أحكام نهائية بإعدام 13 متهماً في قضية «أجناد مصر»

«النقض» رفضت الطعون وأيدت السجن لـ26 آخرين وبراءة 5

TT

أحكام نهائية بإعدام 13 متهماً في قضية «أجناد مصر»

في حكم نهائي قضت محكمة النقض المصرية، أمس، بتأييد الإعدام على 13 متهماً، والسجن بأحكام متفاوتة على 26 آخرين في القضية المعروفة إعلامياً باسم «أجناد مصر».
ورفضت «النقض»، الطعون المقدمة من المتهمين في القضية، التي كانت محكمة جنايات الجيزة أصدرتها في عام 2017، والتي تضمنت بخلاف أحكام الإعدام، معاقبة 17 متهماً بالسجن المؤبد، والسجن 15 سنة لمتهمين اثنين، والسجن 5 سنوات لـ7 متهمين، والبراءة لـ5 متهمين، لاتهامهم بارتكاب «جرائم إرهابية بزرع عبوات ناسفة، واستهداف الكمائن الأمنية، وأقسام الشرطة».
ونسبت نيابة أمن الدولة للمتهمين في أمر الإحالة، أنهم في عام 2013 «أنشأوا جماعة أُسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، وتأسيس جماعة أجناد مصر التي تدعو إلى تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه وتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم».
كما وجهت النيابة للمتهمين ارتكاب جرائم «تفجير كمين جامعة القاهرة عام 2014، ما أسفر عن مقتل العقيد طارق المرجاوي، وإصابة مساعد مدير المباحث ونائب مدير الأمن ورئيس مباحث شرطة الجيزة وعدد من أفراد الشرطة، وتخريب الممتلكات العامة، واستعمال المفرقعات».
وبحسب حيثيات حكم الإدانة، فإن المتهمين «زرعوا عبوات ناسفة، مستهدفين كثيراً من الارتكازات الأمنية وأقسام الشرطة والمنشآت الحيوية والممتلكات العامة، وتفجيرها عن بعد، على نحو أسفر عن مقتل كثير من ضباط وأفراد الشرطة والمواطنين، والشروع في قتل أكثر من 100 من ضباط وأفراد الشرطة والمواطنين، واستهداف المنشآت الشرطية والكمائن الأمنية، وتخريب الممتلكات العامة وحيازة المفرقعات».
وكذلك فإن المتهمين في القضية، كانوا عوقبوا من قبل محكمة جنايات القاهرة للأمور المستعجلة بإصدار قرار بتصنيف «أجناد مصر» تنظيماً إرهابياً في مايو (أيار) عام 2014. كما أدرجت وزارة الخارجية الأميركية التنظيم ضمن لائحة الإرهاب الدولي في ديسمبر (كانون الأول) من العام نفسه.
وفي أبريل (نيسان) عام 2015، أعلنت مصادر أمنية، مقتل مؤسس التنظيم، ويدعى همام محمد عطية، خلال مواجهة مع قوات الأمن، حيث كان يختبئ بإحدى الشقق بحي فيصل بمحافظة الجيزة، كان «اتخذها مؤسس التنظيم مخزناً ومصنعاً ومقراً لعملياته الإرهابية». وقالت التحريات وقتها إن «مؤسس التنظيم له علاقة بتنظيمات إرهابية وجماعات متطرفة، لا سيما تنظيم (أنصار بيت المقدس) أو (ولاية سيناء) الذي بايع (داعش) وينشط في شمال سيناء».
واتهمت نيابة أمن الدولة أعضاء التنظيم، كذلك بـ«اغتيال نشأت علي يوسف، وأشرف فتح الله أحمد (مجندين بقوات الأمن المركزي) بتفجير محيط محطة مترو أنفاق (البحوث)، والشروع في اغتيال العميد يحيى عبد الله سليمان، عميد شرطة بقطاع أكتوبر (تشرين الأول) للأمن المركزي والقوة المرافقة له عن طريق تفجير عبوة ناسفة في (كمين الطالبية)».
كما أسندت للمتهمين اتهامات بارتكاب تفجيرات في محيط قصر الاتحادية الرئاسي، وكمين وزارة الخارجية، ودار القضاء العالي، واستهداف أفراد تأمين سفارة الكونغو بعبوات ناسفة وإطلاق الرصاص عليهم، ما أسفر عن مقتل عدد من رجال الشرطة.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».