«الصحة العالمية» تخشى تفشي الكوليرا في ليبيا بسبب المعارك

قوات موالية لحكومة الوفاق تخوض معارك مع قوات الجيش الوطني في السبيعة جنوب طرابلس (صورة أرشيفية - أ.ف.ب)
قوات موالية لحكومة الوفاق تخوض معارك مع قوات الجيش الوطني في السبيعة جنوب طرابلس (صورة أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية» تخشى تفشي الكوليرا في ليبيا بسبب المعارك

قوات موالية لحكومة الوفاق تخوض معارك مع قوات الجيش الوطني في السبيعة جنوب طرابلس (صورة أرشيفية - أ.ف.ب)
قوات موالية لحكومة الوفاق تخوض معارك مع قوات الجيش الوطني في السبيعة جنوب طرابلس (صورة أرشيفية - أ.ف.ب)

أعربت منظمة الصحة العالمية، اليوم (الأربعاء)، عن مخاوفها من أن تؤدي المعركة الدائرة منذ شهر للسيطرة على العاصمة الليبية، طرابلس، إلى زيادة هائلة في أعداد القتلى والمصابين المدنيين فضلاً عن تفشي الأمراض الفتاكة، بما فيها الكوليرا.
وقال ممثل منظمة الصحة في ليبيا، الدكتور سيد جعفر حسين، في مقابلة مع وكالة «رويترز» للأنباء، إن الصراع يستنزف الإمدادات الحيوية في المستشفيات بالقرب من خطوط القتال الأمامية، وهي إمدادات لن تصمد إلا لبضعة أسابيع أخرى.
وذكر: «هناك الآن احتمال للإصابة بالكوليرا على سبيل المثال مع نقص المياه والصرف الصحي في مساكن الأشخاص النازحين»، مشيراً أيضاً إلى مخاطر الإصابة بالالتهاب الكبدي والتيفود والحصبة والسل.
وأضاف أن ما لا يقل عن 60 ألف شخص فروا من القتال في الضواحي الجنوبية يعيشون حالياً في ملاجئ مؤقتة، مما زاد عدد سكان وسط المدينة الذي يبلغ قرابة نصف مليون نسمة.
وتابع: «في الوقت الحالي بالنظر إلى عدد الجرحى وعدد من تأثروا فإن هذه الإمدادات يمكن أن تكفي لفترة ثلاثة إلى أربعة أسابيع».
وأوضح: «لكن إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار ولم يكن هناك تراجع في حجم الصراع ومداه وشدته بل حتى إذا استمر الوضع الحالي فستنفد هذه الإمدادات».
وقال إنه تم تخزين مجموعة من اللوازم الطبية الطارئة لعلاج الجرحى في طرابلس وبنغازي وسبها، لكن هناك حاجة إلى أدوية لمرضى الأمراض المزمنة مثل السكري أو الصرع.
وبسبب الأزمة تسعى منظمة الصحة للحصول على 12 مليون دولار إضافية من الجهات المانحة بالإضافة إلى مبلغ 42 مليون دولار تسعى لجمعه سنوياً من أجل ليبيا.
وقال حسين: «نناشد جميع المانحين، فحتى لو لم تكن أعداد (الإصابات / النازحين) مرتفعة في الوقت الحالي فستزداد هذه الأرقام بشكل كبير في الأسابيع المقبلة».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».