارة الأسلحة. ثمة ملايين من الناس يعانون من عواقب التجارة غير النظامية في الأسلحة التقليدية حول العالم، وهذه المعاهدة تعطي الأمل في معالجة هذا التحدي. علينا أن نعمل سوياً لاغتنام هذه الفرصة التاريخية ونضمن إنجاح تنفيذ المعاهدة».
وتكتسب هذه المعاهدة أهمية خاصة، حيث ترتكز إلى مقاربة إنسانية لمكافحة ظاهرة الاتجار غير المشروع بالأسلحة التقليدية، مستندة إلى مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان، حيث تهدف إلى الحد من المعاناة الإنسانية المترتبة على انتشار الأسلحة التقليدية، وتعزيز السلام والاستقرار والأمن في العالم.
يذكر أن التنامي المطرد في مخزونات الأسلحة التقليدية حول العالم، وازدياد حركة التجارة غير المضبوطة وغير المشروعة فيها، باتت تشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلم الدوليين، وترتب تداعيات اقتصادية واجتماعية على الجهود التنموية في الكثير من البلدان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.