ائتلاف العبادي يطالب بإعلان الطوارئ في نينوى

TT

ائتلاف العبادي يطالب بإعلان الطوارئ في نينوى

طالب «ائتلاف النصر» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، أمس، رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بتطبيق «قانون السلامة الوطنية» في محافظة نينوى التي تشهد تراجعاً في الخدمات، واستقطاباً حاداً بين الكتل السياسية، للظفر بمنصب المحافظ، الذي أصبح شاغراً منذ إقالة المحافظ السابق نوفل العاكوب، على خلفية مقتل عشرات بغرق عبارة في مارس (آذار) الماضي.
وجاءت مطالبة «النصر» على لسان وزير الدفاع الأسبق النائب عن محافظة نينوى، خالد العبيدي، الذي رأى أن تطبيق القانون الذي يرقى إلى إعلان حالة الطوارئ «يسهم في إعادة الاستقرار السياسي والأمني في محافظة نينوى». وهدد بـ«اتخاذ خطوات عملية، تبدأ من قبة البرلمان، وقد تستمر حتى الشارع الموصلي لتصحيح الأوضاع» في نينوى.
وقال العبيدي في بيان، أمس: «مع استمرار الأوضاع الخطيرة والمتردية على الصعيد المجتمعي والاقتصادي والسياسي في محافظة نينوى، والتي تنذر بعواقب وخيمة، ومع إصرار الدخلاء على خلط أوراق المحافظة لغايات مشبوهة ومصالح إقليمية وسياسية ومالية، ندعو الحكومة العراقية إلى اتخاذ قرار شجاع ومسؤول من دون تباطؤ، بإعلان تطبيق قانون السلامة الوطنية في نينوى».
وأضاف أن «استمرار الحكومة بلا مبالاتها، وعدم اتخاذها إجراءات واضحة لنزع فتيل الاحتقان الذي تعيشه نينوى، ومنع الدخلاء من اللعب بمصير أهلها، سيدفعنا ومعنا على الأقل 17 نائباً من المحافظة، إلى اتخاذ خطوات عملية تبدأ من قبة البرلمان وقد تستمر حتى الشارع الموصلي». وانتقد «شخصيات دخيلة تسعى إلى فرض اسم معين لمنصب المحافظ، للقيام بصفقات فساد».
ورفض النائب عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» عن نينوى، بشار الكيكي، المطالبة بإعلان حلالة الطوارئ في المحافظة، مستبعداً حسم منصب المحافظ في القريب العاجل. وقال الكيكي لـ«الشرق الأوسط»: «لسنا مع فرض حالة الطوارئ أو أي حالة استثنائية. موضوع التنافس الحاد على منصب المحافظ لا يستدعي ذلك. الشارع الموصلي لن يقبل، ولا نريد سحب المحافظة إلى منطق الأحكام العسكرية والظروف الطارئة».
وحول الشكاوى الموصلية من تدخلات الشخصيات السياسية الأخرى من خارج المحافظة، يرى الكيكي أن «الأمر طبيعي ضمن سياقه السياسي؛ لأن هناك كتلاً وأحزاباً سياسية لها امتدادات خارج نينوى، ولا يمكن حصرها في محافظة واحدة فقط، لنلاحظ أن قائمة أسامة النجيفي تضم شخصيات من كركوك ومحافظات أخرى، وكذلك ائتلاف حيدر العبادي الذي يضم شخصيات من نينوى وخارجها».
وبشأن سكوت القوى الكردية في نينوى، والموقف من قضية اختيار المحافظ، ذكر الكيكي أن «الأكراد لا يدخلون في صراع على منصب المحافظ؛ لأنه من حصة المكون العربي، وننتظر اتفاق العرب على شخصية معينة للنقاش معهم حول ذلك. حتى الآن لم يحسم موضوع المحافظ، والأمر يتطلب بعض الوقت، والأكراد حتى هذه اللحظة لم يدعموا أو يرفضوا أي مرشح محتمل». ويعتقد أن «الصراع على منصب المحافظ يندرج ضمن الحسابات المقبلة للقوى السياسية، التي ترغب في خوض الانتخابات المحلية بعد بضعة أشهر».
ويستبعد الناشط عبد العزيز الجربا قبول الولايات المتحدة والأمم المتحدة وبقية الأطراف إعلان حالة الطوارئ في نينوى. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «على المستوى الشعبي هناك رغبة في فرض حالة الطوارئ، وهي انعكاس ورد فعل ضد سوء أداء مجلس المحافظة، وهذه الرغبة ربما تشمل محافظات عراقية أخرى». وأضاف أن «أغلب اللقاءات التي حضرتها وجمعت مواطنين عاديين بممثلين عن الأمم المتحدة أو الأميركيين، سمعت خلالها، في السر والعلن دعوات صريحة لفرض حالة الطوارئ؛ لكن ذلك أمر غير قابل للتحقق».
وعن مسألة «التدخلات في الشأن الموصلي» من خارج المحافظة، يرى الجربا أن «نينوى والموصل خاصةً، منطقة بكر، وخالية تقريباً من القيادات السياسية المحلية التي تتمتع بالثقل السياسي اللازم للتأثير والفعل. لذلك نرى أن الآخرين يسعون إلى ملء هذا الفراغ، بسبب غياب الكتلة ذات التأثير والمعالم الواضحة في نينوى».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.