أسبوع أمام «اتفاق الحديدة» قبل انتهاء مهلة «الرباعية»

سفينة قبالة الساحل اليمني الغربي مقر لمراقبي الأمم المتحدة

نائب الرئيس اليمني لدى لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
نائب الرئيس اليمني لدى لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
TT

أسبوع أمام «اتفاق الحديدة» قبل انتهاء مهلة «الرباعية»

نائب الرئيس اليمني لدى لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن في الرياض أمس (سبأ)
نائب الرئيس اليمني لدى لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن في الرياض أمس (سبأ)

لم يبق أمام المهلة التي حددها اجتماع الرباعية حول اليمن، الأخير في لندن، سوى 7 أيام حتى ينسحب الحوثيون من ميناء الحديدة وميناءي الصليف، ورأس عيسى، كبداية لإعادة الانتشار، وفق الخطة الأممية الجديدة للمرحلة الأولى من اتفاق الحديدة، المبرم في السويد نهاية العام الماضي، وعزّزه قرارا مجلس الأمن 2451 و2452.
وتعقد جلسة مجلس الأمن يوم 15 مايو (أيار) المقبل، على أمل أن يعقد قبلها أول تحرك، وهو ما أفاد به بيان صادر عن الدول الأربع (السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة).
ويواصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث مساعيه الرامية لبدء التنفيذ. وزار غريفيث صنعاء يوم الأحد الماضي، والتقى مسؤولين وقيادات حوثية، قبل أن يجتمع أمس مع أعضاء من الحكومة اليمنية في الرياض، على رأسهم نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ووزير الخارجية اليمني خالد اليماني.
في الأثناء، قال مسؤول في الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إن لقاء المبعوث الأممي الأخير مع قيادات حوثية في صنعاء كان «إيجابياً»، وقال إن ما جرى نقاشه مع القيادات التابعة لـ«أنصار الله» (الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران) لم يكن شروطاً، بل تطرق إلى كثير من الملفات، منها مسائل جرى طرحها من قبل.
وكانت وسائل إعلام تابعة للحكومة الشرعية، قالت إن الحوثيين وضعوا شروطاً قبل التنفيذ. وشدد المسؤول على أنه «لا شروط من الطرفين لقبول تنفيذ المرحلة الأولى من (إعادة الانتشار) في الحديدة وفقاً لما ورد في اتفاقية استوكهولم».
وفي الرياض، شهد اللقاء الذي جمع المبعوث الأممي مع نائب الرئيس اليمني «مناقشة المستجدات، وفي مقدمتها سير تنفيذ تفاهمات استوكهولم التي مضى عليها ما يقارب 5 أشهر دون إحراز أي تقدم يُذكر بفعل العراقيل والصعوبات التي وضعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية».
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن نائب الرئيس اليمني «نوّه إلى المرونة التي أبدتها الشرعية بتوجيهات رئيس الجمهورية عبد ربه منصور في سبيل تنفيذ اتفاق الحديدة الذي يمثل مرتكزاً أساسياً يمكن بناءً عليه قياس جدية الميليشيا الانقلابية بالانحياز للسلام ووقف مساعيهم في افتعال الحروب وتأجيج الصراعات والاقتيات من ورائها وتعمّد مضاعفة الكارثة الإنسانية»، مؤكداً: «أن الشرعية قدمت الكثير من التنازلات رغبة منها في السلام، وسهلت لبرنامج الغذاء العالمي الدخول إلى مطاحن البحر الأحمر لتنفيذ الأعمال المطلوبة، وبما يسهل الاستفادة من الغذاء الموجود، مع عدم تنفيذ الحوثيين لأي مبادرة من شأنها إثبات حسن نواياهم وحرصهم على الإنسان اليمني».
وأشار نائب الرئيس اليمني «إلى التعنت المستمر للحوثيين والمراوغة في تنفيذ ملف المختطفين والأسرى، الذي يمثل ملفاً إنسانياً بحتاً لا علاقة له بالحسابات الأخرى التي يضعها الحوثيون، وكان من الضروري إنجازه مع حلول شهر رمضان المبارك، ليحدث انفراجة لدى آلاف الأسر اليمنية التي تتجرع آلام فراق أبنائها». كما نوّه الأحمر برسالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور التي بعثها للأمين العام للأمم المتحدة، ومناشدته لتوجيه نداء للحوثيين لإطلاق سراح جميع المختطفين والمخفيين قسراً والواقعين تحت الإقامات الجبرية.
ونقلت الوكالة عن غريفيث تثمينه «السعي الجاد للحكومة باتجاه تنفيذ تفاهمات استوكهولم، ومنها اتفاقا الحديدة وتبادل الأسرى والمختطفين»، معبراً عن تمنياته سعي الجميع «لتنفيذ الاتفاقات، بما يسهم في التخفيف من معاناة أبناء الشعب اليمني، وطالب ببذل مزيد من الجهود لتنفيذ الاتفاقات الخاصة بالحديدة والأسرى».
إلى ذلك، كشف مصدر أممي آخر لـ«الشرق الأوسط» أن «المراقبين» يسعون إلى استكمال الإجراءات اللوجستية الخاصة ببعثة دعم اتفاق الحديدة (أنمها) «UNMHA». وقال المصدر إنهم ما زالوا يكملون إجراءات التأشيرات مع السلطات الواقعة تحت سيطرة «أنصار الله» وهي تمضي بشكل جيد، مشدداً على أن وجود «بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة» التي وصفها القرار 2452 بالسياسية، ضروري، لكي تعمل بكامل طاقتها وقدرتها.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر متعددة أن المقرّ الذي ستتخذه الأمم المتحدة سيكون سفينة تابعة للأمم المتحدة ترسو على ساحل مدينة الحديدة.


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.