«مشادات وضرب» في اجتماع {الاستقلال المغربي} المعارض

TT

«مشادات وضرب» في اجتماع {الاستقلال المغربي} المعارض

يبدو أن حزب الاستقلال، المغربي المعارض، لم ينجح بعد في تجاوز إرهاصات مرحلة صراع الأجنحة داخل هياكله خلال السنوات الأخيرة؛ حيث بدأت تظهر بوادر أزمة جديدة وصراع حول شبيبة الحزب، بين تياري نزار بركة أمين عام الحزب، والقيادي حمدي ولد الرشيد، من جهة، وتيار النائب عبد القادر الكيحل، الذي يسيطر على الذراع الشبابية للحزب منذ فترة، والأمين العام السابق حميد شباط.
وشهد اجتماع المكتب التنفيذي لشبيبة حزب الاستقلال، مساء أول من أمس، مشادات بين أعضائه، تطورت إلى خلاف عنيف، أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الإخوة - الأعداء، استدعى نقل مصابة للمستشفى.
وأظهرت صور تم تداولها في بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، أحد أعضاء المكتب التنفيذي للشبيبة الاستقلالية، وعلى وجهه آثار دم، بعد تلقيه لكمة من أحد رفاقه المختلفين معه.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر حضر الاجتماع أن مجموعة من أنصار الكيحل «اقتحموا مكان الاجتماع واستعملوا العنف. الأمر الذي أدى إلى وقوع إصابات؛ حيث جرى نقل مصابة إلى المستشفى».
وأضاف المصدر، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، أن الحادث جاء رداً على «منع دخول أعضاء للاجتماع، بحجة أنه ليس لهم ارتباط بالحزب، وأحدهم كان قد التحق بحزب الأصالة والمعاصرة». وقال المصدر ذاته إن لجوء أتباع الكيحل لهذا الأسلوب يأتي من أجل نسف الاجتماع، وإرباك عملية إعادة إحياء شبيبة الحزب.
ودخلت شبيبة حزب الاستقلال حالة من الجمود بعد المؤتمر الوطني، الذي انتخب نزار بركة أميناً عاماً للحزب، خلفاً لشباط، أواخر سنة 2017. وأصبحت تعيش وضعية غير قانونية منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي؛ حيث تبحث قيادتها إيجاد مخرج للوضع بانتخاب قائد جديد قبل متم العام الحالي. ويرتقب أن يعقد المكتب التنفيذي لشبيبة حزب الاستقلال لقاء جديداً الخميس المقبل، يتوقع أن يتم فيه الاتفاق على الصيغة النهائية للإعداد للمؤتمر الوطني لها، وستبدأ اللجنة التحضيرية أشغالها الأحد، وفق المصدر ذاته.
ويعد عمر عباسي، الكاتب الوطني لشبيبة حزب الاستقلال الحالي، المدعوم من طرف تيار حمدي ولد الرشيد، القيادي النافذ في الحزب، مرشحاً بقوة للاستمرار على رأس شبيبة الحزب. بالإضافة إلى منصور المباركي وعثمان الطرمونية (من التوجه نفسه)، في مقابل عبد المجيد الفاسي ومصطفى التاج، الاسمين البارزين في تيار الكيحل، الذي تبقى حظوظه ضعيفة، مقارنة بوزن منافسيه.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.